الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترويض الفساد الاعلامى!

سمير محمود

2009 / 12 / 17
حقوق الانسان


الجلاد والضحية وجها لوجه:
ترويض الفساد الاعلامى!
• حرمة الحياة الخاصة تتراجع أمام شهوة الانتقام والتشهير والتجريس وعبودية السلطة وهيمنة ملاك القنوات والمنابر الاعلامية.
• بإمكان الجمهور مقاطعة البث الاعلامى الفاسد والضغط لتفعيل مواثيق الشرف الاعلامى والممارسة الاعلامية المسئولة .
"أوعى تكون بتسجلى ، دى كلمة عابرة قلتها ، حاكم النهاردة الدنيا مبقاش فيها امان ، تقول كلمة فى السر بينك وبين أى حد ، تصبح تلاقيها على كل لسان ، وعلى المحمول بالصوت والصورة فى يد الجميع ، ومش بعيد تلاقيها على اليوتيوب ، وخد عندك مئات التعليقات والاتهامات ". قالتها محدثتى أثناء حديث عابر حول أنفلونزا الخنازير الرعب الذى احتل المدارس وسكن كل بيت فى مصر.
تأملت قليلا مخاوف محدثتى التى أعرفها بحكم العمل منذ ربع قرن كمصدر مهم من مصادر معلوماتى وأفكارى ، وسرحت بذهنى فى معارك إعلام هذه الأيام وقضاياه الساخنة ، فوجدت انها على حق الى حد كبير فى مخاوفها وشكها فى نفسها وفيمن تتحدث اليه رغم أواصر الثقة المتينة بيننا.فبطل معظم فضائح السنوات الأخيرة عبارة عن " سى دى " لعلاقة راقصة شهيرة برجل أعمال أشهر، " أو نص محادثة تليفونية بين رياضى شهير مع منافس له " أو " صور عارية فاضحة ربما ملفقة لفتاة بريئة تم معالجتها وتركيب صور وجهها الأصلى على هذه الصور وترويجها عبر تقنية البلوتوث لتصل لمئات بل الملايين من مستخدمى الهاتف المحمول ومنه لتبث عبر فضاء الانترنت الواسع بهدف الانتقام وتشويه السمعة تارة وبهدف الابتزاز والضغط تارة اخرى .
تلك صورة من صور الفساد التى تسللت الى بيوتنا وأجهزة اعلامنا وعنها وعن سبل مواجهتها نتحدث بالتفصيل فى هذا التحقيق.


فوضى وفساد
المفكر المصرى الكبير السيد ياسين تحدث عن الفساد الاعلامى واصفا اياه بالفوضى المدمرة ما بين قنوات موجهة لصالح أفكار واتجاهات بعينها ترفض وتحجب وتهاجم الى حد تكسير عظام الأفكار الاخرى ، وقنوات ومنابر اعلامية تسيطر عليها فوضى الافتاء فى كل شىء فى الدين والعلم والتعليم والحياة الخاصة دون توافر الحد الادنى للقدرة على الافتاء فى أى شىء ، وقنوات ومنابر اعلامية تخصصت فقط للفضائح والاكاذيب وبث الشائعات والاخبار المغلوطة وغير المدققة وأخرى تفسح صدرها وساعات ارسالها لحروب اعلامية وهمية بين اطراف متنازعة ، سواء فى الفكر او الرأى فى السياسة او الدين او الرياضة وغيرها، تفتح هذه القنوات والمنابر الاعلامية فتشهد اطرافا حضرت الى الاستديو ليبدأ الاستعراض ( الشو الكلامى) اشبه فى بداياته بمناقرة الديكة ومع الوقت تشتعل الحرب الكلامية ويتخللها مداخلات هاتفية توجه السب والقذف العلنى لطرف فى مقابل كيل المدح لطرف اخر وتقديمه للمشاهدين والمستمعين على انه ابو المثل والقيم والاخلاق ، فى معارك فوضوية فاسدة لا تحترم الاخلاق ولا تلتزم بمعايير ومواثيق الشرف الاعلامى ولا تحترم حقوق الجمهور فى رسالة اعلامية راقية نظيفة ملتزمة ومسؤلة اخلاقيا.
ويقترح الباحث والمفكر الكبير مواجهة حاسمة ليست فقط بالقانون ومواثيق الاخلاق ولكن عبر وعى مجتمعى شامل يتبنى حملات ودعوات يتم تدشينها لمواجهة طوفان الفساد الاعلامى الذى اجتاح امامه كل القيم ولأعراف ولم يبق على شىء.
الدكتور عصام فرج وكيل المجلس الاعلى للصحافة تحدث عن اوجه الفساد الاعلامى مؤكدا ان اختلاق الوقائع وترويج الشائعات اعلاميا بقصد ودون قصد احد ابرز اوجه الفساد الاعلامى ، فاذا روج اعلامى متخصص بالفن مثلا ان الفنانة الفلانية التى انحسرت عنها الاضواء نجت باعجوبة من حادث طائرتها الخاصة ، فان هذا الخبر سيجبر حتما وسائل اعلامية كثيرة للحديث عنها ومعها ، وفى هذا الترويج عن جهل لواقعة افتعلت الفنانة نفسها فساد ينم عن ضعف قدرات هذا الاعلامى اما ان كان الترويج عن علم وبدراية فهذا يضع الاعلامى فى دائرة الشبهات لامحالة وكأنه يعمل لحساب هذه الفنانة او هذا النجم .
يضيف فرج من اوجه الفساد الاعلامى الاخرى بث الرعب لدى الجماهير بارقام مفزعة عن امراض ينقلها تناول عقار معين او غذاء معين بهدف ابتزاز الشركة المنتجة لهذا الغذاء والدواء، والاستمرار فى النشر دون ابداء اى تحفظ عليه وربما دون استناد لوثائق وبيانات وارقام واحصاءات تدعمه.والحل فى نظره التزام مواثيق شرف اعلامية يجرى تعميمها وتفعيلها فى العالم العربى بأسره حماية لنا وتحصينا ضد الفساد.
حروب على الورق
الدكتور محمد سعد استاذ الصحافة وكيل كلية اداب المنيا اكد ان المعركة الاعلامية الراهنة التى تكشف جوانب اخرى فى الفساد الاعلامى تتعلق بالحروب على الورق وعبر الفضائيات ، حروب اصبحت تهلك اصحابها وتهلك المشاركين فيها والمتلقين لها ، وتستخدم تقنيات حديثة المفترض انها لتسهيل العمل الاعلامى وليست للتنصت والفضح واتشهير والتجريس على الهواء ، وقضية علاقة الاعلام بالسلطة سواء سلطة الحزب الحاكم او مالك الصحيفة او سلطة رجال المال والاعلام كلها تشيع منها رائحة الفساد ، ومثال عليها قضية مقتل الفنانة المغمورة سوزان تميم ، والتى اصبحت نجمة نميمة الفضائيات فى العالم العربى بصحفه وقنواته واذاعاته ، فضلا عن الانترنت ومواقعها واليوتيوب التى اصبح عليها نصوص المحادثات الهاتفية بين القتيلة واطراف اخرى فى القضية ؟ وبهذا لم يعد الاعلام رحيما على الناس وعلى حرمات الحياة الخاصة لهم .
منقول!
من صور الفساد الاعلامى التى انتشرت بوضوح فى الاونة الاخيرة سرقة النصوص الاعلامية من مقالات وتحقيقات ونسبها للذات خاصة عبر الانترنت.بهذه الكلمات تحدث الكاتب الصحفى عمر الحيانى الذى اكد ان مقالاته التى تنشر بانتظام فى الصحف اليمنية يجدها بنفس عناوينها وصيلغتها مطروحة على محرك البحث العملاق جوجل ولكن بتوقيع آخر وبأسماء أخرى وفى هذا سطو على حقوق الملكية الفكرية له ، وبعض المواقع الالكترونية تسبق سرقتها بكلمة مبهمة هى منقووووول دونما الاشارة الى مصدر النقل وصاحب النص الاصلى والمفترض ان يجرم القانون هذا.
المرأة جسد مستباح
بحسب التعريف الذى يتبناه البنك الدولى للفساد وهو:“استغلال أو إساءة استخدام الوظيفة العامة من أجل تحقيق مصلحة خاصة”، يمكن الوقوف على صور شتى للفساد الاعلامى على حد قول الدكتورة جيهان رشتى استاذة الاعلام ونظرياته فى العالم العربى والتى أكدت ان الترويج لانماط وصور نسائية سلبية للمرأة العربية يعد نوع من انواع الفساد الاعلامى ، فالمرأة العربية ليست هى فتاة الاعلانات ولا راقصة الكليبات العارية وغيرها ولا هى سيدة الاعمال المنحرفة فى دراما رمضان ، تلك صور مشوهة ومكبرة بعدسة تشوه وتشوش الفكر ولا تعطى للمرأة العربية قدرها بل تسهم من دون قصد وربما بقصد فى تكريس صور المرأة السلبية فى الذهنية العربية والغربية على السواء ما يعنى اضافة المزيد من القيود والاغلال عليها والتشكيك بقدراتها على الانجاز والعمل والعطاء .
تضيف هناك اعلاميات محترفات يقدمن برامج راقية واعمال جادة وأخريات يعتمدن على الجمال والمظهر كتأشيرة للاستمرار والصعود والاستعراض السطحى ، وفى هذا لابد من وقفة للرقى بوضع المرأة الاعلامية عبر التدريب والتأهيل حتى تقدم اعلام راق ينأى عن الترويج للصور والانماط السلبية عن المرأة ايا كان موقعها.
عبيد السلطة
هم عبيد السلطة وطابورها الخامس والعاشر هكذا وصف الخبير الاعلامى المخضرم محمد سيد محمد حال بعض العاملين بالاعلام الحكومى مؤكدا ان دور الصحافة والاعلام كشف الفساد وليس التغطية عليه ، فمكافحة الفساد أحد اهم ادوار الصحافة فى النظم الليبرالية وهنا تأتى اشكالية العلاقة الشائكة بين الاعلام والسلطة السياسية وضرورة فك الارتباط الازلى الابدى بين الاعلام والسلطة السياسية الحاكمة.
الدكتور فاروق ابو زيد استاذ الاعلام وعميد كلية الاعلام الاسبق بجامعة القاهرة أكد فى احدث دراسة له بعنوان الاعلام والسلطة : ان من الضرورى ان يتحرر الاعلام والاعلامى من الخضوع للسلطة والترويج لها ولسياستها حتى لا يصبح بمرور الايام اعلام السلطة وبالتالى يفقد ميزة سلطة الاعلام ، والفارق بين المصطلحين كبير ، فسلطة الاعلام الشعبية التى منحتها الجماهير للصحف ومختلف وسائل الاعلام نابعة من قوة التأثير التى تمت=ارسها هذه الوسائل فى المجتمع ، فإذا فرط الاعلاميون فى هذه السلطة وتحولوا لتابعين للقوى والنفوذ السياسى أصبحنا بصدد اعلام سلطة يمجدها ويروج لها وضاعت سلطة الاعلام وقدرته على المحاسبة وكشف الفساد الى الابد.
الدكتور محمود خليل استاذ الاعلام بجامعة القاهرة اكد ان صور الفساد الاعلامى ليست قاصرة على بث الاغانى الهابطة ولا دراما الاجساد العارية ولا الترويج للدجل والشعوذة وفوضى الافتاء وتكفير الدنيا باكامل وانما يمتد الى السلوك الاعلامى الغريب لبعض حملة الاقلام الذين هم امناء الكلمة حراس رسل الحقيقة ، فهل سمعتم عن رسل يرتشون وتشترى اقلامهم مقابل تشويه سمعة فلان او الاساءة الى فلان أو التشكيك فى قدرات واخلاقيات هذا أو ذاك ، هذه صور لا يجب الصمت عنها فى الوسط الاعلامى خاصة وقد اصبحت فى السنواتن الاخيرة مادة اساسية فى ملف الفساد الحافل لا تخلو صفحة الجرائم والقضايا يوميا منها، اضافة الى جرائم استغلال النفوذ الاعلامى وترويع الامنين والاستيلاء على اراضيهم وابتزاز بعضهم بالقوة.
وجه آخر من أوجه الفساد الاعلامى هو تقنية التصنت التى باتت سيفا على الحياة الخاصة للمواطنين بغية ابتزازهم او تجريسهم اعلاميا كما يتضح فى السطور التالية .
الكلام ممنوع
رغم ان حرية الرأى والتعبير مكفولة الا ان للبعض رأيا آخر فى القضية!
" معقولة هل يمكن أن أكون داخل محاضرة أتبادل الحديث مع طالب أو طالبة، وقد يتخلل ذلك دعابة أو قفشة ، أجدها مسجلة بالصوت والصورة ويتبادلها طلابي فيما بينهم عبر الهاتف المحمول بتقنية البلوتوث ،ثم يرفع ذلك على الانترنت على اليوتيوب وغيره من المواقع ومنه الى التليفزيون مثلا هل يعقل هذا؟" قالتها الدكتورة سلوى محمد أستاذة الأدب الاسباني بجامعة حلوان مؤكدة أن ما يحدث فى العالم من حولنا اليوم وما تتداوله أجهزة الإعلام من قضايا تنتهك الخصوصية باتت تشكل صداعا وتهديدا خطيرا لحرمات وخصوصيات الناس ، وقد يفسر ذلك سر رفض بعض الأساتذة - الذين كنت احسبهم فى فترة متشددين- السماح للطلاب بتسجيل المحاضرات بالكاسيت قديما ، اليوم يتم التسجيل وبمنتهى السهولة وربما دون علم المحاضر عبر أجهزة المحمول وال" أم بى ثرى ، وغيرها" فقط ينتقى الطالب مكانا مجاورا لمصدر الصوت، وبانتشار أجهزة تنصت جديدة يمكن تسجيل الصوت وبدقة فائقة عبر مسافة تمتد لأكثر من 30 مترا ، فهل هذه هى ضريبة الاستخدام السيئ للتكنولوجيا وهل من الأجدى بالنسبة لنا أن نلتزم الصمت ، الذى احسبه بذلك اجدى لكل الاطراف .
حصلت معى
جبريلا نعوم- تعمل بقطاع الفنادق - قالتها بتلقائية شديدة: فى وقت الراحة خلال يوم العمل الشاق ،افتعلت صديقة موضوعا للحوار ، وحرصت على جرجرة الحضور للمشاركة فى التعليق على موضوع هذا الحديث الفجائى العشوائى الذى كان يخص بالأساس طرف غائب عن جلسة الأصدقاء هذه ، وقد لاحظت صمتا مطبقا من صديقتى التى فتحت موضوع الحوار وبعد دقائق من هذا التفاعل العشوائى فوجئت شخصيا بها ، تفتح جهاز " اللاب توب " الخاص بها ، وتوصله بقلم كان فى يدها طوال الوقت ، وفوجئت بعرضها ما دار بيننا من حوار على مدى 10دقائق بالصوت والصورة امام ذهولنا جميعا ، المخجل انها لم تخطرنا بانها تسجل لنا ، فما بالنا لو ان ما حدث خرج عن كونه دعابة بين صديقات واستعراض جهازجديد هو القلم السحرى أو الجاسوس الصغير الذى تحتفظ به فى جيبه وفوجئنا بان هذا يبث على تليفزيون كما نرى يوميا من سلوكيات ا؟!
غرفة خلع الملابس
من غرف خلع الملابس الى اليوتيوب الى تشويه صور البشر عبر الشبكة العنكبوتية هذا وجه اخر للفساد والافساد الاعلامى على حد قول الدكتور محمد السيد أستاذ هندسة الاتصالات بحامعة عين شمس الذى أكد أن التتبع الفنى لهذه الأجهزة يكشف عن حقائق جديرة بالملاحظة ، ففى البدء كان الغرض العسكرى والأمنى هو الهدف الرئيسى وراء انتشار هذه الأجهزة، ثم تطور الأمر الى أغراض أخرى تتعلق بعمليات التأمين فى المرافق الحيوية كالمطارات والموانىء وبيئات العمل والإنتاج المختلفة ، وصولا إلى مراقبة وضبط حركة السير والسلوك البشرى فى الفنادق وفى الشوارع التى تراقبها الكاميرات بعيونها المفتوحة ليل نهار ، ثم تلك المثبتة فى مداخل العقارات وعلى أوجه الشقق لتتبع حركة الداخل والخارج ورصدها وتسجيلها ، ثم وتحت دواعى منع السرقات ، انتشرت كاميرات المراقبة والتصوير بالمتاجر والمولات الكبرى وفى طرقاتها وبين طوابقها ، ولم يمنع الأمر من دسها فى غرف خلع الملابس " البروفات والقياس" وصالات وأندية المراكز الصحية الخاصة بالتخسيس والرجيم وحمامات السونا وغيرها، لتظهرأجهزة صغيرة فى حجم حبة الترمس تثبت بولاعة السجائر والنظارة الشمسية أو الساعة والقلم ورابطة العنق وتتمكن من رصد أنفاسك وأحاديثك العفوية أينما كنت وانتشارها يرجع لحالة الفراغ التشريعي الذى نعيشه. وشيئا فشيئا مع زيادة المد التكنولوجى والذى صاحبه للأسف انحسار المد الديمقراطى باتت أجهزة التنصت على المحادثات التليفونية المحمولة والأرضية الثابتة والمراسلات البريدية العدية او الالكترونية امرا شائعا بل ومبررا لدى بعض الدول، ثم التنصت على غرف الدردشة " الشات رووم" والمواقع الاجتماعية المتاحة عبر الانترنت ومنها "الفيس بوك وتويتر" إضافة إلى التنصت على المواقع الخاصة بالمدونين ومدوناتهم وصولا لزرع كاميرات فى غرف النوم والعيادات وحجرات الكشف وأماكن الخصوصية ، بما جعل الانسان يشعر بأنه محاصر منذ أن يصحو إلى أن يأوي إلى فراشه بل يمكن القول منذ مولده وحتى وفاته، وفى هذا انتهاك صارخ للحق فى الخصوصية واعتداء صريح على حرمات المواطنين ، خاصة مع انتشار تداول هذه الأجهزة وتسريبها فى الغالب بطرق غير مشروعة إلى داخل البلاد وطرحها بأسعار فى متناول الجميع .
ثقة مفقودة
الدكتور محمود علم الدين استاذ تكنولوجيا الاتصال ورئيس قسم الصحافة بكلية الاعلام جامعة القاهرة علق على الموضوع بقوله: نحن لدينا ولع إلى حد الهوس بكل منجزات العلم وافرازات التكنولوجيا الحديثة لهذا ليس مستغربا فى دنيا الهواتف المحمولة ان يكون الشغل الشاغل لدى البعض القدرات الفائقة على التصوير والتسجيل الصوتى وسعة التخزين وعدد الكاميرات ومدى استيعاب الجهاز الواحد لاكثر من شريحة ذكية ، لذا تغذى هذه الشهوة فى الاستهلاك طموح المنتجين فى تدشين طرز واصدارات جديدة من الأجهزة المحمولة وأجهزة الاتصال ، اما اجهزة التصنت والمعروفة والمتداولة عالميا على نطاق كبير ، فإن الامر يتعلق بدوافع الاستخدام ، وانتشار هذه الاجهزة فى أوساط الجمهور العادى ، يعد مؤشرا خطيرا على حالة انعدام الثقة او الثقة المفقودة بين الزوجين فى محيط الاسرة او الابناء ، او فى بيئة العمل ، كما ينم هذا على ان المجتمع تفرغ لترقب نفسه بدلا من التفرغ للعمل والنتاج ، والترقب ليس كله ايجايبيا ، فاحيانا يكون الدافع دواعى امنية او لضبط ايقاع العمل ومنع الخروقات والانحرافات اما مراقبة سلوك زوج او زوجة فهذا امر مستهجن وغريب.
المواجهة
الدكتورة مريهان الحلوانى استاذة ورئيسة قسم الاذاعة والتليفزيون بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا اكدت ان المجتمع بامكانه الوقوف بحسم فى مواجهة الاعلام الفاسد والفساد الاعلامى ، فنحن جزء مهم فى العملية الاتصالية بل اليوم الجمهور هو الحلقة الاهم فى السلس الاتصالية ، هو المتلقى الذى قد لايقبل المواد المشوهة المبتذلة التى لا تراعى القيم والاخلاق او تللك التى تستخف بعقله او تزيف وتغيب وعيه ، هو يستطيع ان يقول لا لاى رسالة اعلامية غير مسؤلة فيقاطعها ويجم عن تعاطيها ، وهكذا تنحصر مشاهداته وقراءته فيما يحتاج وفيما يلبى حاجته ويشبع رغباته الاعلامية وفيما يقنعه لا ما يخدعه ويدغدغ مشاعره او يروج لسطة قامعة او سطوة مال لا هذدف لها سوى تحقيق الارباح على حساب البسطاء والحالمين بالكسب السريع، ولهذا تسقط سريعا برامج المسابقات التى تبتز جيوب المشاهدين فور اكتشافهم انهم سقطوا فى فخ الخديعة الكبرى كضحايا لهذا النوع الابتزازى من الاعلام.
والسؤال هل تمتد يد الفساد الاعلامى مزودة بالتكنولوجيا الحديثة لتبقى سيفا مسلطا على الرقاب ترصد الإنسان طوال الوقت وتجبره أن يلتفت حوله ألف مرة قبل أن يقول أو يفعل أى شىء؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا


.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة




.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم