الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران تحتل الفكة لإسقاط المالكي... سياسة تبادل الادوار

احمد مكطوف الوادي

2009 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



طيلة الفترات السابقة من عمر حكومة السيد المالكي حاول الرجل من ضبط إيقاعات تصريحاته وتصريحات حكومته و"مقربيه" تجاه إيران وذلك لمعرفته بكل الأوراق التي من الممكن أن تلعبها إيران ضده.
ومعرفته بالعقلية الإيرانية وطريقة إدارتها السياسية وان الجمهورية الإسلامية لا يهمها شيء سوى مصالحها وما تبقى شعارات ليس الا.
كذلك فهو يعرف كل أنواع الأسلحة والتكتيكات التي تمتلكها إيران ولن تتورع في استعمالها ضده ومعرفته بأنها الطرف الأقوى في العراق فهي تأتي حتى قبل الدولة المحتلة للعراق رسميا واقصد أمريكا.
إيران التي لا يجاهر بعدائها الكثير من السياسيين في العراق من مختلف الشرائح لمعرفتهم بأنها تمتلك الكثير من أوراق اللعب في المنطقة.
وطبعا هنا لا اقصد من يتهم إيران من عقدة طائفية أو من خلفية حرب الثمان سنوات أو من جندتهم المخابرات السعودية والمصرية والخليجية أو غيرها على خلفية صراعاتهما الطائفية والسياسية المستمرة .
إيران تؤكد إنها الطرف الأقوى إقليميا وتمتلك منظومة أمنية واستخبارية عالية التنسيق والأداء وتنسق وتعمل حتى مع الأطراف المختلفة معها مذهبيا كالقاعدة مثلا.
حاول السيد المالكي أيضا أن يبقي علاقته جيده بأحد محوري الصراع في المنطقة(إيران وسوريا) وطبعا لم يكن هو الطرف الذي اختار تحالفاته الإقليمية وكذلك لم يكن الطرف الذي يمكن له أن يغيرها ,على الأقل من وجهة نظر محور(دول الاعتدال و التطبيع) لأنه متهم أساسا من قبلهم بالولاء لإيران أو حتى كونه إيرانيا .
وربما تغاضى السيد المالكي عن الكثير لجهة وجود طرف معين(محور) يستقوي به لو جار الزمان عليه حتى وان كان هذا الطرف في حقيقة أمره من أعداء المالكي في السر(وهنا لا اقصد السيد المالكي بشخصه طبعا وإنما بما يمثله من بعد مذهبي وسياسي).
وحين جار الزمان عليه وعلى الكثيرين أيام النظام السابق لم يطق المالكي والكثير من العراقيين تصرفات الجمهورية الإسلامية ومحاولتها احتواء الجميع تحت عباءتها وتسييرهم بالريموت كنترول وحتى من تبقى داخل إيران فلعدم وجود البديل الآمن لأن العراقي المعارض والمطلوب لنظام البعث في أي مطار عربي يعتقل أو ربما تتم تصفيته .
اعتقد إن المالكي لم يرد أن يفتح كل الجبهات فيحارب فريقين متصارعين في العلن وينسقان مخابراتيا في الخفاء ولكن الحوادث تترا
فشتان ما بين الأمن الأفلاطوني في دول الجوار( والذي عشناه خلال فترة النظام السابق وخصوصا مايمس امن النظام والعائلة الحاكمة آنذاك)
وبين التهريب اليومي للأسلحة والمخدرات والمسلحين والأغذية التالفة.
وادعاء تلك الدول بعدم علمها بكل ما يحصل من تهريب وتدريب ؟؟؟
فهل يستطيع عصفور صغير أن يتسلل الى الجولان المحتل ؟؟؟
وجاءت تفجيرات الأربعاء الدامية لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير فتنهار العلاقة الفاترة بين المالكي وسوريا الشريك الأقوى والأوحد لإيران.
سوريا المتهمة حد النخاع بدماء الأبرياء من العراقيين منذ التغيير بمشاركة ومباركة إيران والسعودية والكويت والأردن وأمريكا .
ثم جاء الحدث الأبرز ,التوقيت قبل الانتخابات, والمنطقة حقل نفطي, والصراع السياسي في العراق مفتوح على مصراعيه,
ولا أتصور إن احتلال حقل الفكة جاء دون هدف سياسي صريح
فهل إن الجمهورية الإسلامية استفاقت اليوم لتتذكر مشكلة الحقول الحدودية؟
وهل اعطت امريكا الضوء الاخضر لايران باحتلال الفكة؟
وهل ان فرصة 2003 وماتبعها اكثر مغنما ام فرصة 2009؟؟؟
العلاقة الإستراتيجية التي تجمع سوريا وإيران مفتوحة على كل الملفات, العراق و حزب الله وحماس, والعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية, وملف إيران النووي, والعلاقة مع محور التطبيع والاعتدال والزعامة الإقليمية للمنطقة, فالتنسيق العالي بين البلدين وبأعلى المستويات لا يمكن أن يغفل ما يحدث في العراق.
والسؤال هنا هل تنسق إيران وسوريا في الملف العراقي؟؟؟
أنا اجزم إن التنسيق الإيراني- السوري الأمني والمخابراتي واضح المعالم , ويستخدم سياسات عديدة منها سياسة تبادل الأدوار.
وهنا اطرح بعض الحوادث التي وقعت بالتسلسل وكما يلي:
1)تفجيرات الأربعاء والأحد الإجرامية.
2)نقض السيد الهاشمي ومن ثم تصريحاته النارية.
3)تفجيرات الثلاثاء الإجرامية.
4)جولة التراخيص النفطية.
5)الحملة الإقليمية في التصدي لإعادة تنصيب المالكي ومركزها دمشق .
6) الاحتلال الإيراني لحقل الفكة.
7)التصريح الأمريكي بعدم التدخل وان الاحتلال الإيراني لحقل الفكة مسالة داخلية.
أنا أتصور إن هناك خيطا دقيقا يربط تلك الأحداث وهو الوقوف بوجه المالكي اولا,
وإبقاء العراق على حاله والوقوف بوجه نهوضه وتعافيه .
فما بين هز صورة المالكي في عدم توفير الأمن للعراقيين وإشاعة صور القتل والدماء والدمار, الى إظهار تحالفه مع إيران وعدم دفاعه عن حقل الفكة وبالتالي اتهامه بالطائفية والتبعية لدولة تعتدي على السيادة الوطنية ,وبوادر القلق والخوف في المنطقة من صعود نجم العراق اقتصاديا وسياسيا وزعامته للمنطقة رقم ال12 مليون برميل نفط وبالتالي الى اتهامه بتضييق حرية التعبير والصحافة أما الهجوم عليه من قبل السيد الهاشمي فهي تستهدف حلفاء المالكي السنة أكثر من المالكي نفسه من اجل خلق رأي عام في المناطق السنية لجهة عدم انتخابهم وخلق فيتو سني ضد تكليف المالكي لرئاسة الحكومة المقبلة .
لقد نجح المالكي بالكثير واخفق بالكثير
ومن يثني عليه ومن يحاسبه هو الشعب العراقي
ولن نسمح أن تصبح سيادتنا و أشلاءنا ودماءنا ومصالحنا لعبة سياسية

[email protected]
ALMALAFNEWS.COM/AHMEDMAKTOOF/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخال وابن اخته
شمران الحيران ( 2009 / 12 / 20 - 18:14 )
اخي الفاضل لاالمالكي ولاغير المالكي بامكانه ان يغرد خارج السرب الايراني واذا كان يراودك بان ايران تحاول اسقاط السيد المالكي فانك واهم جدا!!!!!!ان كل مايدور من سيناريوهات ايرانيه حول انظمام المالكي الى الائتلاف القديم والصوله الايرانيه الاخيره بأحتلال المواقع النفطيه ماهي الادعايه ايرانيه لما تقول انت لجعل من المالكي رجل دوله اعدادا للمرحله المقبله بعد ان خسرت ايران ادواتهافي المجلس الاعلى والتيار الصدري ومن لف لفهم لكي يجعلو المالكي المتصدي والمدافع عن العراق واحب اعلمك سيتم تسوية المشكله قريبا وسيعد ذلك نصرا
انتخابيا للسيد المالكي بشكل غير مباشر كما حصل ذلك في صولة الفرسان في البصره بعد الغيبه الصغرى للسيد الاديب والحمودي ليعودوا بالحل السحري
بمباركة المرشدحفظه الله وهذا ماتجلت به انتخابات مجالس المحافظات
والنتائج التي حصلت عليها دولة القانون

اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع