الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن مشروع للحياة

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2009 / 12 / 19
ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟


عندما تصفحت الحوار المتمدن لأول مرة أدركت أنها مشروع للحرية نشأ فى عالم ينتمى إلى ثقافة شيخ القبيلة التى تمجد الدكتاتور ميتاً كان أو حياً ، لهذا كان الحوار صعباً فى مجتمعات ورثت القيود والأغلال والسجون والإذلال لكل فكر ومفكر يتجرأ أن يخرج عن ثقافة وسياسة القطيع التى يفرضها الموروث الثقافى الجامد الذى عفا عليه الزمن.
مع مرور الأيام والشهور والسنوات وجدت أن الحوار المتمدن أصبح مشروعاً للحياة يواجه مشروعات الموت التى تنتشر فى مجتمعاتنا ويروج لها بمختلف الوسائل عملاً بالمقولة " الغاية تبرر الوسيلة " ، وبدأت تخرج على صفحات الحوار المتمدن أقلاماً جديدة وأفكاراً جديدة تستعيد دور العقل فى حواره مع مسببات الجهل والتخلف ومعوقات التقدم ، ليستعيد الإنسان إنسانيته ليقف جنباً إلى جنب العقول المفكرة والمبدعة التى تحترم إنسانية الإنسان .
بدأ الحوار المتمدن يشجع الكثيرين على الخروج من ظلام الماضى ليواجهوا القيود المفروضة على عقولنا ، ليصنعوا غداً أفضل لكل إنسان يريد أن يستخدم عقله ويشارك فى بناء حياته وحياة الآخرين بالأسلوب العلمى بعيداً عن الخرافات التى تلغى عمل العقل وتجعل من الفرد مجرد دمية يحركها فكر الآخرين .
أستمرار الحوار المتمدن للسنة الثامنة يجعلنا واثقين من أستمرار زرع مبادئ الحوار وأحترام الرأى الآخر بالرغم من تراجع مستوى بعض التعليقات على المقالات المنشورة ، لكن هدف الجميع هو النهوض بالفكر العربى نحو المستوى الإنسانى الذى يليق بطبيعة البشر وما يملكون من عقول هى مشروعات للحياة والبناء والتغيير نحو الأفضل .
من الطبيعى فى كل مشروع إحتوائه على بعض الثغرات التى بمرور الوقت سيعالجها حتماً وقد أشارت إليها الكثير من المقالات التى كتبها أصحابها بمناسبة العيد الثامن للحوار المتمدن ، وأعتقد أنه فى كل فترة من فترات حياة الحوار المتمدن ستبرز إلى السطح ثغرات جديدة لتعطيل مشروع الحرية والحياة ، ومع ذلك سيتم معالجتها فى مكانها وزمانها .
إن الحوار المتمدن الذى ولد فى القرن الواحد والعشرين فى وقت وجدنا الإنسان قد تراجع وأصبح يفكر ويتصرف وكأنه يعيش فى القرن العاشر ، لكن الحوار المتمدن أستطاع أن يثبت أقدامه ويثبت أفكاره التنويرية التى تعمل على إشعار القارئ بأن هناك شعاعات من النور تأتيه وسط كلمات وصفحات الحوار المتمدن لتنير له طريق الحياة والمستقبل وتكشف له الظلام الذى يسيطر عليه من ثقافة الغيبيات .
خلال السنوات الثمانى من عمر الحوار المتمدن ، تجمعت لديه مئات الآلاف من المقالات والتى تستحق أن نطلق عليها موسوعة الحوار المتمدن الثقافية التى يمكن للحوار المتمدن جمعها فى كتاب ألكترونى وإصداره فى مكتبة التمدن.
شكراً لأسرة الحوار المتمدن على ما أتاحوه من حرية لكل إنسان أن يعبر بقلمه بشرط أن يحترم رأى الآخر ، شكراً للحوار الذى أحيا فى نفوسنا الفكر الإنسانى الذى كان فى طريقه إلى الأختناق والموت ، شكراً للحوار المتمدن وإبداعاته المختلفة التى أثرى بها حياتنا وجعلنا نعيش وسط مجتمع الحوار الذى يجتمع فيه الجميع بضمير بشرى هدفه الوحيد التقدم والتنوير للإنسان صانع الحياة الحقيقية فى مجتمع اليوم والمستقبل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار