الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعمق سياسي وفكري في حياة وتاريخ الأكراد، ورأية شاملة وكاملة الأبعاد في الحياة الكردية الجزء : (٢)

خالد عيسى طه

2009 / 12 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق




الأكراد واحتلال العراق ... الصيد الثمين


كان للأكراد دور رئيس في احتلال العراق من خلال قوات البشمركة الكردية ومن خلال التعاون الوثيق مع الصهاينة والأميركان قبل سقوط بغداد. ولم تشارك قوات البشمركة الكردية في الأيام الاولى للحرب الأميركية على العراق التي بدأت في 20 مارس عام 2003، ولم تكن الجبهة الشمالية العراقية في مجملها ساحة للقتال كما كان الحال في الجبهة الجنوبية خاصة بعد أن رفض البرلمان التركي السماح للقوات الأميركية بالعبور إلى العراق من أراضيه، إلا أن المقاتلين الكرد قاموا برفقة وحدات من القوات الاميركية والضغط العسكري على القوات العراقية في مدينة الموصل الشمالية في أواخر أيام الحرب عشية احتلال بغداد، كما أنهم قدموا قبل ذلك دعما لوجستيا للقوات الأميركية لاسيما بعض طواقم القوات الخاصة الأميركية وعناصر الاستخبارات التي تسللت إلى تلك المنطقة لتمهد البيئة وتساعد في عملية غزو العراق.


بعد احتلال بغداد وسقوط نظام الحكم وحل الجيش العراقي يمكن القول إنه بات مؤكدا أن الكرد قد تخلصوا من وجود تهديد عسكري تنظمه دولة مركزية استمر مرافقا لمسيرة عملهم المسلح منذ نشأة الدولة العراقية الحديثة مع الغزو البريطاني حتى انهيارها مع الغزو الأميركي، لكن في الوقت نفسه يمكن القول أيضا إن توقف العمل المسلح الذي تشهده المناطق الكردية حاليا لا يمكن الجزم بأنه سيكون أبديا وذلك لسبب بسيط هو أن حلم الدولة الكردية المستقلة الموحدة لم يتحقق لهم بعد.


لكن الحقيقة الساطعة أنه لا توجد أى دولة باستثناء العراق المحتل طبعا، تحكمها أقلّية كردية، فأكراد العراق الذين لا تتجاوز نسبتهم 15 في المئة من السكان يحكمون بلدا نسبة العرب فيه أكثر من ثمانين في المئة. فرئيس الدولة كردي، ووزير الخارجية كردي،و نائب رئيس الوزراء كردي، ورئيس أركان الجيش كردي. وهناك مئات من الوظائف الحساسة في مؤسسات الدولة والحكومة يشغلها مواطنون أكراد، فضلا عن وجود عشرات البرلمانيين الأكراد في ما يسمي بمجلس النواب في المنطقة الخصراء ببغداد.


لا توجد بطبيعة الحال مشكلة اطلاقا لو تصرف الساسة الأكراد علي أساس أنهم مواطنون عراقيون، كبقية أبناء الشعب، وتخلّوا عن خصوصيتهم الخاصة جدا فقد سبق وأن حكمت العراق، وهذا أمر معروف للجميع وموثّق، شخصيات من مختلف القوميات والأديان والطوائف. لكن المشكلة هي أن القيادات الكردية تتعامل مع العراقيين الآخرين، وكأنهم أعداء وخصوم لهم ويحاولون بكل السبل تحميلهم جميعا مسئولية ما قد يكون لحق بهم من ظلم. وبعد أن ربطوا أنفسهم بشكل مصيري بأمريكا وصنيعتها "إسرائيل"، صاروا يتحكّمون، بعد غزو العراق، بمصائر ومستقبل وحياة خمسة وعشرين مليون عراقي يتحدّثون دائما عن حقوق تاريخية لهم في أرض كردستان العراق.


الأكراد والكيان الصهيوني... علاقة متينة


بدأت علاقة الأكراد بالصهاينة منذ عام 1943 أى قبل قيام الكيان الصهيوني، وتعمقت بعد قيامه وقام الكيان الصهيوني بمساعدة الأكراد فى معاركهم مع الأنظمة العراقية منذ أيام الملكية وما بعدها، وقد أمدتهم أكثر من مرة بالسلاح والأغذية والمعونات الصحية والأموال، وزار ممثلون للموساد المواقع الكردية فى شمال العراق فى فترة الستينيات، وكانت الاتصالات بينهما تتم عبر طهران فى ظل حكم الشاه وعبر العواصم الأوروبية وخاصة فى باريس ولندن. وزار زعيم الأكراد الراحل مصطفى البرزانى الكيان الصهيوني مرتين، والتقى هناك بالقيادات السياسية والمخابراتية الصهيونية فى فترة الستينيات.

مندوب يهودي في بغداد


قبل إنشاء الكيان الصهيوني كان للوكالة اليهودية مندوب في بغداد تحت غطاء العمل الصحفي واسمه روفين شيلوا، وقد زار جبال كردستان وطور صلاته مع بعض الأكراد في العراق عام 1931، وخلال عقد الستينات درب خبراء عسكريون صهاينة المقاتلين الأكراد التابعين للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مصطفى البرزاني ونائبه افرايم وهو يهودي بهدف الحد من التهديد العسكري العراقي المحتمل للدولة الصهيونية، ولمساعدة يهود العراق على الفرار إلى الكيان الصهيوني، وقد أطلق على عملية التدريب هذه اسم خارفاد( السجادة) وفي منتصف الستينات التقى نائب وزير الحرب الصهيوني شيمون بيريز سراً علي بدرخان ـ وهو قائد كردي محلي تعاون مع الصهاينة خلال الأربعينات والخمسينات ـ كما أن وزيراً صهيونياً وهو راية لوفا الياف تغلغل عبر جبال كردستان العراق عام 1966 ليقدم رشوة للأكراد عبارة عن مستشفى ميداني، وفي نفس العام ساعد ضباط صهاينة قوات مصطفى البرزاني في تحقيق انتصاره على الجيش العراقي عند جبل هندارين، وفي أغسطس لعب أكراد العراق دوراً كبيراً في ترتيب هروب طيار عسكري عراقي إلى الكيان الصهيوني بطائرته الميغ وهو( منير روفا).


وأثناء حرب الأيام الستة بين العرب والكيان الصهيوني عام 1967 تزايدت المساعدات الصهيونية للأكراد في العراق، وكان قناة الاتصال بين الطرفين يعقوب نمرودي الملحق العسكري الصهيوني في طهران حينذاك، وفي بعض الأحيان ارتدى الخبراء الصهاينة الزي العسكري الإيراني (الملابس العسكرية الإيرانية). وفي سبتمبر من العام نفسه زار مصطفى البرزاني الكيان الصهيوني وقدم خنجراً كردياً كهدية لموشي دايان وزير الحرب حينذاك وطالب مصطفى البرزاني خلال الزيارة بمدافع مورتار استخدمها لاحقاً في الهجوم الذي شنته قواته ضد معامل تكرير النفط في كركوك في مارس عام 1969 وهو هجوم ساهم الصهاينة في التخطيط له،


وقد كتب جاك اندرسون ـ وهو محرر صحفي أميركي ـ أن ممثلاً سرياً للكيان الصهيوني كان يتغلغل عبر الجبال في شمال العراق شهرياً خلال هذه الفترة لتسليم مصطفى برزاني مبلغ 50 ألف دولار من الكيان الصهيوني. وخلال الستينات قدم الكيان الصهيوني عبر إيران أسلحة متقدمة لأكراد العراق خاصة الأسلحة المضادة للدبابات والطائرات مصحوبة بمدربين عسكريين صهاينة، وكذلك تلقي مقاتلون أكراد تدريباً عسكرياً في الكيان الصهيوني، وقد زار قادة من الحزب الديمقراطي الكردستاني الكيان الصهيوني، كما زار ضباط صهاينة كبار شمالي العراق، وساعدوا الموساد بجمع معلومات عن الحكومة العراقية وقواتها المسلحة وكذلك كانت هناك مساعدات طبية.


وقد حث الصهاينة أكراد العراق على القيام بهجوم عسكري واسع النطاق يتزامن مع حرب اكتوبر إلا أن هنري كيسنجر كيسنجر نصح الأكراد حينذاك بعدم شن هذا الهجوم وحذرهم من التعرض لهزيمة ثقيلة إذا شنوا هذا الهجوم.


شهادات تاريخية

قال أحد المحللين السياسين ـ وهو نكديمون فى كتاب له ـ إن البرزانى رأى ضرورة الاتصال بالكيان الصهيوني بشكل مباشر منذ عام 1963 لتساعده فى تحقيق حلم الأكراد فى بناء حكم ذاتى بعد أن فشل مع الحكومات العراقية، ولتحقيق ذلك استعان بالصهاينة .


وأكد أيضا الباحث الأميركى أدوموند جاريب فى كتابه "القضية الكردية فى العراق" أن السافاك ـ جهاز المخابرات الإيراني ـ والموساد شكلا جهاز مخابرات كردي ذكي للغاية لجمع معلومات عن الحكومة العراقية والأوضاع العراقية والقوات المسلحة ولم يكن يخفى المعلومات التى يحصل عليها عن الجهازين الصهيوني والإيرانى.


أضاف " جاريب" : " فى عام 1972 كان الأكراد ينقلون معلومات شاملة حول الجيش العراقى الى كل من المخابرات الإيرانية و"الاسرائيلية"، عثر على وثائق تؤكد علاقة الأكراد بالسفارة "الاسرائيلية" فى باريس"، واجتمع بعضهم مع رئيس الموساد آنذاك مائير عميت بعد ذلك. وقد اعترف مناحم بيجين وهو رئيس للحكومة الصهيونية فى 29 سبتمبر عام 1981 أن الكيان الصهيوني ساعد الأكراد بالأسلحة والمال .



أبو خلود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة