الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد قرار المجلس المركزي ؟

فاطمه قاسم

2009 / 12 / 19
القضية الفلسطينية


قرار المجلس المركزي كان ضرورة لا بد منها ، فما دامت المصالحة معطلة ، والحوار متوقف ، والانتخابات غير ممكن إجراءها في موعدها على ضوء ما أعلنته اللجنة المركزية للانتخابات ، وهي لجنة مستقلة ، وعلى ضوء ما يفرضه الواقع الموضوعي أيضا ، فليس هناك بديل إلا العودة إلى الجهة صاحبة الولاية الدستورية على السلطة الوطنية ، وهي منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، على المستويين العربي والإقليمي من جهة ، والدولي من جهة أخرى حتى لو لم يعترف بها بعض الأطراف في السر أو العلن ، أي وحدانية التمثيل .
إذا : المجلس المركزي هو في هذه اللحظات الإطار الدستوري ، وقد اتخذ قراره بالتمديد والتمديد للمجلس التشريعي ،واي تمديد بالعادة يحدث بسبب وجود حالة طارئة ، وصعبة الحل ، كما هي حالتنا الفلسطينية الراهنة ، بكل ما فيها من ضعف وإرباك ومعاناة ، وتراجع لنضالنا ومشروعنا الوطني والمتمثل في الانقسام .
لكن قرار المجلس المركزي بالتمديد ليس معناه أن لا تحدث الانتخابات ، وإنما هو بمثابة توقف مؤقت ، من اجل إتاحة الفرصة لانجاز المصالحة الوطنية ، والتي هي الأولوية الأولى ، والتي يجب انجازها بسرعة ، وليسمعنا هان نبقى هكذا ننتظر المجعول ، في شطرين متجاذبين ، ومنقسمين .
فقد ثبت قطعيا بأنه لا أفاق مستقبلية في إعادة سرد الوقائع ، أو إعادة تكرار المبادرات ، وأيضا فان الارتكان لقرار المجلس المركزي لا يفيد أيضا ، والحالة الفلسطينية بمجمل تياراتها ، مولاة ومعارضة ، إن جاز هذا التعبير ، أو لنقل فتح وحماس ، أو مفاوضين أو مقاومين إن كانوا فعلا موجودين ، فالجميع في ورطة ومأزق حقيقيان ، والوضع الفلسطيني في هذه الحالة وضعا استثنائيا ، ولا بد من التخلص من هذا الوضع بأي صورة من الصور ومهما كان الثمن ، لان عدم الخروج من هذا الوضع معناه بأننا استسلمنا بالمطلق لخطط الأعداء المرسومة لنا مسبقا ، وهذا ما لن نقبله ولا اعتقد أن يقبله احد مها بلغ الخلاف ، أو استفحلت المصالح ، فان نكون أو لا نكون هي مسالة لا يستطيع إقرارها أي طرف ،بل الشعب كله بتاريخه ونضاله ،ومفردات هذا التاريخ وهذا النضال ، من مفاهيم وأفراد مناضلين وشهداء وأسرى ، رجالا ونساء وأطفالا ، شركاء .
فلنتعامل مع قرار المجلس المركزي لا على انه قرارا دعائيا ، أو تحايلا كما يحاول تصويره بعض الأطراف ، بل يجب أن نعتبره نداءا إلى الواجب المترتب على كل طرف ، قبل أن تندم كل الأطراف ، حيث أن الشعب وقتها لن يبقى مكبل الأيدي والألسن ، لكنه سيرمي قناع الحياد ويعلن عن ثورة ، يكون هدفها معاقبة المعطلين ، لان الجهة المعطلة في هذه الحالة سيكون عملها تعطيل اكتمال الكينية الفلسطينية ، وطمس الهوية ، والتي عجز عن فعلها أعدائهم طوال الستين سنه الماضية ، بمحبة وانتماء وطني أقول لكم حذار أن توصلوا شعبكم إلى هذه المرحلة .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز