الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تضامنا مع الحزب الشيوعي العراقي

فرات مهدي الحلي

2009 / 12 / 16
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


تقيم مؤسسة الشهداء العراقية مؤتمرات و ندوات و معارض دورية لتظهر من خلال تلك الفعاليات شيئا من الظلم الذي وقع على ابناء الشعب العراقي في الزمن البائد متجاوزة بعلم او بغير العلم شهداء الحزب الشيوعي العراقي الذي ضحى خلال العهود السابقة بالغالي و النفيس كما يقال , حتى اننا وعينا على اتهام كل من يتفوه بكلمة حق ابان العهد البائد بالشيوعية حتى يساق للاعدام و القتل .
يروي لي احد الاطباء العراقيين ان عميدهم ابان الحكم البائد للنظام المقبور اجتمع بطلبة كلية الطب و اساتذتها في ندوة مفتوحة لمناقشة مطالب الطلبة و تطلعاتهم , فانبرى احد الطلبة مطالبا العميد بتحسين قيمة ورقة الاطعام التي كانت مخصصة لطلبة في فترة الحصار و مطالبا ايضا بتبديل اجهزة تبريد المياه في الكلية , فاذا بعميد الكلية يقول له : بابا انت شيوعي ؟! , وكاد ان يودي هذا الاتهام بحياة ذاك الطالب الذي لم يكن له اي اتصال او علاقة بالحزب الشيوعي العراقي حتى انه من اصل فلسطيني و ربما هذا ما شفع له لكي يبقى حيا .
ارتبط عادة اسم الشيوعي العراقي بالانسان المثقف و الواعي و الثائر في كل العهود و الحقب حتى ان الحزب الشيوعي لم يكن له العلاقة الوطيدة بالسلطة و المتسلطين في العراق و لم تدوم لهم حتى علاقتهم بعبد الكريم قاسم , و هكذا فقد عانى هذا الحزب العريق من الاضطهاد و المطارة و القتل بكل وحشية و سادية حتى صارت قوافل شهدائه اصعب من ان تحصر في عصر واحد , فهم في كل حين الرافض للظلم و الاستبداد و الفئوية رغم بعض ما نأسف عليه اليوم من تملق او مغازلة تصدر من كادره لاحزاب اسلامية حاكمة .
ان الشيوعي العراقي يقف اليوم فوق استخدام دماء شهدائه كوسيلة دعائية من خلال محاكمة المجرمين الماثلين اليوم امام عدالة المحكمة الجنائية العليا كما تفعل الاحزاب الدينية , رغم ان ما قدمه الشيوعيون في العراق هو اقصى ما يمكن ان يقدمه الانسان لوطنه و شعبه , و نراهم اليوم يعتكفون و يتعالون عن المطالبة بدمائهم فهم لم ينتظروا جزاءا او منحا مالية او معنوية اتجاه ما قدموه يوما ما للعراق الذي طالما كا قاسيا على شبابهم و مفكريهم و حتى المتعاطفين معهم .
و في هذا العهد اذ يفارق الشيوعيون مجلس الوزراء ننظر الى الوزارات بعين الشفقة و هي تغوص في ظلمات الفساد و الرشى و الطائفية , و يشهد المثقفون في العراق (لادينيون و اسلاميون و غيرهم ) على ما اقدمت عليه وزارة الثقافة العراقية من محاربة الفن العراقي ابتداءا بالفرقة البصرية للفنون و انتهاءا بغياب الوزارة من حياة الانسان العراقي ابان ادارة الاحزاب الاسلامية للوزارة .
ان قلة موارد الحزب اليوم هي مشكلة حقيقة في الدعاية الانتخابية , فليس للشيوعيون القابلية على توزيع المدافئ الايرانية و لا "البطانيات" السورية و لا حتى الجلباب المصري , و ربما هو الحزب الوحيد الذي يعاني من دعاية مضادة من قبل المنابر التي لا تنطق الا بما يصدع الرأس و يوهن النفس و يسيئ للاخريين اخلاقيا و سياسيا .
احبائي رغم اني اجد في الحزب الشيوعي بعض الاشياء التي تجعلني الوم عليه بداعي الحب و التعاطف مهم . فاني لم اجد اصدق منهم وعدا او اعلى منهم علما او تفهما لكل ما يتصل بالشعب العراقي الكادح ...
هذا و لكم الرأي يوم الانتخاب ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ماذا عن إصدار محكمة عسكرية حكما بالسجن سنة بحق المعارض


.. مشاهير أمريكا. مع أو ضد ترامب؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الولايات المتحدة وإسرائيل ..الدعم العسكري| #التاسعة


.. ما هي التقنيات الجديدة لصيانة المباني الشاهقة؟




.. حماس تتهم إسرائيل بقطع الطريق على جهود الوسطاء | #غرفة_الأخب