الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شروط البرادعي

عدنان شيرخان

2009 / 12 / 16
السياسة والعلاقات الدولية


اثار اعلان الدكتور محمد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي غادر منصبه مؤخرا نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة جدلا كبيرا وردود افعال متباينة.
الدكتور البرادعي حدد شروطا قال ينبغي توفرها مسبقا قبل دخوله سباق التنافس، الامر الذي عده البعض عدم جديته في الترشح اصلا، ولخص انه يريد أن تجرى العملية الانتخابية فى مصر مثلما تجرى فى الدول الديمقراطية، وفى إطار ضمانات تشكل جزءا لا يتجزأ منها، ومن الشروط التي ذكرها في بيان صدر عن مكتبه في فيينا إنشاء لجنة قومية مستقلة ومحايدة تتولى تنظيم الإجراءات الخاصة بالعملية الانتخابية لضمان نزاهتها، والإشراف القضائى الكامل على الانتخابات، وتواجد مراقبين دوليين من الأمم المتحدة لضمان شفافية الانتخابات.وقال ان مسألة ترشحه للرئاسة تتوقف أيضا على ما أسماه بـ "رغبة الغالبية العريضة من أبناء الشعب المصري بمختلف انتماءاته، وأن ترشحه سيصب فى مصلحة الوطن. ودعا الى اتاحة الترشح لمنصب الرئيس لجميع المصريين سواء كانوا أعضاء في حزب أو مستقلين، مؤكدا ضرورة صياغة دستور جديد "يستند إلى الحرية وحقوق الإنسان، كما هو معمول به دوليا.
جاءت تصريحات البرادعي وسط اجواء سياسية مشحونة وجدل ونقاش محتدم بشأن استمرار الرئيس مبارك فى الحكم أو توريث الرئاسة لنجله جمال، لاسيما أن مبارك لم يفصح عن رغبته الحقيقية وابقى الباب مفتوحا امام عدة خيارات كتقاعده أو إعداد نجله لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتنتقد احزاب المعارضة المصرية العوائق الدستورية الموضوعة أمام المترشحين بموجب المادة 76 المعدّلة في العام 2007، والتي تقضي بوجوب حصول اي مرشح مستقل على 250 صوتاً من أعضاء مجلس الشعب البالغ 444 عضوا، ليترشح الى سباق الرئاسة، ووسط سيطرة الحزب الوطني الحاكم على ثلثي المجلس يبدو امر الحصول على هذا العدد من الاصوات غاية في الصعوبة.
اعلانه اعتبر رسالة محرجة للنظام من شخصية لها ثقل دولي، وانها جاءت بمثابة تذكير بان عملية تداول السلطة في مصر بحاجة الى اعادة نظر وترتيب. وكما كان متوقعا فان البرادعي لم يسلم من هجوم منسق من صحف حكومية وشبه حكومية متطوعة وصفته بأنه شخص غير مؤهل للترشح لهذا المنصب، وأن وضعه شروطا مسبقة للترشح اهانة لسمعة مصر، واتهمته بأنه كان وراء قرارات ضد مصالح مصر والدول العربية طوال مدة رئاسته لوكالة الطاقة الذرية، فضلاً عن أنه ساعد أميركا فى حربها على العراق.وتوالت الانتقادات التي وجهت له، وقيل انه كبير في السن (67 عاما)، علما ان الرئيس مبارك اطال الله في عمره يبلغ 81 عاما ويحكم مصر منذ العام 1981، وتنقصه الخبرة والدراية السياسية والحزبية، وبعيداً عن الواقع المصري لانه يعيش خارج مصر منذ 27 عاما، وانه مزدوج الجنسية، وانه يحمل شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة نيويورك وعمل في الخارجية المصرية والامم المتحدة وفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ العام 1984، وحائز على جائزة نوبل للسلام.
جذر المشكلة في مصر وغيرها من الدول العربية ذات الانظمة السياسية (المعتقة) لا يتعلق بمحمد البرادعي او العالم المصري احمد زويل او عمرو موسى وهي اسماء طرحت لتخلف الرئيس مبارك، المشكلة بالنسبة للنظام والمدافعين عنه والمتطوعين للدفاع هو تقدم البرادعي للترشح وهو عمليا خارج الحسابات والتوقعات، والنظام السياسي مصمم لصالح عدم امكانية ترشح امثاله، والمشكلة الثانية تكمن فيما طالب به البرادعي : ان تجرى العملية الانتخابية فى مصر مثلما تجرى فى الدول الديمقراطية، وان توجد ضمانات لان تكون نزيهة وشفافة، بتشكيل لجنة مستقلة للانتخابات وإشراف قضائى ورقابة دولية، وهذا امر غير مطروق ولا يسمح عادة باثارته في العديد من النظم العربية التي انغلق الافق امامها بسبب وجود رؤساء بلغوا من العمر عتيا، يحكمون بلا كلل وملل ومنذ عقود ولا يريدون ان يتركوا الحكم طوعا او كرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج