الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساركوزي يدق المسمار الأخير في نعش الحضارة الغربية

عاهد ناصرالدين

2009 / 12 / 19
العولمة وتطورات العالم المعاصر


مهما قام الثعبان بتجديد جلده الأملس؛فإنه يبقى ثعبانا ينفث سمومه القاتلة الفتاكة ،وكذا الغرب ؛فإن صورته الإستعمارية هي هي ،لا تتغير ولا تتبدل ، غيّر من أساليبه أم لم يغير،ومهما تفنن قادته،واستعملوا بديع الكلام ومحسناته،فكلها نابعة من مبدأهم وحقدهم ،ولا تريد إلا الهيمنة والسيطرة ؛فقد أتت أمريكا للعراق ووعدت شعب العراق بالعيش الرغيد بعد أن تخلصه من- ظلم صدام - ،فإذا بالصواريخ والقنابل بدلا من الورود والمواد الغذائية تنهال على أهل العراق وتطال الحجر والبشر والشجر .
وقد اعتمدت الكذب في حربها ،وأعلنت أنها ستخلص الشعب العراقي ؛ والحقيقة أن أمريكا تقصد نفط العراق ومكانته الإستيراتيجية .
وصرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن البرقع أو النقاب الذي يغطي المرآة من رأسها إلى أخمص قدميها يشكل "علامة استعباد" وأن ارتداءه "غير مرحب به" في فرنسا،وأن البرقع " ليس رمزا دينيا "،وأن النساء المرتديات للنقاب بأنهن " سجينات خلف سياج ومعزولات عن أي حياة اجتماعية ومحرومات من الكرامة".
ومؤخرا وبعد الإستفتاء الذي أجرته سويسرا حول منع بناء المآذن عبر عن تعاطفه مع الناخبين السويسريين الذين اختاروا حظر المآذن، بينما كان يحاول فرض نفسه في النقاش الدائر حول الهوية الوطنية التي دشنها في الشهر الماضي.
وأضاف ساركوزي في مقالة لصحيفة لوموند، إن نتيجة الاستفتاء السويسري أظهر كم من المهم بالنسبة لفرنسا تحديد هويتها. "لكن بدلا من إدانة السويسريين من جهة، ينبغي أن نحاول فهم ما حاولوا التعبير عنه وما يشعر به الكثير من الناس في أوروبا، بما في ذلك الناس في فرنسا". وأضاف قائلا "لا شيء سيكون أسوأ من إنكار الحقيقة".
وكتب موجها رسالة إلى المسلمين "إن أي شيء يمكن أن يبدو على أنه تحد لفرنسا في تراثها المسيحي والقيم الجمهورية من شأنه أن "ينتهي بالفشل" والإسلام المعتدل في فرنسا".
وتظهر استطلاعات الرأي القلق المتزايد من بلوغ تعداد المسلمين إلى ستة ملايين مسلم.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي في الأسبوع الماضي أن ستة وأربعين في المائة مع حظر بناء المآذن، وأن أربعين في المائة ضد حظر بناء المآذن. وأكثر من أربعين في المائة يعارضون بناء المساجد، مقارنة مع تسعة عشر في المائة فقط يؤيدون بناء المساجد .
ووفقا لبريس أورتفو وزير الداخلية فإن في فرنسا أربعة وستين مسجداً بمآذن لكن سبعة فقط بالطول الكامل لمئذنة .
وليس هذا فحسب؛فقد أثار نيكولا ساركوزي النقاش حول الهجرة حين وجه تحذيرا للمسلمين بممارسة شعائرهم الدينية سرا وإلا واجهوا الرفض من قبل الإسلام المعتدل في فرنسا.
أتت الحضارة الغربية ولا تريد إلا الإستعمار ، وتم ورفع شعار رفع الظلم والحرية ،ولكن على طريقته ،وما يدعو إليه من فصل الدين عن الحياة ،والديمقراطية تقدس الحريات؛ فالحرية في المفهوم الغربي ليست تحرير الإنسان من الرق؛ فالرقيق لم يعد لهم وجود. وهي ليست التحرر من الإستعمار؛ بل هي التي تستعمر الشعوب، فلا يظن أحد أن الحريات الغربية هي معارضة الاستعمار، بل هي الإستعمار نفسه،وها هم رموز الحضارة الغربية يدقون المسامير في نعشها ،المسمار تلو الآخر .
إن حرية المعتقد أو العقيدة عندهم تعني إعطاء الحق للإنسان أن يعتقد العقيدة التي يريدها دون ضغط أو أكراه كما يحق له أن يترك عقيدته ودينه للتحول إلى عقيدة جديدة أو دين جديد, وفي نظرهم يحق للفرد التحول إلى النصرانية أو اليهودية أو البوذية أو الشيوعية بمنتهى الحرية.
ولكنهم يتخلون عن هذه الحرية حسب تصريحات ساركوزي واستفتاء سويسرا .
ويجوز في ظل الديمقراطية للفرد أن يحمل أي رأي أو فكر وان يقول أي رأي أو فكر وأن يدعو لأي رأي أو فكر،وأن يعبر عن ذلك بأي أسلوب وليس للدولة أو للأفراد حق منع أي إنسان من ذلك, بل إن القوانين تُسَن عندهم لحماية حرية الرأي, وتحمي الآراء التي تخالف الدين أو تتهجم عليه ولو كانت تهاجم الأنبياء والرسل ، كإساءة بابا الفاتيكان للرسول- صلى الله عليه وسلم ، وإساءة الرسام الكاريكاتيري للرسول – صلى الله عليه وسلم – واعتبار هذه الإساءات حرية رأي .
ما الذي جرأ ساركوزي على توجيه تحذير للمسلمين بممارسة شعائرهم الدينية سرا وإلا واجهوا الرفض من قبل الإسلام المعتدل في فرنسا.
وما الذي جرأ ساركوزي على الإفك على الإسلام وعقيدته، والطعن بالحجاب والجلباب ؟ ما الذي جرأ الغرب على الطعن بالإسلام ووصمه بالإرهاب ؟ لو كانت خلافة المسلمين قائمة لما تجرأ ساركوزي ولا غيره على تشويه الإسلام ؟
ما الذي حمل أهل العالم الإسلامي على الإسلام وحمل أهله رجالا ونساءً على الإلتزام بأحكامه ، وآي الذكر الحكيم يصدع {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} والحديث الشريف يعلن (من كان على يهوديته أو نصرانيته فإنه لا يفتن عنها)؟ ثم ما الذي يجعل البلاد المفتوحة تتخلى عن دينها وتتمسك بدين المجاهدين الفاتحين، وتعض عليه بالنواجذ، وتحمله وتنشره وتدافع عنه بأشد مما يصـنـعـه الفاتحـون؟ ونحن نرى ونسمع أن الغرب المستعمر عندما يحل بأرض يستعمل كل قوته وجبروته لجعل الناس يحملون قيمه وأفكاره لكنهم يلعنونه صباح مساء حتى يزول دون أن تغير البلاد المستعمَرة دينها؟!
وفي الختام :-
رغم إيجاد الإسلاموفوبيا ( كراهية الإسلام ) لتكون حاجزا دائما بين أوروبا والعالم الإسلامي، واستغلال المؤسسات الإعلامية الرئيسة في أوروبا والنخب السياسية الحالة المشاعرية لدق إسفين دائم بين أوروبا والعالم الإسلامي.
رغم ذلك كله فإن أعداد المسلمين تتزايد في العالم؛فربع سكان العالم مسلمون منهم اثنان وأربعة أعشار في المائة في أوروبا، وصرح خبير أميركي بارز في شئون الشرق الأوسط أمس إن أوروبا سيكون بها أغلبية من المسلمين بنهاية القرن الجاري وذلك بناء على الاتجاهات الديموغرافية وحركات الهجرة الحالية. وقال برنارد لويس الأستاذ بجامعة برنستون ومؤلف العديد من الكتب حول الشرق الأوسط في حوار مع صحيفة «دي فيلت» الألمانية «إن أوروبا ستكون جزءا من المغرب العربي .
لقد سقطت كل المبادئ وها هو ساركوزي يدق المسمار الأخير في نعش الحضارة الغربية التي تنحدر بتسارع نحو الهاوية والسقوط ،ولم يبق إلا الإسلام ،لذلك يريدون الآن أن يلبسوا الحق بالباطل بعد أن تلمست الأمة طريق النهضة .
قال عزوجل {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ }النور39.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسلامفوبيا
عراقي ( 2009 / 12 / 19 - 14:48 )
تحية طيبة لك , تقول يوجد 6 ملايين مسلم في فرنسا , واضيف ان هناك 30 مليون مسلم في اوروبا , وعشرة ملايين في اميركا , صحيح ان الغرب كان بحاجة الى الايدي العاملة, ولكنه كان يستطيع ان يسمح لمسيحيي الشرق فقط بالهجرة اليه اذا كان هناك توجه ديني في الموضوع . ما الذي جعل الغرب يسمح لهذا العدد من المسلمين بالهجرة اليه والان يتخوف منهم ؟ اسأل هذا السؤال واتمنى منك سيدي ان تجيبني عليه . مع التقدير


2 - منذ متى اصبح النقاب رمز ديني؟؟ !!
سعودي ( 2009 / 12 / 19 - 16:06 )
فرنسا و سويسرا معذوره ان ارادت الحد من الاسلام المتشدد على اراضيها. ما زلنا لا نسمح بممارسة الغير العبادة بحرية حتى داخل منازلهم فليس لنا الحق ان نحتج على ممارسات ديموقراطية تحت سقف الدستور. و من بدأ كان اظلم! مع تحياتي


3 - من فضلك ايها الكاتب وضح اكثر
سارة ( 2009 / 12 / 19 - 16:22 )
المسلمون الذين ينادون باقامة الخلافة الاسلامية اصبحوا خطرا يهد السلم العالمي هذه حقيقة
خطر على المسلم نفسه-
لا يريدون التعايش السلمي مع الاخر المخالف له يريدونه ان يتبعهم
هو بالعافية؟ وشوف الوقاحة في عقر دار الانسان الغربي يفرضون عليه اراءهم


4 - الى بيستحوا ماتوا
مواطن ( 2009 / 12 / 19 - 17:41 )
اخى الكاتب
قل لى اى دولة اسلامية فيها حريات دينية ؟
قل لى اى دولة اسلامية تحترم الفكر الاخر والمعتقد الاخر؟
قل لى اين الشيعة يحترمون اسلنى والعكس ؟
بدل محاولتك نقد الاخر ؟ الرجاء اصلح نفسك اولا
لا احد يحارب دينك
انت تحارب الاخر
كل ما يحدث فى العالم هو رد فعل للتخلف الاسلامى


5 - جحود
حمورابي ( 2009 / 12 / 19 - 19:02 )
يا سيد عاهد.....كل من لا يقدر ويشكر من يكرمه ويساعده ليس الا جاحدا لئيما متخلفا .


6 - شيزوفرنيا
متفرج ( 2009 / 12 / 19 - 19:45 )
ياسيد عاهد انظر حولك فى البلاد العربيه....اذا انت تعتقد ان ما وصلت اليه البلاد العربيه والاسلاميه هو ما عبرت عنه بقولك ...تلمست الامه طريق النهضهفأنت تحتاج الى اكثر من الثقافه واكثر من العقل....نحن نرزح تحت وطأه جهل عميق وليل حالك السواد اسمه الاسلام...

اخر الافلام

.. صفقة أمريكية-سعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل؟| الأخبار


.. هل علقت واشنطن إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل وماذا يحدث -خلف




.. محمد عبد الواحد: نتنياهو يصر على المقاربات العسكرية.. ولكن ل


.. ما هي رمزية وصول الشعلة الأولمبية للأراضي الفرنسية عبر بوابة




.. إدارة بايدن تعلق إرسال شحنة أسلحة لتل أبيب والجيش الإسرائيلي