الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أستاذ شاكر نابلسي..لماذا كلفة الديمقراطية العراقية..باهظة؟!

سالم اسماعيل نوركه

2009 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لم تستقر الديمقراطية في العراق إلى الآن لأننا في مرحلة انتقالية بين استقرارين أحدهما استقرار في ظل الديكتاتورية من كم الأفواه وغمط الحقوق وزج الآخر في غياهب السجون... وهو استقرار موهوم والآخر استقرار في ظل الديمقراطية من أعطاء كل ذي حق حقه وقبول الآخر ...وهو استقرار حقيقي ،وأخطر فيروس تتعرض له التجربة العراقية هو تدخلات دول الجوار وغير الجوار العراقي وهي سبب للمحاصصة وعدم وصول إلى عقد اجتماعي عراقي ويمكن للتكوينات المختلفة أن يتحد ويتقدم لولا التدخلات السلبية البغيضة للدول المعروفة تلك التي تسعى لتشكيل( الموزائيك )على هواها ،ربما لسويسرا تكوينات عرقية ودينية أكثر مما في العراق واستطاعت رغم كل شيء من الوحدة والتقدم وتطبيق الديمقراطية ليس لأنها كانت خالية من فيروس كالذي يعيشه العراق وإنما لأنها تقع في بيئة أفضل من بيئة العراق ،تحيط بها الديمقراطية ونحن تطوقنا أنظمة دكتاتورية من كل حدب وصوب وأحيطكم أستاذ شاكر علما في الانتخابات بعض الأحزاب رشحت رموز عشائرية لم تفز ومن الطبيعي في غياب النظام أن تقوى دور العشائر أما مع وجود جيش مهني تختفي دور العشائر وتمارس دورها في حدودها المقبولة بعيدة عن ممارسة مهام الدولة .
ومن البديهي مع الوضع العراقي القائم أن لا تطبق الديمقراطية مثل التي موجودة في دول أخرى (مثل الديمقراطية الانكليزية –الفرنسية-الأمريكية-...)فلكل هذه المجتمعات خصائصها وخصوصياتها والآن ما يلائم العراق هي الديمقراطية التوافقية ،ربما لاحقا يمكن ممارسة الديمقراطية في خارج نطاق التوافقية ويجب أن لا ننسى العمق التاريخي للدكتاتورية في هذه المنطقة والتي شغلت الناس لآلاف السنين ورسخت نهج ومنهج وسلوك غير سليم وأحيانا أستاذ شاكر الأخطاء حين تستمر لزمن طويل تصعب تصحيحها وتكون عملية كهذه باهظة الثمن فما بالكم وهذه الأخطاء ثقافة منطقتنا لآلاف السنين وخصوصا الديمقراطية ثقافة تترسخ أكثر مع الممارسة وفي مناخ سليم غير ملبد( بغيوم دكتاتوريات المنطقة) التي أستطيع أن أقول لكم بأنها تخلت آنيا عن بعض مهامها في داخل بلدانها(الأنظمة الدكتاتورية) لتتفرغ لوضع العصي في دولاب العجلة السياسية العراقية وقد ذكرت لشخصكم في مقالنا السابق(العراق..أما بوابة للديمقراطية..أو بوابة للجحيم)بأن مليارات الدولار تسفح وأساليب دنيئة تمارس لإسقاط هذه التجربة إنها باختصار معركة العصر وأنتم أحد المشاركين البسلاء فيها وجهودكم في محل تقدير عالي.
نحن اليوم في عهد لا نقارن أنفسنا بالدول التي فيها مال العام ملك للسلاطين يسفحونه ذات اليمين وذات الشمال وإنما نقارن أنفسنا بالدول التي المال فيها ملك الأمة لذالك علينا أن نحارب الفساد المالي والإداري دون هوادة لأنه يعتبر مصدرا لتمويل الإرهاب بطريقة أو أخرى ،إذا كانت دول معروفة تمارس الفساد المالي والإداري وتحول دون كشف فضائح الفساد وكما ذكرت بسبب قوة سلطتها وطغيانها ففي ظل الديمقراطية لا أحد فوق القانون وبالتالي بمنأى عن المسألة والتحقيق وصدقني لا يقلقني هذا الفساد إلا لأنه يعتبر من عوامل الإحباط وسبب لانهيار هذه التجربة .
ثمن إنجاح هذه التجربة باهظة جدا لأننا نحارب الديكتاتورية كنظام ممتد عبر تاريخ طويل وممتد إلى يومنا هذا ،أستاذ شاكر المعركة الدائرة على أرض العراق معركة عالمية بين جبهتين ،جبهة الفتاوى والجهل والتخلف الممتد عبر التاريخ وهي جبهة تمتلك وتسفح أموال شعوبها كيفما تشاء وجبهة مناصرة الشعوب ويكفيك فخرا بأنك علم فيها وعلى ما أعتقد فأنك في محل تقدير واحترام في الساحة العراقية كما في الساحات أخرى أنتم تعتزون بها ونتمنى لهذه التجربة أن تكون بوابة لديمقراطيات المنطقة لا كما يتمنى الأشرار.
معروف لنا من يصنع الفوضى في العراق ولم يصنعه أنها الأنظمة التي تمثل كل ما هو سيء عبر التاريخ أما عدم الاستقرار الطبيعي فهو ناتج عن البحث الجماعي عن استقرار حقيقي محل الاستقرار الموهوم المبني بالحديد والنار،










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن