الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا ننتظر من البرلمان الجد يد

عبد الزهرة العيفاري

2009 / 12 / 19
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


بعد الضجة في مجلس النواب
ماذا ننتظر من البرلمان القادم ( 2 )
الدكتور عبد الزهرة العيفاري
• لنضع نصب اعيننا ان العراق له خواصه الفريدة بين الدول الاقليمية .
• من اولويات الاعمال التي ننتظرها من البرلمان تعديل الدستور والقوانين الاخرى .
• في عهدة البرلمان القادم : تأكيد تحريــر انسانية المرأة العراقية ومكافحة الافكار الظلامية تجاهها .
يعول السياسيون والمثقفون التقدميون العراقيون الكثير على الانتخابات النيابية القادمة . وبهذه المناسبة ينبغي ان نشير الى حقيقة عشناها جميعا ً عندما كان الاحباط شديدا ً لدى ابناء الشعب بسبب نتائج انتخابات القائمة المغلقة التي اعطت لونا قاتما للنظام ما بعد تلك الانتخابات بصورة غير متوقعة للوطنيين . حيث سلكت الدولة طرقا ً قد يمة قد لفظها الناس منذ زمان بعيد اللهم الا طوائف متخثرة بقيت جاثمة على ركبتيها امام اوثان الماضي السحيق الذي افقد المجتمع الكثير من انسانيته . وبما ان القائمة المغلقة وما رافقها من نشاط دعائي غير نزيه قد افرخت سلطة شغل اصحاب العمائم موضع العمود الفقري منها وجدنا انهم البسوها ثوبا ً طائفيا ً يكاد يكون رسميا ً بتبنيها ( مثلا ً ) الطقوس الدينية المتزمته والاتجاهات السلطوية المستوردة اصلا ً من ايران الصفوي ودولة الفقيه الذي اخزى نفسه الان امام العالم . خاصة انه بصورة علنية اعلن الارهاب ونفذ الاعدامات ضد الشعب الايراني وشبابه الثائر ووضع المرأة تحت الحكم القروسطي البغيض وما الى ذلك من تبعات متخلفة . اذ بدت عندنا ايضا ً وبصورة علنية تدخلات مماثلة ل ( الدين الاسلاموي والدروشة ) . فاحتلت اقدام الد ين الاسلاموي المسيّس كافة الوزارات وحتى الاعلام والفضائيات والمدارس ... حتى تصاعد الى الحياة العامة . وكان طبعا ً مشوبا ً بالنعرات الاجتماعية البالية والظلامية الدينية الاسلاموية والانتهاكات تجاه المرأة وحرية المواطنين عموما ً . ثم كان ما كان. والعراقيون عليمون بكل ماجرى . واصبح لهم موقفا ً سلبيا ً بصورة مبد ئيةً منه .
اما الان ، وعندما جري الكلام عن انتخابات ما بعد التجربة البرلمانية الاولى ، وما اكثر دروسها كما لاحظنا . لم يعد سرا ً للجميع ، سيما بعد الضجة التي اثيرت خلال " استجواب " وزارات الامن !!!! ان العراقيين في الوقت الذي يتهيأون فيه لانتخابات قادمة وهي انتخابات لها مميزاتها ظهر انهم يعيشون احلاما ً وردية ، يتمنون صادقين ، الظفر بتحقيق امالهم العريضة ليس فقط بنيل الديمقراطية والحريات الاجتماعية والشخصية بل وينتظرون من الحكومة القادمة ان تعمل وفق برنامج وطني وديقراطي متكامل يحوي الحل الامثل لمشكلات البلاد التي يجد المواطن شخصيته المكرمة ، المعززة فيها . علما ان المشكلات التي يتكلم عنها المواطنون يمكن ان نجدها ونسمع عنها حيث يتواجدون في المجالس والمقاهي والشوارع والمدرسة .... وغيرها . اما تبويب تلك المشاكل فهو من واجب المخططين الاقتصاديين الذين لهم اطلاع باقتصاد بلدهم وحتى جغرافية تلك المشاكل . ونعني بذلك : الاطلاع على شؤون المحافظات وطبائعها وتقاليد اهلها اضافة الى ثرواتها المعروفة بها .
الخواص العراقية :
ثم ينبغي النظر الى العراق منذ البداية من زاوية غاية في الاهمية . وهي تتعلق بكون العراق دولة غير عادية بموقعها وتقاليد سكانها وحبهم للحياة الكريمة والعمل الدؤوب وبنسبة الايادي العاملة الماهرة فيه . والاكثر من كل هذا امتلاك العراق لثروات طائلة مخزونة في ارضه اضافة الى جيش لجب من العلماء متعددي المواهب والمعروفين بوطنيتهم الصادقة والمتميزين على المستوى العالمي. على ان مشاكل العراق ليست قليلة ايضا ً . نتناول منها المشاكل ذات الصفة الاقتصادية والاجتماعية الملحة ، اي التي يتطلب الامر ادراجها في جدول الاعمال منذ اليوم الاول من انتخاب الحكومة من قبل مجلس النواب الجديد .
التركة الثقيلة :
فبا لـرغم من ان الحكومة القائمة اليوم قد انجزت اعمالا ً ليست قليلة من حيث الاهمية الامنية والاقتصادية ولكنها لا تساوي الا جزء ً بسيطا ً مما يجب انجازه . فالعهد البائد قد افقد العراق الكثير من امكانياته وثرواته وشرد ابناءه ونشر العصابات التي كانت المادة الاولية للارهاب والجريـمـة بعد السقوط . ثم انه خرب الاخلاق والعلاقات بين الناس قبل تخريبه للانظمة والقوانين وحتى جزء كبيرا ً من البنى التحتية . وقد كشفت الايام بما لا يقبل الجدل ان العهد البائد بدد الكثير من ثروات العراق وقضى على التقاليد الاجتماعية الخيرة لدى المجتمع المدني والقروي عندنا ودمر الاسس التي كانت تقوم عليه الثقة بين الناس . ومن هنا يجب التئأكيدعلى اعادة الطمأنينة والسلام الاجتماعي بين افـراد السكان وتوطيد الامن اكثر فاكثر . فالتركة ثقيلة واصلاح ما افسده البعث في المجالات الفكرية اثقل مـمــا كتبته وتكتبه الاقلام . ويعلم الوطنيون ان اعداءنا كثيرون . والعالم متشاكس ومتعاكس . واصبح عدد الاصدقاء قليل في العالم من جراء احتدام التناقضات وتعاكس المصالح ولم يبق مكان الا للاقوياء فيه . والقوة تكمن ليس فقط في القوات المسلحة وحدها . فالقوات المسلحة الضاربة تعتبر عمودا ً من اعمدة جبروت الدولة ولـكـنها تحتاج الى المساندة الشعبية التي لا تتم الا بنشر الامان وتوفير فرص العمل وزيادة الدخل لدى المواطنين وتأ مين الشروط والظروف الديمقراطية والاسباب الطبيعية للعـيـش . وبخصوص قوة الدولة امام العالم لابد من ذكر قوة الاقتصاد الوطني . وجلب الاعتراف بالعملة في الاسواق الداخلية والعالمية . وتعدد مصادر الدخل الوطني واتباع السياسات التي تبعد الدولة من الازمات بين الدول او الازمات الاقتصادية المفاجئة والدورية . وعلى الحكومة القادمة بذل اقصى الجهود لتقوية الاسس التي يقوم عليها القطاع الخاص وخلق الارتباط بينه وبين القطاع الحكومي الستراتيجي . اما جهود الدولة في منع المضاربات والاحتكار واقتصاد الظل في اوقات التضخم والازمات فهو امر قد اصبح معـروفا ً على المستوى العالمي .
تعديل القوانين والدستور :
و سيواجه العراق مهمات غير قليلة في ظروف البرلمان الجديد ولكنها مهمات قابلة للحل في حا لة نجاح الفكر الوطني في تنظيم الانتخابات وفي تحسين التركيبة البرلمانية . فينتظر مجلس النواب اضافة الى اهتماماته في تنفيذ برامج الخدمات انه مطالب ان يقوم مباشرة بتعـديل القوانين والدستور والتعليمات التي كتبت في حينها تحت ضغط وارادة المحاصصة والتوافق بين مصالح الاحزاب والجماعات والميليشيات الاسلاموية والجهات القومية المتطرفة . هذا اضافة الى ( تنظيف ) الدوائر والوزارات من الموظفين الطائفيين ومزوري الشهادات " العلمية " والمتهمين بالفساد المالي . ثم اعطاء اهمية خاصة الى اجراء اصلاح جذري في تركيبة وبرامج وادارة وزارة التربية خاصة وهي المسؤولة عن تعليم النشء الجديد بينما هي اضعف الوزارات في بلادنا .
الفيدرالية :
اننا نعتبر كذلك من اولويات سياسة الحكومة الجديدة ( بعد الانتخابات ) يجب ان يجري تثبيت حل مجموعة من الاشكاليات التي وقع بها العراق الجديد وبضمنه المنطقة الكردية واخواننا الاكراد بعد تأسيس الفيدرالية في ظروف لم يكن بها الوطن مهيأ لنظام تقدمي من هذا النوع . ومما زاد في الطين بلة تلك البنود الخاطئة والمتطرفة في الدستور حول النظام الفيدرالي وتلك المغالاة القانونية المهلهلة التي سببت تغليب الشعـور القومي على الـوطني ( بدون المساواة بينهما ) مما ابعد عمليا ً الاخوة الكرد عن العرب وبجانب هذا لم يحصل الاهتمام الضروري للتركمان والجماعات الدينية مع انها جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي وشملها كل ما شمل العراق من ويلات ومصائب . اما بخصوص الفيدرالية فعلى قيادتها ( برأينا ) ان يقلعوا عن رغبة التوسع و الاستحواذ على مناطق جغرافية تحت تسمية " المتنازع عليها " . هذه التسميات الجديدة التي نشأت بعد ظهور الفيدرالية . وهي مادة تفرق ولا تجمع كلمة ابناء العراق . واذ نرى ذلك فاننا ننطلق من موقع الحرص على العلاقات الوطنية والابتعاد عن الاستفزاز . فالعلاقات الاخوية بين العرب والاكرادوالتركمان هي النجمة الهادية التي تقود الى الخير والسلام الوطني . واذا كان الاحتراب والعمليات المسلحة في العهود السابقة عليها الكثير من الملاحظات والانتقادات ( من منطلق مفاهيم الحرب والسلام ) ، فان العودة الى الاحتراب والعمليات المسلحة في ظروف الحكومة الوطنية التي نحن فيها ، والمستقبل الديمقراطي الذي نطمح اليه ، يؤلف جريمة تجاه الوطن بدون ادنى شك . واذا حصلت الحركات القومية الكردية سابقا ً من الشعب العراقي في الوسط والجنوب والمناطق الغربية التأييد والمساندة وحتى الانخراط بالعمليات الحربية والاستشهاد ضد الانظمة الدكتاتورية بجانب الكرد فان الامر اليوم يختلف عن الامس . وهذا القول يؤيده ليس العرب وحدهم بل واكثرية الشعب الكردي ايضا ً . ان ابناء الشعب الكردي اخوة لابناء الشعب العربي في العراق . وسيكونون هكذا في المستقبل ايضا ً . ويتذكر الجميع ان تجار و كسبة و موظفو الدولة من الاكراد بما فيهم رجال امن وضباط وغيرهم ، كانوا مكرمين ومبجلين في كل مدينة اوقرية في جنوب العراق يذهبون للعمل فيها او يتخذونها موطنا لهم . والعقل الرجولي اليوم يفرض على السياسيين الكرد والعرب العمل الجاد على اعادة امجادهم الاخوية الاولى التي صنعوها بايديهم ويستبعدوا احتمالات الاحتراب .
المرأة العراقية :
وبصدد واجبات مجلس النواب القادم فمن بينها ايضا ً ان يأ خذ على نفسه منذ البداية تقديم المرأة العراقية كعنصر كامل الشخصية نا بذا ً الوصفات الظلامية التي تنتقص من انسانية المراة . اذ لا يكفي الكلام المعسول والعبارات البراقة الخالية من اللباب تجاه امهاتنا واخواتنا وبناتنا ... . فيمكن ببسـاطة ان تصبح المرأة ضابطا ً وقاضيا ً وسفيرا ً ورئيسا ً للدولة ...الخ شأنها شأن الرجل . على ان يقوم البرلمان بتشريعات دستورية تضمن هذه الحقوق الطبيعية للعنصر النسوي وترفض علنا ً التخرصات والصفات المهينة تجاه المرأة . وبهذا سوف يكسب البرلمان لعراقي الاحترام لقاء ذلك امام شعوب وبرلمانات العالم .
*****
في الواقع، هناك مجموعة كبيرة من المهام ستواجه الحكومة التي ستنبثق مباشرة بعد الانتخابات ، منها السياسية والاقتصادية ومنها ما يتعلق با لعلاقات الدولية ومكانة العراق فيها ... !!! . وهذا ما سنكرس له القسم 3 من المقالة .
الدكتور عبد الزهرة العيفاري موسكو 19/12/2009

































التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خير
حمورابي ( 2009 / 12 / 19 - 09:50 )
اخي عبد الزهرة ....لا تامل خيرا من المجلس القادم ,فسيكون مثل الحالي او اسوا طالما ان اغلبية الشعب اميون او شبه اميون وينجرون وراء الفتاوى كالقطيع .تحياتي

اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز