الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احترس أنت مراقب!

سمير محمود

2009 / 12 / 16
تقنية المعلمومات و الكومبيوتر


احترس أنت مراقب!
• حرمة الحياة الخاصة تتراجع أمام شهوة الانتقام والتشهير والتجريس التى تسيطر على أصحاب النفوس الضعيفة
• الكاميرات وأجهزة التسجيل صغيرة الحجم تراقبك فى البيت والشارع وأماكن العمل والتسوق.
• هل يمكن أن يتحول حديث أستاذ جامعى فى المحاضرة الى كليب يتبادله الطلاب على سبيل الدعابة وهل من سبيل للمحافظة على الخصوصية ؟

"أوعى تكون بتسجلى ، دى كلمة عابرة قلتها ، حاكم النهاردة الدنيا مبقاش فيها امان ، تقول كلمة فى السر بينك وبين أى حد ، تصبح تلاقيها على كل لسان ، وعلى المحمول بالصوت والصورة فى يد الجميع ، ومش بعيد تلاقيها على اليوتيوب ، وخد عندك مئات التعليقات والاتهامات ". قالتها محدثتى أثناء حديث عابر حول أنفلونزا الخنازير الرعب الذى احتل المدارس وسكن كل بيت فى مصر.
تأملت قليلا مخاوف محدثتى التى أعرفها بحكم العمل منذ ربع قرن كمصدر مهم من مصادر معلوماتى وأفكارى ، وسرحت بذهنى فى معارك إعلام هذه الأيام وقضاياه الساخنة ، فوجدت انها على حق الى حد كبير فى مخاوفها وشكها فى نفسها وفيمن تتحدث اليه رغم أواصر الثقة المتينة بيننا.فبطل معظم فضائح السنوات الأخيرة عبارة عن " سى دى " لعلاقة راقصة شهيرة برجل أعمال أشهر، " أو نص محادثة تليفونية بين رياضى شهير مع منافس له " أو " صور عارية فاضحة ربما ملفقة لفتاة بريئة تم معالجتها وتركيب صور وجهها الأصلى على هذه الصور وترويجها عبر تقنية البلوتوث لتصل لمئات بل الملايين من مستخدمى الهاتف المحمول ومنه لتبث عبر فضاء الانترنت الواسع بهدف الانتقام وتشويه السمعة تارة وبهدف الابتزاز والضغط تارة اخرى .

هذا هو الحال الآن قالها بحماس محمد عمر موظف مؤكدا ان صديق له شك فى سلوك ابنته وعلاقتها مع زميل عمل ، قام بدس قلم صغير فى حقيبة يدها حتى يتأكد من صدق ظنونه فى أقرب الناس اليه خاصة وقت بقائها خارج المنزل.
أراقب خادمتى
السيدة عطيات محمد ابراهيم قررت من هول ما سمعت عن فظائع الخادمات ، وتجاوزاتهن التى لا تنتهى بحق البيوت وحرمتها ، وتقصيرهن المميت فى حق رعاية الاطفال وطول ايدى بعضهن على المقتنيات الخاصة لارباب البيوت التى يعملن بها ، قررت ان تزرع بالمنزل كاميرات تسجل بالصوت والصورة لاكثر من 20 ساعة ، تصرفات خادمتها المزعجة ومشكلاتها التى لاتنتهى.
وكانت وكالات الأنباء قد بثت خبرا مهما منذ أيام يشير الى حالة الخوف فى الاوساط الاوروبية من ان تصبح "العدادات الذكية" التي ترسل الى شركة الكهرباء والماء والغاز كشوفات عن الاستهلاك جاسوسا صامتا يفضح معلومات عن عادات كل منا.
فقد ترسل هذه العدادات التي تعتزم المفوضية اوروبية تعميمها حرصا منها على ادخار الطاقة تفاصيل استهلاك كل مشترك بشكل تلقائي الى المزود.الا ان خبراء يشاركون في مؤتمر دولي حول حماية الخصوصية في مدريد حذروا من ان مثل هذه العدادات يمكن ان تصبح ادوات للتنصت على الحياة الشخصية.وان شركات الكهرباء قد تبيع البيانات التي تجمعها عداداتها الذكية.
فهذه العدادات يمكن ان تكشف مثلا اي مشترك يشعل النور مرارا خلال الليل مما يعني انه يعاني من الارق، الامر الذي يمكن يهم شركات تصنيع المنومات.اما شركات تأمين السيارات فيمكن ان تهتم بالحصول على قائمة الاشخاص الذين يعودون الى منازلهم في اوقات متأخرة جدا ، فترفع تكاليف بوالص التأمين للذين يسهرون كثيرا او يميلون الى تعاطي الكحول.
وتريد بروكسل تسريع تعميم هذه العدادات الذكية من اجل محاربة الاحترار المناخي باعتبار ان المشترك الذي يحصل على المعلومات الكافية وعلى الدعم التكنولوجي المناسب سيتمكن بنفسه من الحد من استهلاك الطاقة.
وتبنى البرلمان الاوروبي في ابريل خطة تهدف الى تزويد 80% من السكان بالعدادات الذكية بحلول 2020.وعلى الصعيد الاوروبي تعتبر ايطاليا رائدة في هذا المجال حتى الان حيث ان 85% من الاسر مزودة بهذه الاجهزة، تليها فرنسا بنسبة 25% بحسب ارقام فريق العمل الاميركي لحماية البيانات الشخصية "فيوتشر برايفسي فوروم".وفي الولايات المتحدة، تم توزيع ثمانية ملايين عداد ذكي فيما تتوقع الادارة الاميركية ان يوضع 52 مليون جهاز قيد التشغيل بحلول 2012.
وقال كريستوفر وولف احد المسؤلين في "فيوتشر برايفسي فوروم- منتدى مستقبل الخصوصية "نود ان نعرف كمية المعلومات التي يمكن لاي شركة ان تجمعها عنا، وكمية المعلومات التي تحتاجها وشروط احتفاظها بهذه المعلومات ولاي مدة".
الكلام ممنوع
" معقولة هل يمكن أن أكون داخل محاضرة أتبادل الحديث مع طالب أو طالبة، وقد يتخلل ذلك دعابة أو قفشة ، أجدها مسجلة بالصوت والصورة ويتبادلها طلابي فيما بينهم عبر الهاتف المحمول بتقنية البلوتوث ، هل يعقل هذا؟" قالتها الدكتورة سلوى محمد أستاذة الأدب الاسباني بجامعة حلوان مؤكدة أن ما يحدث فى العالم من حولنا اليوم وما تتداوله أجهزة الإعلام من قضايا تنتهك الخصوصية باتت تشكل صداعا وتهديدا خطيرا لحرمات وخصوصيات الناس ، وقد يفسر ذلك سر رفض بعض الأساتذة - الذين كنت احسبهم فى فترة متشددين- السماح للطلاب بتسجيل المحاضرات بالكاسيت قديما ، اليوم يتم التسجيل وبمنتهى السهولة وربما دون علم المحاضر عبر أجهزة المحمول وال" أم بى ثرى ، وغيرها" فقط ينتقى الطالب مكانا مجاورا لمصدر الصوت، وبانتشار أجهزة تنصت جديدة يمكن تسجيل الصوت وبدقة فائقة عبر مسافة تمتد لأكثر من 30 مترا ، فهل هذه هى ضريبة الاستخدام السيئ للتكنولوجيا وهل من الأجدى بالنسبة لنا أن نلتزم الصمت ، الذى احسبه بذلك اجدى لكل الاطراف .
حصلت معى
جبريلا نعوم- تعمل بقطاع الفنادق - قالتها بتلقائية شديدة: فى وقت الراحة خلال يوم العمل الشاق ،افتعلت صديقة موضوعا للحوار ، وحرصت على جرجرة الحضور للمشاركة فى التعليق على موضوع هذا الحديث الفجائى العشوائى الذى كان يخص بالأساس طرف غائب عن جلسة الأصدقاء هذه ، وقد لاحظت صمتا مطبقا من صديقتى التى فتحت موضوع الحوار وبعد دقائق من هذا التفاعل العشوائى فوجئت شخصيا بها ، تفتح جهاز " اللاب توب " الخاص بها ، وتوصله بقلم كان فى يدها طوال الوقت ، وفوجئت بعرضها ما دار بيننا من حوار على مدى 10دقائق بالصوت والصورة امام ذهولنا جميعا ، المخجل انها لم تخطرنا بانها تسجل لنا ، فما بالنا لو ان ما حدث خرج عن كونه دعابة بين صديقات واستعراض جهازجديد هو القلم السحرى أو الجاسوس الصغير الذى تحتفظ به فى جيبها؟!
غرفة خلع الملابس
الدكتور محمد السيد أستاذ هندسة الاتصالات بحامعة عين شمس أكد أن التتبع الفنى لهذه الأجهزة يكشف عن حقائق جديرة بالملاحظة ، ففى البدء كان الغرض العسكرى والأمنى هو الهدف الرئيسى وراء انتشار هذه الأجهزة، ثم تطور الأمر الى أغراض أخرى تتعلق بعمليات التأمين فى المرافق الحيوية كالمطارات والموانىء وبيئات العمل والإنتاج المختلفة ، وصولا إلى مراقبة وضبط حركة السير والسلوك البشرى فى الفنادق وفى الشوارع التى تراقبها الكاميرات بعيونها المفتوحة ليل نهار ، ثم تلك المثبتة فى مداخل العقارات وعلى أوجه الشقق لتتبع حركة الداخل والخارج ورصدها وتسجيلها ، ثم وتحت دواعى منع السرقات ، انتشرت كاميرات المراقبة والتصوير بالمتاجر والمولات الكبرى وفى طرقاتها وبين طوابقها ، ولم يمنع الأمر من دسها فى غرف خلع الملابس " البروفات والقياس" وصالات وأندية المراكز الصحية الخاصة بالتخسيس والرجيم وحمامات السونا وغيرها، لتظهرأجهزة صغيرة فى حجم حبة الترمس تثبت بولاعة السجائر والنظارة الشمسية أو الساعة والقلم ورابطة العنق وتتمكن من رصد أنفاسك وأحاديثك العفوية أينما كنت وانتشارها يرجع لحالة الفراغ التشريعي الذى نعيشه. وشيئا فشيئا مع زيادة المد التكنولوجى والذى صاحبه للأسف انحسار المد الديمقراطى باتت أجهزة التنصت على المحادثات التليفونية المحمولة والأرضية الثابتة والمراسلات البريدية العدية او الالكترونية امرا شائعا بل ومبررا لدى بعض الدول، ثم التنصت على غرف الدردشة " الشات رووم" والمواقع الاجتماعية المتاحة عبر الانترنت ومنها "الفيس بوك وتويتر" إضافة إلى التنصت على المواقع الخاصة بالمدونين ومدوناتهم وصولا لزرع كاميرات فى غرف النوم والعيادات وحجرات الكشف وأماكن الخصوصية ، بما جعل الانسان يشعر بأنه محاصر منذ أن يصحو إلى أن يأوي إلى فراشه بل يمكن القول منذ مولده وحتى وفاته، وفى هذا انتهاك صارخ للحق فى الخصوصية واعتداء صريح على حرمات المواطنين ، خاصة مع انتشار تداول هذه الأجهزة وتسريبها فى الغالب بطرق غير مشروعة إلى داخل البلاد وطرحها بأسعار فى متناول الجميع .
بطولات درامية
أجهزة المراقبة والتنصت التى لم يكن يعرف بها الجمهور العربى الكبير ، الا من أفلام الأكشن أو الدراما العربية التى تؤرخ لبطولات المخابرات المصرية مثل مسلسل "دموع فى عيون وقحة" للزعيم عادل امام "ورأفت الهجان" للرائع محمود عبد العزيز و"السقوط فى بئر سبع "وفيلم الطريق إلى ايلات وغيرها مما عرفنا باجهزة التنصت والتسجيل الصوتى فائق الدقة فى حجمه وفى جودة نقله للصوت ، وذلك كله قبل ان تتفشى فى المجتمع العربى حمى الهاتف الحمول او تنفجر تقنيات النقل الصوتى والتصوير عبر الموبايل والبلوتوث والانترنت وتقنيات الرفع الى فضاء الانترنت الواسع عبر اليوتيوب وغيرها، ليبقى السؤال هل ضاعت خصوصية البشر؟ ولم يعد للحياة الخاصة حرمتها ليس من باب انتهاك الاغراب لها ، بل من باب خوض البشر انفسهم فى أعراض اقرب من لديهم ، والاتجار بذلك والتباهى بالتحدث بشأنه عبر فضائيات الاعلام الجديد؟.
ثقة مفقودة
الدكتور محمود علم الدين استاذ تكنولوجيا الاتصال ورئيس قسم الصحافة بكلية الاعلام جامعة القاهرة علق على الموضوع بقوله: نحن لدينا ولع إلى حد الهوس بكل منجزات العلم وافرازات التكنولوجيا الحديثة لهذا ليس مستغربا فى دنيا الهواتف المحمولة ان يكون الشغل الشاغل لدى البعض القدرات الفائقة على التصوير والتسجيل الصوتى وسعة التخزين وعدد الكاميرات ومدى استيعاب الجهاز الواحد لاكثر من شريحة ذكية ، لذا تغذى هذه الشهوة فى الاستهلاك طموح المنتجين فى تدشين طرز واصدارات جديدة من الأجهزة المحمولة وأجهزة الاتصال ، اما اجهزة التصنت والمعروفة والمتداولة عالميا على نطاق كبير ، فإن الامر يتعلق بدوافع الاستخدام ، وانتشار هذه الاجهزة فى أوساط الجمهور العادى ، يعد مؤشرا خطيرا على حالة انعدام الثقة او الثقة المفقودة بين الزوجين فى محيط الاسرة او الابناء ، او فى بيئة العمل ، كما ينم هذا على ان المجتمع تفرغ لترقب نفسه بدلا من التفرغ للعمل والنتاج ، والترقب ليس كله ايجايبيا ، فاحيانا يكون الدافع دواعى امنية او لضبط ايقاع العمل ومنع الخروقات والانحرافات اما مراقبة سلوك زوج او زوجة فهذا امر مستهجن وغريب.
يضيف لعل تأخر دخول أجهزة الـ gps كان لمخاوف فى سوء الاستخدام ، فلى وقت سبقتنا عدة دول منذ عقود لتطبيقلات هذه التقنية فى تحديد مواقع الطرق والخدمات العامة المتاحة عبرها خاصة فى الاماكن النائية ونتيجة لتأخر هذه التقنية لدينا لم ننجز بعد الخرائط الرقمية المطلوبة التى تفيد فى آلية عمل هذه الاجهزة.
سلوك مرفوض
"التنصت كمبدا يعد سلوكا مرفوضا ايا كانت دوافعه أو الادوات المستخدمة فيه " بهذه الكلمات تحدث الدكتور عصام خليفة عميد كلية الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات بجامعة عين شمس مؤكدا أن التطور الرهيب الذى شهدته تكنولوجيا الاتصلات الرقمية الفائقة ساعد على تطوير توظيف هذه التقنيات فى صناعة أجهزة التنصت التى باتت تطرح باحجام فائقة الدقة تستفيد من تكنولوجيا النانو أيضا ، اما الوجه القبيح لهذا التطور فهو السماح لهذه الاجهزة بالتداول عبر تهريبهافى حاويات " كونتينيرز" ضخمة ترد من جنوب شرق اسيا والصين وغيرها من البلاد ولو يقظة الاجهزة الامنية والجمركية لاغرقتناالصين بهذه المنتجات.
الدكتور نبيل على خبير الحاسبات والمعلوماتية اكد ان التكنولوجيا تسير فى العالم بسرعة الصاروخ لهذا تتقادم الاشياء فى اوج حداثتها ، وفى المقابل تتحرك عجل التشريعات ببطء لا يستوعب التطور الرهيب الحادث فى بيئة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومنها اجهزة التنصت ومراقبة الاجهزة والمخادثاتعن بعد لذا يبقى المطلب تشديد الرقابة على دخول هذه الاجهزة من جهة وتسريع وتيرة التشريع الخاصة باجهزة التنصت التى قد لا تكون مشمولة فى معظمها بنصوص تشريعية تجرم استخدامها اةو تحظر تداولها ، ليس غريبا ان ترى هذه الأجهزة وقد انتشرت بسوق الخليج العربى قادمة من ماليزيا والصين وسنغافورة وبنجلاديش والهند أيضا.
الدكتور ناصر لوزة أمين عام الصحة النفسية بوزارة الصحة أكد أن المجتمع الذى يقبل على تداول مثل هذه الأجهزة خاصة فى الوسط الأسرى العائلى كأن يراقب الزوج تصرفات الزوجة أو العكس ، هو مجتمع مضطرب وعلاقاته مشوهة تفتقد إلى الحد الأدنى من الثقة التى يجب استعادتها بالحوار الودى والجو الأسرى بدلا من الترقب والتتبع وتصيد الأخطاء.
طرق غير شرعية
الدكتورة مريهان الحلوانى استاذة ورئيسة قسم الاذاعة والتليفزيون بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا اكدت ان هذه الاجهزة تمثل خطرا شديدا على الامن القومى ، وربما ايضا تنقل بعض التصريحات عارية من الصحة على ألسنة شخصيات عامة وموقعها هام خلال مواقف شخصية ويكفى انها انتهاك للحياة الشخصية لأى مواطن وطالبت بإصدار قانون جديد يجرم إستيراد هذه البضائع.
تجريم قانونى
وحول تحصين المواطنين ضد تسجيل تفاصيل حياتهم دون دراية منهم قال الدكتور حسام لطفى أستاذ القانون : التنصت على المواطنين يمثل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان، ينبغي مساءلة من يقوم به، والدستور ينص صراحة فى الفقرة الثانية من المادة ٤٥ منه،على أن «للمراسلات البريدية والبرقية والمحادثات التليفونية وغيرها من وسائل الاتصال حرمة، وسريتها مكفولة، ولا تجوز مصادرتها أو الاطلاع عليها أو رقابتها إلا بأمر قضائى مسبب، ولمدة محددة، وفقاً لأحكام القانون».
والقانون الحالي يعاقب حاملى الأجهزة على أنها جنحة وليس جناية وبالتالى قد ينزل القاضى بالحكم إلى الحبس لمدة 24 ساعة فقط ، وقل ما يتبقى للمتضرر أن يطالب بتعويض مدنى مالى نتيجة الأضرار التى لحقت به .
كما أن إجراءات الرقابة على الهواتف، تبدأ ببلاغ يتقدم به جهاز الأمن المختص إلى النيابة العامة، يتضمن معلومات عن جريمة محددة، يرتكبها شخص أو أشخاص محددون، يطلب فى نهايته الإذن له بوضع هواتف هؤلاء تحت الرقابة، وتسجيل ما يدور بينهم من اتصالات لها صلة بالجريمة،فإذا اقتنعت النيابة العامة بجدية التحريات، طلبت من القاضى الجزئى إذناً بذلك، لمدة تحددها، لا تتجاوز فى العادة شهراً، لابد أن يتقدم بعدها الجهاز الأمنى للنيابة العامة بتفريغ للمكالمات التى سجلها، فإذا تبين للنيابة أنها تحمل مؤشرات على ارتكاب الجريمة، تجدد الإذن بالطريقة ذاتها.. وللمدة نفسها، إلى أن تتجمع الدلائل الكافية ضد المشتبه فيهم، ويجرى - بإذن من النيابة طبعاً - ضبطهم.
كذلك ليس من حق وزارة الاتصالات - الأمينة على ضمان سرية الاتصالات الهاتفية والبريدية والبرقية - ولا شركات الاتصالات الخاصة التى تعمل فى هذا المجال وفقاً لقواعد مهنية، ولتعاقدات مع المشتركين تنص على صيانة سرية اتصالاتهم، أن تتنصت بنفسها ولحسابها،أو أن تأذن لأى جهاز من أجهزة الأمن بالتنصت على هواتفهم، دون الحصول على إذن من القاضى المختص، وإلا كانت بذلك تنتهك الدستور والقانون وتتجاوز اختصاصاتها وتفرط فى القيم المهنية التى تحكم هذه الأمور.
الدكتور احمد رفعت أستاذ القانون بجامعة القاهرة أوضح أن هذه الاجهزة موجودة فى بعض الدول الاوروبية ومنها السويد وبريطانيا وفرنسا وتباع بهدوء تام فى كثيرا من عواصم هذه الدول من سبيعينيات القرن الماضى لأنها مجرد ألعاب فى حالة مقارنتها بأجهزة المخابرات والتى تختلف أجهزتها شكلا وموضوعا عن ما تتحدث عنه الأجهزة الامنية وتتسم بالدقة الشديدة والتعقيد أيضا.
وأضاف أن هذه الاجهزة بالنسبة للدول المتقدمة قديمة جدا والمشكلة ليست فى الحصول عليها ولكن فى أغراض استخدامها، فلو كانت للاعتداء على حياة الاخرين وانتهاك حرياتهم سواء بجهاز محمول او قلم أو ساعه فإن العقوبة يمكن أن تأخذ الاتجاه نحو التشهير وعقوبتها الحبس، فضلا عن انه بدون إذن القضاء لا يعتد بها ، مشيرا الى أهمية اعادة النظر فى استخدام هذه الامور خاصة انها مفيدة للحياة العملية، ومن الممكن أن تفيد فئات كثيرة كالصحفيين وطلاب الجامعات خاصة طلاب كليات الطب والهندسة إضافة الى الندوات العلمية.
وأضاف أن عقوبة التشهير أو إهانة بأى مواطن تختلف حسب طبيعة عمل هذا المواطن وتمتد من الحبس مدة لا تزيد عن ستة اشهر، وقد تم يصل الحبس لمدة عام فى حالة التشهير بشخصية عامة او وظائف اخرى محددة .
والسؤال هل تبقى التكنولوجيا سيفا مسلطا على الرقاب ترصد الإنسان طوال الوقت وتجبره أن يلتفت حوله ألف مرة قبل أن يقول أو يفعل أى شىء؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ممتاز دكتور سمير محمود
عبد الله بوفيم ( 2009 / 12 / 17 - 09:13 )
موضوع جد مفيد, لقد برع الجميع في التجسس على الجميع, وأصبح المرء مرغما على الصمت وابتلاع لسانه, كما يقال
إن التجسس دب بين افراد الأسرة الواحدة, الكل يتجسس على الكل, وربما يكون في ذلك خير لنا وحماية لنا من الزلل
سيكون ذلك مفيدا إن شاء الله رب العالمين, بأن يتخوف المرء من الوقوع في ما يمكن أن يعاب عليه, ويسير مستقيما ومنضبطا, وذلك ما يراد لنا من خالقنا, فهنيئا للتكنولوجيا وللعمل,
لقد اصبح المستخدم يتخوف من تجسس المشغل عليه, ويحاول ما أمكن أن يلزم حدود عمله وأن لا يأتي اي فعل أو قول مضر

اخر الافلام

.. -جونسون آند جونسون- ستدفع 6 مليارات دولار لحل دعاوى سرطان ال


.. أمريكا.. الطلاب يوسعون اعتصامهم في حرم جامعة ماساتشوستس للتك




.. شاهد| توقف عشرات السفن العابرة للبحر الأحمر في المياه الإقلي


.. اياد نصار وسلوى عثمان ودينا فؤاد وكارولين عزمي وزيرة التضامن




.. النائب أيمن محسب : هناك أدوية رئيسية لأمراض مزمنة مايقدرش ال