الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار ومخاطر المرحلة

حيدر علي

2004 / 6 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يقول احد الاصدقاء من الشيوعيين القدمى ان الوقت الان ليس في مصلحة اي تغيير فالناس متعبين وليس مناسب للمطالبة باي شيء حتى تستقر الحكومة ويستقر الوضع الامني ويستقر
العراق ككل
فما يقوم به مقتدى ليس اوانه وما يقوم به الطرف الفلاني ليس اوانه المهم هو الاستقرار
المهم ان يصل العراق الى حالة استتباب امني وبعدها تستطيع اي قوة ان تطالب بما تريد كون الوضع سيؤول الى قيام نظام ديمقراطي
افكار بمجملها مثالية ان لم نقل انها تحمل السذاجة
نفس السذاجة التي حصلت اذ بان سبعينيات القرن المنصرم ... نفس المقولات تتردد من ان الوقت لم يحن , النظام سيتحول الى الاشتراكية، صدام قريب الى الشيوعية، بل هو شيوعي بتسمية بعثية
اي هراء
اي سقوط
ان الوقت الان هو المحك الحقيقي لاي قوة كي تبرز وجودها ومدى المساحة التي تحتلها على الساحة العراقية
ففي الحياة الحقيقية ليس من مجال او فسحة للانتظار كي تاتي لك السماء بما تحتاج، ولكن عليك السعي انه مجمل نمط الحياة في المجتمعات المعاصرة وخصوصا في المجتمعات التي تنحوا نحو التطور الرسمالي فالراسسمال العراقي لا ولن يترك لليسار الفرصة كي يلتقط انفاسه ويوجه خطواته نحو تحقيق اهدافه
لنلقي نظرة نحو االساحة العراقية فهاهو مقتدى يتجه الىقطف ثمارتمرده السابق على سلطة الاحتلال، وهاهو يعلن تاييده الى الحكومة المنصبة في بغداد، وهاهو يتحول مائة وثمانين درجة عن ما اعلنه مسبقا وبسرعة مذهلة ...فاليمين المتطرف والمتلون كالحرباء وبانتهازية واضحة يطرح نفسه كطرف فاعل على الساحة ويبداء باخذ شرعية بقاءه من بوش مباشرة الذي يرحب به اشد ترحيب فالصراع الحقيقي بين مقتدى او تياره وبين الامريكان لم يكن صراع نقيضين قدر ما كان تنافس على احتلال مكان على الخريطة وحجم المكان الذي ياخذه كل منهما ,وكذلك نحو تشريع بقاء المليشيا الصدرية وادغامها في الجيش المزمع انشاءه ولا يخفى اي عداء تكنه هذه الميليشيا لليسار، فا تفاق الصدر امريكا هو في النهاية ضربة لليسار من جهة وتقوية تياره"اي الصدر" من جهة اخرى ,,,,
.. فامريكا بهذا الاتفاق وبتشريعها التيار الصدري وابرازه على انه تيار حقق انتصار تعمل على اساس منهجي تريد منه في النهاية ايجاد قوة رجعية تستطيع الاعتماد عليها في اي وقت لضرب اي قوة تنحوا الى الاستقلالية او تتجه غير الوجهة التي تريدها امريكا في العراق ... ولا يخفى ان االجهة الوحيدة التي تريد للعراق وجهة غير امريكية هو االيسار.,فامريكا لم تتخلى عن استراتيجيتها المعروفة بتقوية الحركات والاتجاهات الدينية او الديكتاتورية فهي من خلقت ابن لادن وصدام وهي وفية لهذا التاريخ..فما على اليسار ان يفعله والحال هذه
يقول صديقي الانتظار حتى تهداء الامور...!؟
في الحقيقة ان دخول امريكا الى العراق قد اثار ويثير الكثير من البراكين التي لن تستطيع امريكا ان تسيطر عليها فالانفلات الامني والتفجيرات وتصفية الحسابات وما الى ذلك هو نتيجة منطقية جدا: وكنا قد توقعناها قبل ان يحدث الاحتلال فاهتزاز الارض العراقية سوف يستمر لفترة طويلة وستطول اكثر، نتيجة حتمية لما تقوم به امريكا على الارض هناك
فقانون الدولة المؤقت وتقسيم العراقيين الى فئات وطوائف والغاء الهوية الانسانية و الاتجاه الى هوياة قومية ودينية وعشائرية كل ذلك سيزيد من حالة عدم الاستقرار والانفلات ,يضاف الى ذلك التدخل من قبل دول الجوار والصراع على النفوذ في العراق بين التيارات التي تدعمها هذه الدول او كما يقول المثل كل يغني على ليلاه هناك يلقي بكثير من ضلال الشك على حالة الاستقرار
ثم حالة الصراع على السلطة بين القوى التي تشترك في السلطة وشهدنا نموذج عنه صراع الياور الباججي الذي تاجج حول منصب الرئيس كل هذه عوامل ستزيد استعار الوضع في العراق ولا تعمل على تهدئته فالعراق في بداية مرحلة وما شهده الى الان لا يقاس بما سيشهده في مقبل ايامه فالقادم من الايام سيكشف المزيد من عدم الاستقرار خصوصا بعد ان اتضح زيف ما تقوله امريكا عن حقوق الانسان العراقي وتحولها من قوة محررة الى قوة اظطهاد ونموذج ابو غريب لازال طري.
كل هذه التعقيدات تزيد من حجم ما هو مطلوب من اليسار ومن التحديات التي يواجهها فالمطالبة بالمجتمع المدني والعلماني تصبح قطرة في مواجهة بحر المخاطر التي يتعرضها فتهميش اليسار بداء منذ دخول الحزب الشيوعي الى السلطة وظهر كلاعب ضمن اللاعبين وعازف نشاز ضمن اوركسترا علاوي وجلبي والاحزاب القومية الكردية يضاف لهم حكيم .. فاي هجين يولده هذا النشاز الذي تجمع غداة افتراس الديكتاتور من قبل امريكا
لم تكن امريكا غبية ولا تكون بل هي وان فقدت البوصلة في خضم صراع القوى داخل العراق ،فهي تعلم علم اليقين اي مسخ مشوه تولده توليفتها العجيبة في بغداد وهي تعلم علم اليقين ان هذه القوى وصراعاتها ما هي الا بداية لفصول اكثر ماساوية من قصة حياة العراق المعاصر ....
من هنا يتضح سرتصريح علاوي بعدم القدرة على صيانة الامن العراقي فهو كباقي القوى يعلم علم اليقين ان سبب الانفلات الامني هو ومن معه في حكومته المؤقتة ومجلس الحكم المنحل كونهم بيادق شطرنج على الساحة يتحركون وفق مصلحة امريكا او يرقصون على وقعات الدبابات الامريكية ..فادخال اليسار في هذا النفق واشراكه من قبل الحزب الشيوعي العراقي هو الغاء لمشروع اليسار خصوصا ما يحمله هذا الحزب من تاريخ ومن معنى في حياة العراقيين ....
فاذا على اليسار الان ان يكون اكثر وضوحا في بدائله واكثر فرب من حياة الانسان العادي وعليه ان لايكتفي بطرح الشعارات بل ان يتجاوزها ويشرك الانسان العادي في مشروعه او بديله
فبديل الليسار يجب ان يكون امتميزا عن بديل اليمين والا فانه يسقط في نفس المتاهة التي سقط بها في سبعينيات القرن المنصرم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسير مجريات محاكمة ترامب نحو التبرئة أم الإدانة؟ | #أميرك


.. هل أصبح بايدن عبئا على الحزب الديمقراطي؟ | #أميركا_اليوم




.. مسؤولون أمريكيون: نشعر باليأس من نتنياهو والحوار معه تكتيكي


.. لماذا تعد المروحيات أكثر خطورة وعرضة للسقوط؟ ولماذا يفضلها ا




.. سرايا القدس تبث صورا لتفجير مقاوميها بكتيبة طوباس سيارة مفخخ