الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الشرعيات الفلسطينية بين الوهم والواقع

زياد اللهاليه

2009 / 12 / 18
القضية الفلسطينية


لا يوجد قانون في العالم نوقش بأدق تفاصيله بقدر ما نوقش القانون الفلسطيني فكل فقهاء الفضائيات وفقهاء القانون والدستوريون والسياسيون والمثقفون والمهمشون والمسحوقون والأميون أصبحوا خبراء وفقهاء في القانون الفلسطيني وكل يدلو بدلوه حتى أصبح الدستور الفلسطيني يحفظ عن ظهر قلب وسبب الصداع للمواطن الفلسطيني والعربي
تعتبر السلطة الفلسطينية حالة استثنائية وفريدة في القانون الدولي وهي حالة مستحدثة بتركيبتها وأنظمتها وتشريعاتها ولم يحدث في التاريخ ان جرت انتخابات رئاسية وتشريعية تحت السيطرة الكاملة للاحتلال على الأرض والإنسان الا في فلسطين والعراق وأفغانستان مع الاختلاف الكلى والنوعي بين الاحتلال الأمريكي والصهيوني ويبدو أنها من ديمقراطية القرن العشرين او من سخرية القدر

منذ انقلاب حماس على السلطة في غزة وتعطيل المجلس التشريعي وحل الحكومة ونحن في جدل بيزنطي حول الشرعيات ودستورية الفرمانات الصادرة من هنا وهناك هذه الحالة الفريدة منذ أربع سنوات والتي سببت الصداع للمواطن الفلسطيني وأصبح يدير الظهر لهذا الواقع المرير الذي أوصلته إليه قياداته السياسية ممثلة بسلطته وفصائله دون استثناء 0

وعلى ارض الواقع لم يعد هناك قانون ودستور فلسطيني ناظم للحياة السياسية الفلسطينية فلقد عطل الدستور وإحكامه منذ ان اجتاحت الدبابات الإسرائيلية أراضي السلطة وحاصرة وقتلت ياسر عرفات وأبو على مصطفي واحمد ياسين وقادة فصائل العمل الوطني واستباحت الدم الفلسطيني على مرآي ومسمع العالم ,وعطل حينما رفض العالم الاعتراف بنتائج الانتخابات الفلسطينية ومنذ ان وضعت حركة فتح العصي في أدراج الحكومة التي شكلتها حركة حماس وحالة الفلتان الأمني التي اجتاحت الأراضي الفلسطينية وأودت بحيات العشرات من الأبرياء , ومحاولة إفشال تلك الحكومة , وعطل الدستور بعد التوقيع على اتفاق المحاصصه السياسية والتقاسم والوظيفي بين فتح وحماس عبر اتفاق مكة
نعم لقد عطل الدستور والقانون والقضاء حينما انقلبت حركة حماس على نفسها وعلى السلطة واحتكمت إلى لغة البنادق واستباحة الدم الفلسطيني في أبشع صوره وفصلت جزء أصيل من الوطن وقتلت العشرات وقطعت أوصال المئات من المواطنين تحت مسميات وشعرات واهية وما هي الا مبررات لاستباحة الدم الفلسطيني 0
في ظل الانقسام وغياب الدستور ووجود الاحتلال كقوي مسيطرة على أدق التفاصيل في الحالة الفلسطينية لا يمكن الحديث عن الشرعيات والنظام والدستور فهذه الحالة أفقدت الجميع شرعيته ولم يعد لأحد شرعية لا للسلطة ولا حتى فصائل العمل الوطني والإسلامي أصبحت شرعيتها وتمثيلها أمام علامة استفهام بعد ان استباحة دمه وقسمته الى عشائر وطوائف
في ظل الانقلاب على الدستور وتعطيله وغياب المصالحة والتوافق لا يمكن الحديث عن القانون وأحكامه ولا عن الشرعيات فالسلطة في غزة لها نظامها وقانونها الخاص ولا تأتمر او تلتزم بالقانون المعمول به في الضفة الغربية والعكس صحيح اذا عن إي قانون او شرعيات نتحدث ومن انقلب على الدستور والنظام لا يحق له الحديث عن الشرعي او الا شرعي , من أراد الاحتكام الى الدستور والقانون كناظم للعمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي عليه ان يقبل بالدستور رزمة واحدة ولا يحق له الانتقاء من الدستور كما يريد لخدمة أهداف سياسية وبرامج حزبية ضيقة ولتسجيل النقاط 0
أنني هنا اتسائل لماذا نتحدث عن الدستور في السلطة التشريعية والتنفيذية فقط ؟ ونغيب الدستور والقانون ولا نتحدث عن الاعتقال السياسي وحرية الرأي والتعبير وعن التعذيب داخل المعتقلات وحرية الانتقال من مكان إلى أخر والفصل الوظيفي من العمل بناءا على الانتماء السياسي والتضييق على وسائل الإعلام ومراقبتها وتحييد القضاء و و و و ………….الخ0

ان الحديث عن القانون والشرعيات هو هروب من الاستحقاق السياسي والمصالحة والوحدة الوطنية وهو فقط للمناكفات السياسية وتسجيل الأهداف في مرمى كل طرف على حساب الأخر
الحل الوحيد للوضع الفلسطيني هو سياسي بامتياز وليس قانوني على الجميع ان يدرك ذلك جيدا واعتقد إن الجميع يدرك ذلك فالمصالحة والمصالحة والمصالحة والتوقيع على الورقة المصرية والتوافق الوطني وفق وثيقة القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني وإصلاح منظمة التحرير وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وفق التمثيل النسبي في الداخل والخارج هي المفتاح الوحيد للحل ولا يوجد هناك مفتاح سحري لا من الداخل ولا من الخارج قادر على إخراجنا من عنق الزجاجة 0
على الجميع ان يدرك جيدا ان الوقت ليس في صالح القضية الفلسطينية وان الانقسام ساهم كثيرا في الاستفراد في قضيتنا الوطنية المصيرية فالقدس تهود وألاقصي على شفي الانهيار والمستوطنات قطعت الطريق على حلم الدولة والشوارع الالتفافية قسمت الوطن إلى كنتونات ومناطق عسكرية أمنية فالوطن بحاجة ماسة إلى وحدة وطنية والى تكاتف الجهود لمجابهة المخططات الصهيونية الهادفة الى تصفية قضيتنا ووجودنا 0











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية معبر رفح لسكان قطاع غزة؟ I الأخبار


.. الالاف من الفلسطينيين يفرون من رفح مع تقدم الجيش الإسرائيلي




.. الشعلة الأولمبية تصل إلى مرسيليا • فرانس 24 / FRANCE 24


.. لماذا علقت واشنطن شحنة ذخائر إلى إسرائيل؟ • فرانس 24




.. الحوثيون يتوعدون بالهجوم على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ا