الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعمق سياسي وفكري في حياة وتاريخ الأكراد، ورأية شاملة وكاملة الأبعاد في الحياة الكردية الجزء : (٤)

خالد عيسى طه

2009 / 12 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في ظل ما يحدث في العراق المحتل من عدوان أميركي مستمر على أهل العراق من قتل واعتقال وتعذيب وتهجير وإشعال نار الفتنة الداخلية، وفي ظل ما يقوم به الشيعة في العراق ضد السنة من تهجير وقتل واضطهاد... هل يمكن أن يتحد الأكراد والسنة في وجه الأميركان والصهاينة وفي وجه الشيعة الذين تمكنوا من العراق بعد احتلاله؟


طرح محللون ـ منذ احتلال العراق ـ بعض السيناريوهات المتوقعة لمستقبل العراقي وتراوحت بين الفيدرالية والحرب الأهلية وبالطبع كان للسنة والأكراد موقفهم من هذين السيناريوهين، وتهدف أميركا الى تحقيق الفيدرالية بالعراق في إطار تحقيق مصالحها، وترسيخ سيطرتها على الثروة والسلطة، فالشيعة يريدون الفيدرالية ليتمكنوا من السيطرة على العراق وحكمه، والأكراد يريدونها ليحققوا استقلالا أكثر ، إن لم يتمكنوا من الاستقلال التام ، وكلا السيناريوهين السابقين سيء ، ويدفع بالعراقيين وبعلماء ومفكري السنة بالتحديد إلى البحث عن وضع استراتيجية واضحة وبعيدة المدى لتحرير العراق ووحدته.


يرى محللون أنه من الصعب ان يحدث اتحاد كامل وشامل بين الأكراد والسنة لان الأكراد لهم اهدافهم الخاصة كما أنهم ما زالوا يشعرون بأنهم اضطهدوا خلال تاريخ العراق ويحملون السنة بعض المسئولية عن ذلك. إلا إنه ليس من المستحيل ان تجتمع ارادة الاكراد والسنة في بعض المواقف خاصة ان بعض الأكراد العراقيين مسلمين سنة، ففي مارس 2006 اتحد السنة والاكراد في موقفهم من ترشيح ابراهيم الجعفري رئيسا للحكومة العراقية الموالية للاحتلال، حينما اصطدمت مفاوضات تشكيل الحكومة آنذاك برفض كتلتين بارزتين تمثلان العرب السنة والأكراد لترشيح الجعفري رئيسا لهذه الحكومة، فيما جدد الائتلاف الشيعي التمسك به. وصرح محمود عثمان عضو البرلمان عن قائمة التحالف الكردستاني آنذاك بأن الأكراد والسنة يؤكدون أن الجعفري غير مناسب ولا يستطيعون تشكيل مجلس وزراء بالاشتراك معه لكونه غير حيادي.


إذن من الممكن أن يمثل الأكراد والسنة بالعراق ضغطا سياسيا موحدا تجاه العديد من المواقف أو القوانين التي تهدف أميركا الى تمريرها عبر أذنابها في العراق، قد لا يكون اتحادا سياسيا شاملا دائما ولكن من المؤكد ان الوضع السياسي العراقي الحالي يمهد لحالات توافق مشتركة بين الأكراد والسنة، وهو ما يعد صفعة شديدة في وجة الأميركان والشيعة.


ولا يستطيع أحد أن ينكر أن الأكراد يجب أن يشاركوا في صنع القرار السياسي في بلادهم سواء في العراق المحتل أو في إيران أو سوريا أو تركيا، ولذا يجب على الحكومات ان تحتوى الأكراد بذكاء سياسي واجتماعي، وأن تدرك أن سياسة تهميش الاكراد أو اضطهادهم ليست في صالحهم، ولا في صالح الشعوب التي تهدف لرفع مستوى معيشتها وتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ويؤكد الملف حقيقة تاريخية واضحة وهى أنه لم يجر في العراق أي تمييز بين العرب والأكراد، بل إن الموالين للنظام الملكي العراقي من الأكراد وصلوا إلى أعلى المراتب الرسمية (رؤساء ووزراء ومديرين)، في حين أن الأكراد المعارضين لهذا النظام تمتعوا بمراكز قيادية في الأحزاب العراقية المعارضة للملكية، وكانوا يعملون ضمن الحركة الوطنية العراقية ككل، كما أن العراق هو الدولة الوحيدة في دول المنطقة التي اعترفت بالوجود الكردي، وأن الدساتير والتشريعات العراقية تعترف جميعها بحقوق هذه الطائفة.



أبو خلود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة: كيف عزلت إسرائيل؟ | بتوقيت برلين


.. يامالك الملك و رسمتك يا حبيبي.. أجمل أناشيد دينية وقدود حلبي




.. ماكرون يترأس احتفالات الذكرى الـ 80 لإنزال النورماندي في -أو


.. عشية الانتخابات الأوروبية... غضب المزراعين لا يزال حاضرا بقو




.. ذكرى إنزال النورماندي: ما أبرز ما جاء في كلمتي ماكرون وبايدن