الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القومية مشروع فاشل إنتهى بكرة قدم !!

مثنى كاظم صادق

2009 / 12 / 18
كتابات ساخرة



ثمة حكمة تقول :(إذا أردت أن تحصد بعد بضعة شهور فازرع حنطة وإذا أردت أن تحصد بعد بضعة أعوام فأزرع أشجارا ) والمفيد من هذه الحكمة أن سرعة الإنتاج يكون بحسب جودة المنتج . ربما من اللعنات التي ابتلي بها العرب هو وجود النفط على أراضيهم ؛ لأن العربي بطبيعة تكوينه الاجتماعي(أبن يومه) ويتخذ الشعار ( عيشني اليوم وموتني بكرة ) دستورا لحياته لذلك أطلقوا على العمل (مهنة) وهي كلمة مشتقة لغويا من المهانة أو الإهانة ولقد أثرت الدعة والراحة حتى على الملابس التقليدية فنحن نلبس( الدشداشة) الفضفاضة ونجلس ( منبطحين ) مستندين بكوعنا على الوسادة فالنفط جعل العرب مستهلكين فقط وغير منتجين معتمدين عليه في معيشتهم بعده المورد الأساسي للأقتصاد بدلا من أن يضعوه أحد مواردهم ولأننا مغرمون بالمستورد فقد استوردنا ما فشل في الخارج لنحاول تجربته في الداخل ألا وهي ( القومية ) وهي مشروع تغريبي جملة وتفصيلا ؛ لأن من حمله هم خريجو المدراس الغربية ( ميشيل عفلق مؤسسا لحزب البعث العربي الاشتراكي / انطوان سعادة زعيما للقوميين السوريين / جورج حبش زعيما للقوميين العرب / وقسطنطين زريق منظرا قوميا للأحزاب وغيرهم كثير ممن رضع في الغرب الفكر القومي وبث سمومه في البلاد العربية عند عودته) إلا أن (القومجية) يتحججون بأنه مشروع أصيل بأدلة تاريخية تدل على العصبية القبلية التي شاعت في الأدب الجاهلي فقد توهموا وخلطوا بين القومية وبين العصبية وهذا ما جعل القوميين أو ( القومجية ) يتخذون موقفا معاديا للقوميات الأخرى التي تعيش بين ظهرانيهم فقد اعتنق القومية كل من يطمح إلى الوصول للسلطة لذلك تجد ظهورها قد تزامن مع الانقلابات العسكرية والثورات التي قام بها (الضباط الأحرار) وأضع الكلمة بين هلالين متسائلا كيف أن الضابط أو من ينتمي إلى السلك العسكري يكون حرا !؟ خلافا لعقيدته العسكرية التي تربى عليها . ظهر مصطلح (القومية العربية) كشعار رسمي بالدول العربية متخذين التاريخ المشترك واللغة المشتركة والمصير المشترك ديدنا في خطاباتهم التي تبدأ بنداء (يا أبناء الأمة العربية المجيدة )ولقد حاولت بعض الدول الاتحاد مع بعضها إلا أن هذا الاتحاد ما لبث أن ( تفركش) ومن حق كل إنسان ــ بطبيعة الحال ــ أن يعتز بقوميته على أن لا يصل هذا الاعتزاز بإقصاء الآخرين عن حقوقهم وجعلهم من الدرجة الأدنى منه وهذا ما وقع به (القومجية) عندما رفعوا الشعار (نفط العرب للعرب) مما أثار حساسية القوميات الأخرى الموجودة على أراضي الدول التي تبنت ورفعت هذا الشعار متسائلة ( أين محلنا من الإعراب من هذا الشعار؟) مما أثار حفيظتهم ومناداتهم بحقوق قومياتهم والمطالبة بوطن لهم أو بحكم ذاتي وقد نسى القوميون أو تناسوا انه لا يوجد بلد في العالم غير متعدد القوميات بنسب متفاوتة وان مشروعهم نهايته الفشل لأن الإنسان لا يجني من الشوك العنب كما يقول السيد المسيح (ع) فضلا عن أن القومية ضد النظرية الإسلامية الأممية التي تساوي جميع المسلمين شرقا وغربا شمالا وجنوبا إلا بالتقوى إلا أن قبضتهم الحديدية وحكمهم المستبد قد كبت على الجميع بل أن المضحك المبكي أنهم وقعوا في حرج كبير عندما أعادوا كتابة التاريخ ليجدوا أن معظم العلماء والأدباء هم من غير ملتهم وتخلصوا من هذا الإحراج بكتابة عبارات كوميدية في الكتب المنهجية الدراسية ـــ على سبيل المثال ــ عبارة ( القائد العربي المسلم صلاح الدين الأيوبي ) وهو كردي !! وعبارة ( الفيلسوف العربي المسلم الفارابي ) وهو تركي !! بدلا من أن يكتبوا العالم المسلم فلان الفلاني لأن الإسلام يضم تحت لوائه كل الأجناس والقوميات ولقد اتخذوا حجة بذلك بقول مأثور وهو (ليست العربية بأحدكم من أب ولا أم وإنما من تكلم بالعربية فهو عربي ) واردفوه بقول لإبن تيمية (من تكلم العربية فهو عربي ومن انتسب لأب عربي فهو عربي ومن سكن ارض العرب فهو عربي ) فوقعوا في الازدواجية ومن المعروف أن القوميات التي تعيش في بلاد العرب تجيد الكلام باللغة العربية وتسكن ارض العرب وتحمل جنسيات أهلها العرب فلم هذا التناقض في الشعار والمعاملة والنظرة الدونية من قبل العربي إلى القوميات الأخرى؟ اعرف أن القومية انتهت أو شارفت على الانتهاء لكن بعد خراب مالطا ومازال هنالك بعض (الملعلعين ) على الفضائيات الذين يزمرون ويطبلون لها في عالم أصبح الفرد فيه ليس امميا فقط بل عالميا فانا عندما أشاهد الفضائيات وأتصفح ألنت اشعر بأنني إنسان عالمي وربما في السنوات القادمة سأكون إنسانا كونيا بأن تسنح لنا فرصة الاتصال بمخلوقات أخرى في الكون . ولكن هل تحقق الشعار ؟ الجواب كلا لأن نفط العرب أصبح للدول الغربية والغازات السامة الكيمياوية أصبحت للكاكات , وما حدث في الآونة الأخيرة بين مصر والجزائر من خلاف واختلاف من أجل كرة جلدية لهو دليل على تصدع وفشل للقومية ودعاتها فأين الوحدة العربية والمصير المشترك والتاريخ الواحد وغيرها من شعارات قومية فارغة ......الجواب ( بح ).










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد


.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد




.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد