الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران وعيون المدينة

ضياء الاسدي

2009 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لايبدو من الغرابة بشئ مدى حجم التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي العراقي وماتنتهجه طهران كلاعب أساس في إثارة غبار التناحر بين الكتل السياسية المختلفة أصلا بشان التعاطي مع العملية الديمقراطية الجديدة في العراق ، وسط سكوت مطبق ومريب من القادة البارزين في العراق الذين يمسكون بزمام صناعة القرارات السياسية وتنفيذها على أرض الواقع ، وهذا الصمت إزاء التطاول الإيراني كفيل بأن يفضي الى تدخلات أكبر من دول أخرى تمتلك مايكفي من المعاول لهدم أكبر الدول المستقرة وليس العراق فحسب ، فضلا عن تقهقر وتعقيد المشهد التوافقي الذي بنيت عليه العملية السياسية برمتها .
لقد نجحت إيران_ وهذا من المؤسف له _ في تكبيل القرار السياسي الوطني المقرون بالإنصياع والمحاباة للمارد الإيراني الذي يلتهم الدولة العراقية مقابل إستسلام سياسي عراقي خطير .
إذا ماإبتغينا إحصاء عدد التدخلات تلك . سواء من خلال تأجيج وإثارة الفتن الطائفية التي تقتات من السلاح المتطور الممهور بالختم الإيراني الصنع ، أو من خلال مدافع القرارات الستراتيجية في دعم وتغليب كتلة سياسية على أخرى للإستحواذ على اصوات الناخبين في المعترك البرلماني المقبل ، لوجدنا مما لايقبل اللبس مدى تمادي إيران المعلن في تسقيط وتهشيم البنى التحتية السياسية ، للمراهنة على فشل المشروع الديمقراطي الجديد الذي تبنته الولايات المتحدة الأميركية والقوى المتحالفه معها .
إن الشجاعة غير المسبوقة للحكومة العراقية في تعرية وتشخيص الدول التي ماأنفكت عن هدر الدم العراقي وتوجيه سهام الإتهام لها بتمويل وإيواء الارهابيين صنّاع الموت في العراق ، على تلك الحكومة أيضا أن تمتلك الشجاعة ذاتها في ردع إيران للحيلولة دون تدهور الأمن الى أبعد من ذلك ، وعلى الحكومة العراقية أيضا العمل على تحشيد المجتمع الدولي الذي ضاق ذرعا بإيران فيما لو فشلت الجهود الدبلوماسية المفتوحة بين البلدين ناهيك عن العلاقات الوطيدة التي تربط قادة الدولتين والتي يجب إستثمارها في تقديم الأدلة القاطعة والبراهين الناصعة في التدخلات الإيرانية السافرة في البيت العراقي وماتحدثه طهران من تصدع خطير بين أركان ذلك البيت الذي سوف لن يصمد طويلا إذا مابقي هذا الصمت المثير للأسئلة ؟
وما العملية الأخيرة الوقحة للقوات الإيرانية في دهم وإحتلال حقل ( الفكّة) الغني بالنفط على مرأى ومسمع من الأسرة الدولية الاّ منطلقا للمآرب الرامية الى خلخلة الوضع الداخلي العراقي الهش ، خصوصا وأن العملية تزامنت مع التصرف غير المسؤول بقطع مياه الأنهر والروافد التي تصب داخل الأراضي العراقية كذلك الإستحواذ على أكثر من نصف نهر شط العرب شريان العراق الأوحد عبر الخليج العربي , وهذا مايضع رموز الساسة في العراق على المحك في حسم المواقف وإماطة اللثام عن الدور الإيراني المستفحل في العراق وسط صيحات وتقولات متعالية من الشارع الداخلي حول جدوى منهجية سياسة غضّ الطرف وعدم الإكتراث أو حتى الإشارة الى الحواجب الكثّة التي تعلو عيون الجارة إيران!











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا