الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القبض على مخرج سينمائى شهير

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2009 / 12 / 19
الادب والفن


لا غرابة أن الدنيا قد قامت ولم تقعد عندما ألقى البوليس السويسرى القبض على نجل رئيس دولة أفريقية فى عام 2008م بتهمة الاعتداء البدنى على معاونيه. كما انزعج الجميع عندما نشرت جريدة مصرية أخبار كاذبة تنال من سمعة بعض الفنانين المصريين على اعتبار أن هؤلاء الفنانين هم رموز الوطن. من المفترض أن قوانين الدول المحترمة لا تعرف الرموز والمشاهير بل تطبق على الجميع بلا تفرقة. فمنذ بضعة أسابيع قام البوليس السويسرى بإلقاء القبض على مواطن بولندى بتهمة ارتكاب جريمة الاعتداء الجنسى على فتاة قاصر فى الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من ثلاثين عاما.

لعل القارئ يعتقد أن نجل الرئيس أكثر أهمية من المواطن البولندى وأن هذا المتهم ليس سوى مواطن بسيط لم يجد من يدافع عنه. ما يثير الدهشة هو أن هذا المواطن مخرج سينمائى شهير يدعى رومان بولانسكى وهو بالمناسبة يهودى ومن مواليد فرنسا فى عام 1933م. لقد قام بولانسكى بإخراج حوالى 29 فيلما سينمائيا أشهرها الحى الصينى (1974) وعازف البيانو (2002). لقد بدأت انجازاته السينمائية فى الولايات المتحدة الأمريكية فى عام 1968م حيث قدم فيلم طفلة روزمارى. كما أن أفلام هذا المخرج الكبير قد حصلت على ثمان من جوائز أوسكار: طفلة روزمارى (1968) والحى الصينى (1974) وحصل فيلم تيس (1979) على ثلاث من جوائز أوسكار وكذلك حصل فيلم عازف البيانو على ثلاث جوائز أوسكار. وبالإضافة إلى ذلك فقد حصل هذا المخرج على عدة جوائز عالمية: جائزة جولدن جلوب وجائزة الأكاديمية البريطانية فى الإخراج عن فيلم الحى الصينى وجائزة سيزار وعلى جائزة جولدن جلوب لأفضل فيلم عن فيلم (تيس) وحصل فيلم عازف البيانو على عدة جوائز : جائزة مهرجان كان أفضل فيلم وجائزة أكاديمية السينما أفضل إخراج وجائزة الأكاديمية البريطانية أفضل إخراج وجائزة الأكاديمية الفرنسية أفضل فيلم وأفضل إخراج وفى عام 2009م حصل هذا المخرج على جائزة مهرجان زيورح عن مجمل أعماله. من الواضح أن الشخصية التى نتحدث عنها ذات حيثية ولها وزن ثقيل فى عالم الفن والسينما.

والسؤال الذى ربما يسنح فى ذهن القارئ هو: لماذا وكيف يتم إلقاء القبض على رجل ذى حيثية وسمعة عالمية؟ قد يندهش القارئ إذا علم أن تاريخ التهمة أو الاتهامات الموجهة للرجل يعود إلى أكثر من ثلاثين عاما. لقد بدأت أزمات الرجل حين توجه إلى لوس انجلوس فى مارس 1977 لتصوير بعض المشاهد لمجلة "فوج" حيث ألقى عليه القبض بتهمة الاعتداء الجنسى على طفلة ذات 13 عاما تدعى سامانثا جايمر والتى كانت تشارك فى مشاهد التصوير. لقد زعمت الفتاة أن بولانسكى قدم لها شمبانيا وأقراصا تؤدى إلى ارتخاء الأعصاب وقد تبين أن الفتاة أعربت عن تذمرها إلا أن المخرج مارس معها الجنس بأساليب مختلفة ولذلك وجهت له هيئة المحلفين الكبرى ست اتهامات، على رأسها الاغتصاب.
.
أصر بولانسكى على إنكار الاتهامات واستطاع أن يتوصل إلى اتفاق مع محامى الفتاة بموجبه سيتم إسقاط خمس من الاتهامات الست حيث أعترف بتهمة واحدة وهى الممارسة الجنسية غير القانونية. لقد تسلم القاضى تقريرا يتعلق بالحالة النفسية للمخرج وهذا التقييم النفسى استدعى إدخاله السجن لمدة ثلاثة شهور ثم تم إطلاق سراحه بعد 42 يوما. وبمجرد أن أوحى القاضى لمحاميه أن هناك أحكاما بالسجن مازالت فى انتظار موكله فقد قرر بولانسكى الهروب إلى فرنسا فى فبراير 1978م. من الملاحظ أن اختيار فرنسا مرده إلى أن قوانينها تمنع ترحيل مواطنيها إلى الدول الأجنبية ولكونه هرب من الولايات المتحدة الأمريكية فإن الاتهامات الست تبقى سارية. الغريب أن الفتاة واصلت مقاضاة بولانسكى فى عام 1988 لتعويضها عن الاعتداء الجنسى والإيذاء النفسى الذى لحق بها. وفى عام 1993 وافق بولانسكى على دفع مبلغ وقدره نصف مليون دولار كجزء من التعويض المدنى. لعل بولانسكى توهم أنه بات حرا فى التنقل بين المدن الأوربية فتوجه فى سبتمبر 2009 إلى زيورخ لحضور المهرجان السينمائى ولاستلام جائزة المهرجان عن مجمل أعماله غير أن البوليس السويسرى قام بالقبض عليه وإحالته إلى المحكمة التى قررت أن يدفع المخرج أربعة ملايين ونصف المليون دولار كفالة على أن تحدد إقامته فى الشاليه الخاص به.

ومما سبق يتبين لنا أن الدول العظيمة تحرص على تحقيق العدالة مهما طال الزمن حيث تقف الشهرة أمامها مكتوفة اليدين. كما أن الدول التى تقدس العدالة لا تعمل على عرقلتها ولا تتأثر علاقاتها بالدول الأخرى طالما كانت الإجراءات القانونية تطبق على الجميع. وهذا يفسر لماذا لم تتأثر العلاقات البولندية السويسرية جراء القبض على المخرج الشهير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل


.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا