الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النمر الإيراني ليس الأقوى في -الغابة الدولية-

اديب طالب

2009 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


في زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى واشنطن، وكتعبير عن تقارب أميركي ـ تركي، كان ثمة دور محتمل لأنقرة في الوساطة مع طهران، وفي قمة الساعتين ونصف في البيت الأبيض، كان للملف النووي الإيراني حضور قوي.
الناطق بإسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست استبعد قبول وساطة تركية لتسوية الملف النووي مع الغرب. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال بعد لقائه أردوغان إن في إمكان تركيا أداء "دور مهم" في دفع إيران باتجاه تسوية هذا الملف.
مهمان برست قال: "تركيا تريد أداء دور في تسوية الملف النووي، لكننا نعتقد أن مواقفنا الشفافة لا تحتاج الى أن تفسّرها دول أخرى".
الصلف الإيراني هنا شديد الوضوح، وبعيد عن اللغة الديبلوماسية، والشيء الشفاف الوحيد في مواقف المتشددين من القادة والساسة الإيرانيين هو أن تلك المواقف غير شفافة بتاتاً، وهذا أمر يعرفه أكسل طالب في السنة الأولى في علم السياسة والعلاقات الدولية.
اثر ذلك الصلف الإيراني، شدد الاتحاد الأوروبي على أن "فشل إيران المستمر في الوفاء بالتزاماتها، يتطلب رداً واضحاً واتخاذ تدابير مناسبة". وأعلن الاتحاد في بيان صادر عن وزراء خارجية الدول الـ27 الأعضاء، أن "عرض التفاوض لا يزال قائماً"، لكنه أكد أن الاتحاد سيدعم أي إجراء يتخذه مجلس الأمن، إذا امتنعت إيران عن التعاون مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي.
عندما يستقوي الضعفاء وتنتفخ ذواتهم؛ يرفعون أصواتهم، ويهددون بما لا يقوون عليه. هذه حالة طهران وحالة ناطقها الرسمي السيد مهمان برست، وهي حالة كل الديكتاتوريين الذين دفنهم التاريخ بلا مهابة.
أعلن قائد شرطة طهران الجنرال عزيز الله رجب زاده اعتقال 204 متظاهرين، بينهم 39 إمرأة، من أبناء ثورة الإمام الخميني، في يوم الطالب الإيراني، بعدما أحرق المتظاهرون صوراً لمرشد الجمهوية علي خامنئي ورددوا شعارات قاسية ضده. إن ذلك الإعلان ليس دليل قوة نظام الرئيس محمود أحمدي نجاد، فضلاً عن معاملة المتظاهرين بقسوة بالغة، وبالرصاص الحي، مما دفع "الباسيج" الى إقصاء الإعلام ومنعه من تغطية الاحتجاجات الخضراء المستمرة وإلى تعطيل الاتصال الخلوي في العاصمة.
الرئيس السابق محمد خاتمي قال خلال لقائه عائلات معارضين معتقلين "إنها مقاربة خطرة وأحذر النظام من العواقب التي قد تنعكس على الجمهورية الإسلامية". وأضاف: "ما فعله هؤلاء (المعتقلون) في سبيل الثورة أهم بكثير مما فعله الذين استجوبوهم". ما قاله الرئيس خاتمي دليل على أن ضعف النظام الإيراني، نابع بالدرجة الأولى من داخله.
وصف كاتب سياسي لامع الرئيس نجاد بأنه "مسكين"، بمعنى أنه لا يعرف ما تخبئوه له الأيام، والحقيقة أن نجاد لم يقرأ جيداً خاتمة الديكتاتوريين الذين سبقوه في تاريخنا المعاصر، ولم يدرك ولن يدرك أن الاتحاد السوفياتي سقط من الداخل أولاً وأخيراً.
كلامنا لا يعني أن إيران نمر من ورق، إثر إصابته بالانفصام عقب الانتخابات الرئاسية المزوّرة، ولكنه يعني أن النمر الإيراني، ليس النمر المفترس الوحيد والأقوى في الغابة المحلية والدولية.
ثمة وحش، وليس نمراً، هو نظام دولة العدوان الإسرائيلي، وتكفينا شهادة المحقق اليهودي غولدستون حول جرائم تلك الدولة، في الحرب الآثمة على غزة هاشم. إن أي مواجهة عسكرية بين إيران والعالم؛ ستبدو معها حربا غزة وتموز، لا أكثر من نزهة. إن محاولات الاتحاد الأوروبي وبرئاسة السويد، لترويض الوحش الإسرائيلي، تجاه تقسيم القدس كعاصمة للدولتين، محدودة الفاعلية العملية، أما بالنسبة لنواياه وبرامجه العسكرية، تجاه صنع الذرة الإيرانية، فلن تكون محدودة، ولن تكون معدومة الفاعلية، وعلى وجه الخصوص، عندما ينفد الصبر لدى الغرب وعلى رأسه السيد أوباما الحليم.
أمام النمر الإيراني، واحد من خيارين، إما أن يتم تدجينه واحتواؤه، أو يتم افتراسه.
() كاتب سوري










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التعويل على مصير واحد
سعاد خيري ( 2009 / 12 / 18 - 11:59 )
تدجين النظام الايراني السلفي او افتراسه يعني فرض الهيمنة الامريكية عليه اما المصير الذي يتطلع اليه الشعب الايراني كبديل فهو التحرر من النظام الثيوقراطي ومن الهيمنة الامريكية وبناء ايران العلمانية الديموقراطية والمساهمة في تحرير البشرية

اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال