الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعلموا من السود.....يامصخمين

يونس حنون

2009 / 12 / 19
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


قد تكون مقالتي مختلفة عن المعتاد لانها تتناول الحالة السياسية في العراق......فعذرا" لمن ينتظر المقالات الساخرة، وان شاء الله نعاودها قريبا جدا"
--------------------
عندما لعب العراق في بطولة كاس القارات لكرة القدم ضد فريق جنوب افريقيا صيف هذا العام ، كان الفريق الجنوب افريقي يضم لاعبا ابيضا واحدا هو دفاعهم الايسر ،و لاحظ الجميع ان كلما وصلته الكرة فان الجماهير كنت تطلق صرخات استهجان ضده (بوووووو) ،او هذا ماتصورناه...وكنت اتساءل كيف يستطيع ان يتعايش ويلعب مع كل هذا الاضطهاد الذي يلقاه من مواطنيه او الغالبية السوداء منهم . لكنه كان صلدا كالصخر في مركز الدفاع ..ولم تدم حيرتي طويلا اذ سمعت معلقا اجنبيا يقول : ربما تتصورون ان الجماهير السوداء تطلق صيحات استهجان بووووو لكنهم في الحقيقة يصرخون بوووووث اذ ان اسمه وليام بووث ، فهو محبوب جدا لدى الغالبية السوداء ،بل تبين انه متزوج بسيدة سوداء كانت ملكة جمال البلاد ولديه منها ولدان ....

تخيلت لو ان فريق المنتخب العراقي وهو يلعب في ملعب مدينة الثورة الدولي عام 2005 وبين لاعبيه مدافع اسمه (على سبيل المثال) عمر التكريتي ماذا كان سيحدث ؟ اكيد ان الجمهور سيصرخ ليس بوووو بل يبوووو..... نحن البلد الذي لم تعرف التفرقة طريقا لها بين ابنائه البسطاء مئات السنين رغم انها كانت على الدوام هاجسا لدى معظم القادة والزعماء الذين ابتلانا الله بهم قبل التغيير وبعده .....

لنعود الى جماعة بووث

هل تعلمون مقدار التفرقة التي ميزت البيض في جنوب افريقيا والبالغة نسبتهم 9% فقط من السكان والذين وصلت اولى طلائعهم وعددها 91 شخصا" فقط من المستوطنين الى جنوب افريقيا عام 1652 مقابل 91% من السود والملونين ؟ كان هناك قانون السيد والخادم مطبق منذ عام 1856 في البلاد والذي جعل من السود شبه عبيد باجور زهيدة للبيض ، النظام العنصري اعدم خلال سنوات تطبيق الفصل العنصري الاف السود من الذين ناظلوا لنيل حقوقهم كغالبية وكسكان البلاد الاصليين

لكن تلك البلاد كانت محظوظة بدءأ بتولي رئاستها عام 1989 من قبل احد البيض الشرفاء الذين سعى لاعادة الحق الى اهله وهو دي كليرك ، والاهم وجود قائد تاريخي عظيم بكل معنى الكلمة للغالبية السوداء هو نيلسون مانديلا،سجنه النظام العنصري 27 عاما ،وعندما اجبر على اطلاق سراحه خرج وهو لايفكر بالانتقام ولا باجتثاث العنصريين ولا بتكوين جيش المهوتي ولا هيئة علماء الافارقة...الشيء الوحيد الذي فكر به كان المصالحة والمسامحة والتسامي فوق الجراح والمشاعر المختزنة ليحقق اكبر معجزة تصالح بشرية بين مكونات شعب كانت تتبادل الكراهية وعدم الثقة مئات السنين

لم تحدث اية مجازر رغم المرارة ورغم سنوات القهر والاذلال ...

لكن بسبب مامر بالسكان الاصليين فان توجسهم من البيض ظل حيا في قلوبهم بعض الوقت بعد تولي مانديلا رئاسة البلاد عام 1994، حتى جاءت بطولة العالم في الركبي التي اقيمت في جنوب افريقيا عام 1995 والتي كانت منعطفا خطيرا امام الرئيس مانديلا ...فالفريق الوطني لجنوب افريقيا في تلك اللعبة كله من البيض عدا لاعب واحد...وعندما لعب الفريق المباراة الافتتاحية ضد انكلترة كان المشجعون الافارقة يشجعون منتخب انكلترة ضد المنتخب الذي يمثل بلادهم لان فيه عدد اكبر من اللاعبين السود، وشعر مانديلا بالخطر، لكنه كان مصرا" على سحق اخر النزعات التفريقية في البلاد ...فكان ياتي الى الملعب وهو يرتدي فانيلة فريق بلاده ويقفز ويهتف ليشجع لاعبيه البيض الذين ينتمون الى نفس العرق الذي عذبه واذله سنوات طويلة لكي يعطي القدوة الحسنة لاتباعه، وتدريجيا تغيرت المشاعر.... وبدا الأفارقة يتفاعلون مع فريقهم الوطني رغم اللون الابيض ،فانطلقوا يشجعونه حتى فاز بتلك البطولة.....وقبرت الى الابد نوازع التفرقة بين ابناء الوطن الواحد

من اين ناتي بمانديلا عراقي....وكيف نلغي هذا الكم من الكراهية والاحقاد التي اججها زعماء الزمن العفن السابق وزعماء الزمن النتن الحالي ...... رئيس اتحاد الكرة العراقي يعيش في عمان فقط لانه سني ولهذا لايعجب قشامر حكومتنا لانهم يتصورون ان الرياضة العراقية لايمكن ان يقودها اناس لايبوسون يد السيد وياخذون توجيهات سديدة من المرجعية التي تمتلك خبراء دوليين في كرة القدم وعلى راسهم المنغولي سيد مقتدى خبير تسجيل الاهداف السامية حبيبي .

انا شيعي... وسابقى احب حسين سعيد (ابو عمر) لكل ماحققه للبلد وسابقى اتذكر بفخر هدفه القاتل في مرمى جارة السوء ايران.....اما تهمة كونه من ازلام عدي فاذكر الطائفيين انه احد اللاعبين المعدودين ومعه الابطال رعد حمودي وفلاح حسن وقلائل آخرين رفضوا خلال الثمانينات الانتقال من نواديهم الاصلية رغم كل الاغراءات الى النادي المسخ الذي اسسه المقبور عدي تلك الفترة (نادي الرشيد ) ليضمن ولاء الرياضيين له ،في حين تراكض باقي اعضاء المنتخب الوطني ليكونوا بامرة ذلك الساقط.... ربما خوفا وربما طمعا وربما تجنبا للبهذلة... لكن حسين ورعد وفلاح ابوا ان يتركوا الطلبة والشرطة والزوراء....فمن يستطيع ان يزور ذلك التاريخ؟.

ارجوكم كفى تمزيقا لما تبقى لنا من خيوط لحمة تربطنا ببعضنا

دوسوا على كل مفرق شمل من الطائفيين الاقذار ولا تفكروا الا بالعراق الواحد الذي لايعيش فيه الا العراقيين الشرفاء

ليكن رئيس الاتحاد تكريتي او نعيمي او موسوي او اتروشي بشرط ان يكون من ابناء الرياضة الاصلاء وليس دخلاء من حرامية المزبلة الخضراء ....فبأي منطق يريد صاحب شهادة اختصاص في شؤون المرجعية (سامعين بهيجي ضراط؟) ان يقود الرياضة في بلادنا

نعم لتكن هناك انتخابات في موعدها الطبيعي وليس موعد يحدده علي الزبال ،وليصل الى المنصب من يختاره الباقون بحرية ، وعلى حسين سعيد عندها ان يتنحى بكل ارادته ويخضع لشروط الديمقراطية

لكن انتخابات اتحاد الكرة ليست مايشغلني

بل انتخابات مجلس النواب هي المقصد ، فاما مجلس اوادم ،واما مجلس كلاب(وبدون اعتذار لاحد)

ارجوكم اقرأوا قصة جنوب افريقيا ،فربما نتعلم الدرس ونطبقه عند الانتخابات التشريعية القادمة.... فنكنس الى الابد كل نذل لديه عناوين اهم من العراق خاصة العناوين الدينية والطائفية وارتباطات العمالة لجيران الشر كالسعودية وايران والتي كانت اهم اسباب خراب البلد

تذكروا وليام بوووث ونيلسن مانديلا ياعراقيين

الانتخابات على الابواب.... فاما الخلاص والكرامة...او الذل الابدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خذ المثل كله
سعد الخير ( 2009 / 12 / 19 - 11:20 )
اتفق مع كلامك بدون البذاءات ولكنك نسيت ان جنوب افريقيا تشكلت فيها لجنة للمكاشفه ومثل امامها كل من ارتكب جرما واراد ان يبدي ندما ويعتذر للمجني عليهم ومن يرفض يساق للمحاكم ويصدر بحقه حكم القضاء ولم يرفض ذلك الا رأس النظام الرئيس بوتا فأحيل الى القضاء اما الباقون فندموا واعتذروا وبكوا امام القس دزموند توتو وهذاالذي انهى الصراع وليس الركبي ولا كرة القدم ولا قفزات مانديلا العظيم هذه امور قد تكون ساعدت ولكن الاساس كان عند لجنة القس توتو وماذا عندنا هل خرج احد ازلام النظام القمعي ليعتذر او يقر بخطيئه او خطأ ارتكبه بل يتفاخرون من الطائفي وفيق السامرائي الى اتفه مخبر في اجهزته القمعيه .تشكلت لجنة اجتثاث البعث فقامت الدنيا ولم تقعد وبدل ان تعاقب المذنبين قامت حكومتنا الرشيدة بأسترضاء المجرمين واهمال الضحايا لانهم لا خوف منهم اما بقايا القمع فيبتزون الحكومه والشعب بقتل المدنيين بمباركة العرب والمسلمين بحجة مقاومة المحتل .لاوجه للمقارنة ياسيد حلون اعطنا دزموند توتو لتحصل على نيلسون مانديلا واعطنا الاثنين لتحصل على فريق كرة قدم فهذا ترف للعراقيين الان ياسيد حلون لا يقدرون عليه


2 - واين للعراق بمثل نيلســـون مانديلا
كنعان شماس ايرميا ( 2009 / 12 / 19 - 22:29 )
ما احوج العراق الى التســــامح والغفران والاعتراف بالخطا وطلب العفو من بعثيين بدو اذلوا العراقيين واسلاميين فرس ارغموا جنود العراق الاسرى على اكل الخـــــرة لو ان محكمة عراقية عادلة تستطيع ان تجـــــز راس البعثي العربي الذي كان يذل والفارسي المسلم الذي كان يرغم بتهمة اهانة كرامة الانســـان كان يمكن ان يكون في العراق امان

اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر