الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصخرة

طارق الطوزي

2009 / 12 / 19
الادب والفن


إلى الدكتور أمين الزاوي

الفصل الأول

على حافة بحر يسكنه السرّ و الخرافة، هبّت صرخة في ضياع اللافهم، تستنفر الغوث.
" الصخرة ضاعت !!.. "
تهافتت الآلام تستجمع كلمات السؤال، و عندما تبينوا الصواب، كانت سكينة الغياب.
" الصخرة غارقة في انكسارها، مسلوبة الجوف !!.. "
تطلعت العيون باختناقة الحقد إلى خطوط مبهمة على جزء من الصخرة الكسيرة، تفهّم بعض العارفين معناها الرجيم :
" بَقرْ، من بقرْ؛ يغسلو عالفضة و يحسابوه حجرْ ! "

تشبعت الأرض بالعناء، و بدت أشباح الحياة في شرود تجوب مستسلمة، الكل في رحلة الصمت تستغرقه الحيرة. سطوة استلاب الحق تجثم في الصدور بقتامة؛ بات المقام مشهدا لهذيان القسوة و الوجوم.

الفصل الثاني

أشعل فتيل عود الديناميت، و هو يتابع حركة السمك في غمار موجة صغيرة.
كانوا جميعا ينتظرون انفجارا يطعم جوعهم، سيغدو السمك على الشاطئ، سيكون الملاذ المعتاد...
نظر على عجل إلى بقايا الصخرة تهزم انتظام الأشياء القديمة.
لم تكن هناك أيضا.
........
دوى الانفجار...

الفصل الثالث

استلقى على الرمال ملتمسا انتشاء لقاء أشعة الشمس، ارتسمت صور متعددة تشمله بفيضها الشقي؛ استسلم لكلمات تشق توازن السكينة :
" غابت مع ضياع الصخرة؛ كانت تحضر في عباءة خجلها تغسل الصوف. شاهدت عينيها ترصد انفلاتا تائها، فحاذرت لقاء همسها، لكني أسرت في عشق عابث.
في عنف النظرة الكتومة صارحتها، قالت لي بعين الحرص و الفرار : نعم.
تقشع ترددي إلى عنفوان نزق. حدثتها عن الخبيئة في صدر تلجلج توحدا، عن شعور يتبدى في حالات الغربة و السؤال، عن كآبة الحضور في فضاء بلا ثرثرة.
تحدثت بلا كلام، و وافقت بابتسامة. "

تحسس الصخرة بأنامل تحرّقها الشغف، التحم جسده بامتدادها الصلب، قبل أركانها باشتياق البوح...

الفصل الرابع

تدثر الليل بالدفينة، و تناقل الهائمون مآل وداعها
قالوا : " ماتت "
قالوا : " قتلت "
قالوا : " ولدت بلا ضياء البراءة؛ كانت امرأة "
حان الميعاد، و ما قدروه انبلج موتا؛ فعلى حافة الحياة أمهلوها مقدارا لا يعلن فتنة. خلقت على غير العادة و تلبست بالمكره، غشت قلوبهم خشية غدر الكلمات وهي تنحر أعراضهم بتكشف لؤم الغياب، فقرروا بعد مدار العمر القصير أفولها...

الفصل الخامس

" تدبروا غروبها في متاهة الفناء. خذلني فراق نغمي. لم أعد أحتمل رحلتي عبر شطآنهم و بحارهم . أقعدني ألمي و عاهتي عن إنشادي الصاخب. ضجر هذا الصمت. تلك الوجوه الكئيبة أضمرت موتها. لن أفهم هذا الشدو المبهم على عتبات قنوطهم. قتلوها، قتلوا مسار الألم إلى فوضى اللقاء. كان عليّ الصمت حتى لا أعكر هياج ضياع الصخرة، لكني لم أع أني لست سوى ضياعا آخر في مشهد الصمت.
مزقوا الصوت في مناحات السقوط.
كتموا احتراق النبع، و آثروا لغو الدناءة. أين اللعنة في مدى لم يعطبه غير طقس الخوف ؟
رقيب عتيد أردى الضحكات الحالمة في حلقات الخلق، أسكنها قباب الخسف على تراتيل النهي. عين الجفاف تلك نحرت آية الحب.

يتبدد فعلي في فراغ العجز. أسكن إلى قتامة اللاشيء كئيبا. أطياف العيش بلا نبض المعنى تغادرني.
لن أطيق صمتا آخر. "


الفصل السادس

مع إطلالة فجر ما، تقدم هذا الجسد المشوه إلى البحر، خاض الماء ليعبر إلى ما خلف الأفق...
تلاشت حركته المضطربة مع فيضان الصمت.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??