الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دماءُ بريئة سواء كان تقصيراً أم جريمة

محمد سليم سواري

2009 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لا يختلف إثنان بأن معظم أيامنا كانت دامية خلال السنوات الست الماضية ، والمواطن العراقي ليس بحاجة لأن نُعرفه بأن هناك أحد دامٍ كما كان قبله أربعاء دامٍ وتبعهما ثلاثاء دامٍ ، نعم المواطنون المغلوبون على أمرهم في بغداد العاصمة والمدن العراقية الاخرى يعرفون معنى اليوم الدامي منذ البداية والى لحظات النهاية وما يتبع ذلك من الدماء والويلات والدموع والآهات وفقدان الأعزة والأرامل والأيتام ، وإنتظار الذين لم تبق لهم أشلاء أملاً في عودتهم ..أما الذين يعيشون في المنطقة الخضراء والفنادق ذات الخمسة نجوم الحمراء والجنائن المعلقة ، فإن أيامهم ولياليهم ليست كأيام وليالي العراقيين الذين تكلمنا عنهم ، وكما قيل : " إن من يأكل العصي لا كمن يعدها" .. رأينا ورأى كل العرقيون ، الذين يصفون ويعدون فقط أيامنا الدموية من السادة أعضاء البرلمان العراقي في اليوم التالي ليوم الثلاثاء في جلسة يتيمة وهزيلة ، حيث عقدت الجلسة على خلفية تفجيرات الثلاثاء وأغلبية الأعضاء لم يكونوا حاضرين بل خرجوا من الجلسة وقناني المياه المعدنية كانت شاخصة للمشاهد وهي تناجي وتنادي على السادة البرلمانين بالعودة الى كراسيهم ،حتى أن القليلين الذين واكبوا الجلسة منهم غيروا وضع جلوسهم لتكون جلسة سمر وضحك واداروا ظهورهم لمنصة الرئاسة والرئيس ، وكأن القسم منهم فرح على ما جرى لإعتقاده بأنه فشل لرئيس الوزراء وكسب لهم في الإنتخابات المقبلة ، هكذا دماء العراقيين رخيصة ، حتى بكتهم ملائكة السماء من هول المصيبة والسادة أعضاء البرلمان لم يكلفوا أنفسهم بدخول القاعة وترك كافتريا الإستراحة وكأن دماء العراقيين لا " تستاهل " أن يكلفوا أنفسهم هذا العناء .
وفي تلك الجلسة قالت عضوة من البرلمان وهي تصرخ من هول الفاجعة بأن البرلمان العراقي يتحمل كل المسؤولية فيما يحدث وما يعاني منه العراقيون .. نعم كما قال السيد المسيح عليه السلام : " من فمك أُدينك " ، إن البرلمان العراقي ورئيس الوزراء الذي تم تكليفه من قبل البرلمان والوزراء الذين صادق البرلمان على توزيرهم ، هم وحدهم يتحملون مسؤولية التفجيرات والدماء التي تسيل على أرض العراق سواء كان ذلك تقصير أم جريمة .
إن السادة المسؤولين يعرفون أكثر مني ومن غيري قواعد وسلوكيات دول الغرب والدول المتقدمة ومدى إنضباطهم وحبهم لشعوبهم وبلدانهم وإحترامهم لأنفسهم وقوانينهم ، هؤلاء المسؤولون كانت لهم صولات وجولات وزيارات وإقامات في تلك الدول حتى أن عوائل الكثيرين منهم تُقيم لحد الآن في تلك الدول ، وأنا خرجت لأول مرة من وطني حباً لله في أداء فريضة الحج لا معارضة لأحد أو منفعة ، حيث حدثني صديق لي قيل أيام وهو يُقيم في ألمانيا ويعمل مهندساً في إحدى الشركات العملاقة عن تنفيذ مشروع لنفق في إحدى المدن الألمانية الكبيرة وعند تنفيذ المشروع إنهارت إحدى البنايات القريبة وتوفي شخصان ، وعند التحري عن الأسباب ظهر بأنه كان المفروض أن تكون حافات النفق وحسب المخطط الهندسي والتصميم يبعد مسافة ستة أمتار عن البناية ولكن عند التنفيذ تم فتح النفق على بعد خمسة أمتار فكان السبب المباشر لإنهيار البناية ، فما كان من ريئس البلدية إلا أن قدم إستقالته من عمله ، بالرغم من معارضة الأهالي لذلك لما عرفوه من المسؤول عن إخلاصه وكفاءته في عمله حيث شغل هذا المنصب لدورتين متتاليتين ، ولكن شعوره بالمسؤولية وإحترامه لنفسه وحفظاً لماء وجهه سلك هذا المنحى فقدم إستقالته .
وإن حضور السيد رئيس الوزراء الى البرلمان بعد يومين من التفجيرات بشرط أن تكون الجلسة سرية والذي اعترف ضمناً بالتقصير عندما أعلن بأنه تلقى الساعة السادسة صباحاً معلومات عن إحتمال وقوع التفجيرات وتحديد الأماكن المحتملة والمستهدفة ، ولكونه القائد العام للقوات المسلحة لم يعط الأوامر التي يجب على القائد العام إتخاذها أم أن عنوان القائد العام مجرد عنوان برتوكولي ورمزي والعراق في هذه المحنة ، وهل أن الإعتراف بالتقصير يبرئ الساحة من تلك الجريمة .. أم أن تصريحات المسؤولين وإتهام الإرهاب والقاعدة وفلول البعث عن تلك التفجيرات تبرئ ساحتهم .. الكل يعلم من هم أعداء العملية السياسية في العراق الجديد بعد الإحتلال الأمريكي سنة 2003 وعلى السادة المسؤولين في العراق الجديد أن لا يتوقعوا بأن أعداء تلك العملية سيفرشون لهم الأرض بالورود والزهور .. فعليهم أن يكونوا أهلاً لمواجهة هولاء ودحرهم وحماية البلاد والعباد من كل الشرور أو الإعتراف بفشلهم وعدم التشبث بالسلطة والكراسي والمنطقة الخضراء والرواتب المليونية ليتولى أمر الناس من هم أهل للأمانة والمسؤولية .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التقصير والخنوع والسكوت جريمة والمجرم موجود
بصراوي ( 2009 / 12 / 16 - 17:15 )
السيد محمد سليم ..اود ان اسالك بعض الاسألة حتى نصل مقتنعين من هو الفاعل -قتل الاساتذة وضباط الجيش السابق وشخصيات ثقافية كثيرة باشخاص من الداخلية , بزي رسمي واليات الدولة الرسمية , من هؤلاء القتلة ؟
فرق الموت ايضا بملابس الامن والشرطة وباليات الدولة من هو القاتل ؟ الصحفيين من قتلهم ؟ اعمال تفجيرات متعددة من الفاعل ؟
اجهزة الدولة الامنية والجيش معظم عناصرها من ميليشيات الاحزاب المرتبطة بايران ..!
تصول وتجول باسناد الاحزاب , تقتل وتفتك بالناس وانتماءها ميليشياوي .
تدخل اي منطقة تشاء , وتصل الى اي مكان تريد , لاتوقفها سيطرة , وافراد السيطرة ما من احد فيها يمانع ,لايهمها جهاز تحسس او تفتيش ,والوضع السياسي... الضرب على راس المالكي حتى يدخل ائتلافهم ,وعمار قبل ايام يصرح يجب بناء دولة شيعية عربية في العراق , لقد تقرب الجاني الى اسالتي , المالكي يعرف من هو الفاعل . اعضاء البرلمان يعرفون , السيطرات الامنية تعرف ,لكن من يجرأ ان يقول انهم احزاب الائتلاف وعلى قمة هرمهم المجلس الاعلى وقوات بدر باسناد ودعم ايراني .انا مقتنع حتى العظم بانهم هم الجناة وهم القتلة .

اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب