الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قائمة اتحاد الشعب امل العراقيين في التغيير

جواد وادي

2009 / 12 / 16
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


حين نتكلم عن التكتلات والأحزاب السياسية ينبغي أن نأخذ الإرث التاريخي لكل حزب أو مكون سياسي في العراق وما قدم من ضحايا وقرابين للوصول إلى ما نحن فيه الآن من فسحة الأمل في بناء عراق مغاير تماما لما ألفه العراقيون طيلة سنوات الحكم الفاشي الشمولي المقيت، ولكي يكون الناخب العراقي على بينة وحذر وأناة في منح صوته للسياسيين الذين يستحقونه فعلا بعد أن خبر التجارب السابقة والنتائج السلبية التي حصدها لمنح صوته لمن لا يستحقه وعدم فرز الغث من السمين وخيبة الأمل التي زادت من عذابات العراقيين وكرست وضعا شائنا لا يمت بأية صلة لأبسط مبادئ الديمقراطية حين بقي الوضع على حاله ولم يتزحزح برنامج التغيير في البنية التحتية التي تحتاج جهودا استثنائية لكسب ثقة الناخب المهزوزة بسياسييه الذين خذلوه وإراحة الناس الذين ما توقفت مراراتهم ولا أحسوا بتغيير ملموس في مناحي حياتهم من توفير الخدمات بكل تفاصيلها وتوفير فرص العمل والحد من البطالة ومنح الناخب الذي وضع حياته على كف عفريت حين اقتحم كل المخاطر المحدقة به للإدلاء بصوته وثقته بمستقبل التغيير والتمتع بخيرات بلده والدخول فعلا في آفاق المستقبل الذي بات بعيد المنال بسبب السلبيات التي لا حصر لها من سياسيين كانوا بالأمس ملاحقين من قبل النظام البعثي المنهار لتأخذهم نشوة الكراسي بعيدا عن الأهداف التي كانوا يتشدقون بها ويبقى العراقي في ذات البؤس ودوامة المتاعب اليومية.
وفاء لكل من قدم نفسه قربانا لهذا التغيير الذي أوصل البرلمانيين والمسوؤلين الحاليين إلى مناصبهم وامتيازاتهم التي باتت لا حصر لها، بات حريا بالعراقيين إذن أن يتريثوا كثيرا قبل منح أصواتهم لمن يستحقها فعلا، وكعراقي مكابد لأكثر من ثلاثة عقود ونيف من مرارات وحرمان وأوجاع وغربة قاتلة، أدلي بشهادتي هذه بحق مكون سياسي عراقي هو بيتي الحقيقي الذي تربيت في كنفه، حزب ما هادن أو وهن عن الواجب الوطني أو ساوم على مبادئه، ربى أجيالا تلو أجيال على حب العراق والتمسك بمبادئ وقيم وطنية وإنسانية ظلت محفورة في وجداننا وما محتها أبدا عواصف عاتية أحرقت الأخضر واليابس وحولت العراق إلى خراب طال كل شئ، بشرا وأرضا وضرعا دون أن تتمكن تلك الهزات من خدش تلك القيم الخالدة الكامنة في أعماقنا برغم هجمات البعث المجرم المتلاحقة للقضاء على الفكر المتجذر الذي كان وما زال راسخا لنظل دائما متباهين بنقائنا موروثا إنسانيا،عبرا ودروسا لكل من تهادن أو ساوم أو باع ضميره بثمن بخس ليلحق الأذى بشرفاء العراق وما أكثر هؤلاء اليوم إذ تلونوا بعد التغيير بصيغ أكثر مهانة من ذي قبل.
خبرنا نحن جيل المحن من قريب أو بعيد منذ نعومة إظفارنا أحزابا كانت تشكل المشهد السياسي العراقي منها القومية ومنها الدينية ومنها العلمانية والتقدمية ذات التوجه الحقيقي في بناء الإنسان والوطن، مر العراق في احتدامات سياسية وصلت حد المواجهات المسلحة وحروب فتك بين أبناء الوطن الواحد وكان البعث العفلقي في مقدمة تلك الأحزاب الذي ما تربى على احترام الآخر والتعايش السلمي مع من يغايره فكرا وقناعات وشن حملات إبادة ضد تلك الأحزاب التي وقعت فريسة لهذا الحزب الفاشي بسبب توجهها الصادق في التعاون لنقل العراق إلى حالة من الفعل السياسي الرصين والمتسامح وكلفتها هذه النوايا قرابين من المناضلين خسرهم العراق ليظل الجهلة من منتسبي هذا الحزب العفلقي هم المتسيدون لمواصلة حرب الإبادة الشرسة ضد كل السياسيين العراقيين، وكانت حصة الأسد من هذه الممارسات الإجرامية قد طالت الحزب الشيوعي داخل وخارج العراق، إيمانا منهم بان الحزب سينتهي لتخلوا لهم الساحة السياسية ناسين ما قاله الرفيق الخالد فهد بان (الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق) حين كان الجلادون يشرعون بتعليق جسده الطاهر فكان مدرسة في الوطنية والانتماء الصادق من اجل المبادئ والقيم الخالدة.
وها هو الحزب الشيوعي ورغم حروب الفتك البعثي التي حصدت خيرة مناضليه من وطنيين أحرار، يبقى شامخا وعملاقا ومتجذرا في الأرض العراقية مثلما نخيل العراق المقدس.
ذهب البعث وسفاحوه القتلة إلى مزبلة التاريخ ومرت أحزاب ومكونات عديدة ليظل الحزب الشيوعي يمثل رمزا للصمود والتحدي بأروع صوره ولا يمكن لأي كان أن يزايد على هذه الحقيقة التاريخية، واليوم وبعد التغيير وبروز أحزاب ما سمعنا بها قبلا وكأنها حضّرت في طبخة سريعة داخل (طنجرة الضغط) لتزحف على مفاصل الدولة العراقية مما جعل كل جهود البناء بعد انهيار النظام الصدامي صعبة ومشتتة والفوضى تضرب بأطنابها مفاصل الدولة وامن المواطن العراقي والوطن مهزوزا ومفككا بسبب الارتجال والفساد والسرقة الموصوفة لأموال الشعب والوعود الكاذبة وشراء الذمم بعد أن تمكنت هذه الأحزاب من وضع اليد على أموال العراق مما جعل كل الوعود في خبر كان وراح المواطن العراقي يعظ أصابع الندم لثقته التي وضعها في غير مكانها ولمن لا يستحقها فظل الوضع يراوح في دوامة دونما تغيير فعلي وضاع (الخيط والعصفور).
من هنا تأتي ضرورة تصحيح الخطأ وعدم ارتكاب ذات المطب في الاختيار غير المناسب إذ لا يمكن إن يلدغ الناخب مرتين في اختيار من هو أهل لقيادته واحدات التغيير الجذري ومنح العراقي الثقة في بلده وسياسييه ووضع البلد لتحقيق النقلة الحقيقية في كل مناحي الحياة االامنية والاقتصادية والثقافية والصحية والتربوية وغيرها من متغيرات من شانها أن تعيد التوازن المفقود لكل العراقيين دونما استثناء أو تمييز وبكفاءة وهمة عاليتين.
وبكلمة حق صادقة وكعراقي خبر محن السياسة وبلاويها، لا أجد أفضل وأكفا واصدق وأنقى من أعضاء قائمة اتحاد الشعب من اجل التغيير الحقيقي والانتقال إلى بر الأمان حينها يكون الناخب العراقي قد تلافى الخطأ ووضع العراق ومستقبله على السكة الصحيحة للوصول لبر الأمان مع تقديري لبقية الكتل الحقيقية التي عملت على تحقيق الأهداف النبيلة التي يسعى الحزب الشيوعي لوضع يده بيد كل تلك الأحزاب النقية لنتمكن نحن المحرومين إلى أن نلعن تجار السياسة ومرائيها ونصفق للسياسيين الصادقين انتماء ووعودا وانجازات باهرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لنصل الى بر الامان
د.قاسم الجلبي ( 2009 / 12 / 16 - 12:55 )
بوركت سيدي ,اقف احتراما واجلالا لمقالك الرائع , نعم مع قائمه اتحاد الشعب لتحقيق الاهداف النبيله ولنصل الى بر الامان ومن اجل الديقراطيه والتعدديه والفدراليه ورفع الشاءن المعاشي للقوى الفقيره الكادحه


2 - نعم هي كذلك
عبد الكريم البدري ( 2009 / 12 / 17 - 20:37 )
الأستاذ المحترم جواد
ان قائمة اتحاد الشعب في رأي تمتلك امكانات قوية تفتح آفاقا جديدة ليس فقط ازاء انفسنا ولكن لعموم الناس الذين قهرت كراماتهم الأنسانية والمعيشية واقل ما يقال عنها انها تمتلك برنامجا واضحا . وليست فتاوي يؤخذ فيها رأي المعممين في كل صغيرة وكبيرة.

اخر الافلام

.. الناخبون الموريتانيون يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد • ف


.. سكان بلدات لبنانية تتعرض للقصف الإسرائيلي يروون شهادتهم | #م




.. أمريكا ترسل 14 ألف قنبلة زنة ألفي رطل لإسرائيل منذ السابع من


.. هل ستتجه إيران لجولة انتخابية ثانية؟




.. شركة بيانات: مشاهدات مناظرة بايدن وترمب أقل من المتوقع بكثير