الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران تستعجل قدرها .

فيصل البيطار

2009 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


إحتلال إيران للبئر الرابع في حقل " الفكه " النفطي العراقي، ليس حدثا معزولا عن مجمل السياسه الإيرانيه في المنطقه، العكس هو الصحيح تماما، إذ يصب هذا الحدث في مربع سياسة إشعال المنطقه وإبقاءها في حالة من عدم الإستقرار دفعا بإتجاه القبول الأمريكي والدولي لإيران كقوه إقليميه مقرره في رسم سياسات المنطقه ومباركة لتدخلاتهم في الشؤون الداخليه للدول العربيه، ومنها غض النظر عن سياسة نشر المذهب الشيعي الإثني عشري فيها . لكن يخطئ من يظن أن نشر المذهب الجعفري هو الهدف النهائي لسياسة التدخلات تلك وأن المذهب هو من يقف خلف إشعال الحرائق في اليمن الآن وفي قطاع غزه ولبنان من قبل، الدليل يأتي أولا من غزه ذاتها أولا حيث أن التوجهات المذهبيه هناك لا تسير نحو التشيع، ايران تقدم الدعم المالي والتسليحي واللوجستي كما والدعم السياسي والإعلامي الواسع لقوه على الأرض تنتسب للمذهب السني السلفي، حركة الإخوان المسلمين بإسمها الغزي ... حركة حماس، وهي ترتبط بشبكه واسعه من العلاقات مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذين باتوا يشكلون بتنظيماتهم الواسعه واحده من القواعد الهجوميه المتقدمه ضمن برنامج التوسع والنفوذ الإيراني، لاحظنا هذا أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزه نهاية العام الماضي - بداية هذا العام، كما لاحظناه بكم هائل من التصريحات لقادة الإخوان المؤيده والداعمه للسياسه الإيرانيه وثيوقراطيتها المتشدده، خاصة أثناء المعركه الإعلاميه العلنيه مع الشيخ القرضاوي حول سياسة التشييع الإيرانيه في المنطقه، الشيخ القرضاوي تم إخراسه بسرعة هائله بأمر من الدوله التي يقيم فيها وهي التي تشكل إحدى الحلقات الضعيفه في سلسلة انصار ومؤيدي البرنامج الإيراني ... دولة قطر، وأيضا يجب ملاحظة ذلك التغيير الجذري في مواقف وسياسات الفرع السوري لتنظيم الإخوان من القياده السوريه الحاكمه والحليف المهم لقيادة إيران الدينيه منذ عام 1979 ، ثم يأتي الدليل ثانيا من الدور الواسع لهم في أفغانستان إذ تأشر الدلائل على دعم إيراني متنوع لتنظيم القاعده هناك وبضمنه إحتضان للبعض من قادتهم وايوائهم داخل إيران نفسها وهم من السنه الوهابيه المتشدده والتي تكفّر مذهبيا الشيعه الإماميه ومعها مذاهب وأديان أخرى، الدعم الإيراني الإقتصادي والمالي للسودان وسوريا لا يصاحبه إجراءات عمليه على الأرض بهدف نشر الفقه الجعفري وتشييع الناس على نطاق واسع وكهدف بحد ذاته، كما أن حزب الله في لبنان لم يتمكن من توسيع قاعدته الطائفيه المستقره عند فئات اجتماعيه محدده، بل جاءت نتائج الإنتخابات النيابيه لتبرهن على انكماشه وتراجع التأييد الجماهيري له كنتيجه حتميه لتصريحات قادته حول رهن هذا الحزب لولاية الفقيه الإيراني . الهدف إذن أوسع وأشمل من نشر المذهب الشيعي في الدول العربيه، إيران تتحرك ضمن قاعدتها الشيعيه التقليديه في المنطقه كما تنشط وتتحرك تماما وسط قواعد سنيه معتدله ومتطرفه، داعمه لها بالمال والسلاح وأشكال أخرى من التأييد .

البرنامج الإيراني يسعى لخلق قوه إقليميه متوازنه راهنا مع نفوذ برنامج آخر، ويطمح لاحقا للتحول الى القوه الوحيده المقرره لسياسات الشرق الأوسط العربي، البرنامج الآخر محافظا في توجهاته ومدعوما أمريكيا وأوروبيا، لكن هذا لا يعني أن الإيرانيين وأطراف حلفهم سيتوقفون بعيدا عن العلاقه مع المجتمع الدولي، الأوروبي والأمريكي، في اللحظه التي يجدون فيها القبول لدورهم الطموح، سوريا إشتبكت مع الإسرائليين بمفاوضات غير مباشره وبرعايه تركيه لعدة أشهر، وهي الآن وحسب تصريحات أخيره لقادتهم تسعى نحو رعايه أمريكيه لهذه المفاوضات بعدما اتضح لها وللجميع مدى ضحالة وسطحية الدور التركي في التأثير والضغط على صديقهم الإسرائيلي، وإقرارا عمليا لأهمية الدور الأمريكي في تفرير سياسة المنطقه، هذا الذي ترتضيه القياده السوريه كطريق لحل مشكلة اراضيها المحتله عام 67 وتصف بذات الوقت، الأطراف الفلسطينيه والعربيه الأخرى الساعيه نحو هذا الدور بالتفريط والهروب بإتجاه حلول ناقصه لا تلبي الحقوق المشروعه للفلسطينيين، حركة حماس بدورها ومع كل جعجعاتها الإعلاميه وندبها وصراخها اليومي حول مصائب الإحتلال وإصطفاف القياده الفلسطينيه الرسميه الى جانبه، تسعى وبهمه غير خافيه على أحد لأن تجد القبول والإعتراف الأوروبي والأمريكي بل والإسرائيلي كبديل لمنظمة التحرير الفلسطينيه وتفرير مسار الحل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي كما ترتأيه ووتوافق عليه مع الإسرائيليين، وهو حل في جوهره يتراجع عدة خطوات عن برنامج القياده الرسميه للفلسطينيين بقبولها للدوله ذات الحدود المؤقته .

إيران لن تكون بعيده عن سياسات اصدقاءها من السوريين والفلسطينيين هذه، ففي اللحظه التي تتوافق فيها مع الأمريكيين حول دورها الإسترتيجي في المنطقه وكما تريد، لن تجد نفسها وبسرعه فائقه إلا في الموقع الذي تطوي فيه صفحات التدخل في الشأن العربي الداخلي وتعمل على إطفاء تلك الحرائق التي تشعلها وتساهم بإذكائها في العراق واليمن وأفغانستان والشأن الفلسطيني وكما صرح قادتها لأكثر من مره عن إستعدادهم للمساهمه بالدفع نحو أستقرار المنطقه وحل مشكلات الصراع في العراق وأفغانستان، البرنامج النووي الإيراني بدوره، يأتي ضمن سياسة إيران في تعزيز نفوذها كقوه إقليميه فاعله، إلى جانب الحرائق تلك، وحتما لن يكون موجها ضد إسرائيل رغم التصريحات العنتريه للسيد نصر الله وقادة إيران السياسيين والدينيين، على الإيرانيين أن يدركوا، وهم يدركون بدون شك، أن حجمهم العسكري ومعهم حلفاءهم اللبنانيون والفلسطينيون لا يقاس بالقدرات العسكريه الإسرائيليه المدعومه دون مواربه ودون حدود أمريكيا .... سياسيا وعسكريا .

إحتلال إيران للبئر النفطي رقم 4 من حقل الفكه العراقي، يأتي ضمن برنامج إثارة القلاقل في المنطقه والتي باتت غير محتمله دوليا خصوصا مع أحداث اليمن وتعنتها فيما يخص برنامجها النووي، وهو الذي يضعها على حافة الهاويه، تسير بعجله نحو قدرها المشؤوم بقرآءه غبيه لموازين القوى في المنطقه وقرآءه غبيه أخرى للتاريخ القريب، ...... ولنا لقاء في الربيع القادم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في الصميم
عبد القادر أنيس ( 2009 / 12 / 20 - 17:14 )
تحليلك في الصميم خاصة الخلاصة التي ختمت بها المقال.
ومنذ متى كان رجال الدين واقعيين؟ صحيح هم منطقيون مع قناعاتهم الدينية المتخلفة لكنهم أبعد الناس عن الواقعية والعمل حسب موازين القوى في العالم. أقول هم منطقيون مع قناعاتهم لأن من يصدق أن المهدي المنتظر عائد هذه الأيام مثلما يصرح الغبي نجاد، أو من يقرر شن حرب على دولة قوية مثل إسرائيل اعتمادا على المدد الإلهي المنتظر مثلما فعل حزب الله وحماس لا بد أن يتصرف هكذا ولا تهمه العواقب الوخيمة والنتائج المدمرة على البلاد والعباد.
تحياتي سيد فيصل على التحليل الشيق


2 - الولد المشاغب
صباح ابراهيم ( 2009 / 12 / 20 - 17:41 )
ايران تنتهج اليوم سياسة الولد المشاغب في المنطقة لتثبت وجودها , وقوتها امام القوة العظمى ، وتتحدى العالم في المجال النووي وصناعة الصواريخ واطلاقها لتقول انا موجودة واللي مش عاجبه يشرب من البحر .
انها تنتهج سياسة هتلر ولم تتعض بمصيره
شكرا لمقالك الرائع استاذ فيصل


3 - الله أكبر فوق كيد المعتدي
صلاح يوسف ( 2009 / 12 / 20 - 17:52 )
كان هذا الشعار هو من قام برفعه الناصريون أثناء احتلالهم لمضائق ثيران وإغلاق شرم الشيخ في 1 / يونيو / 1967. لم يكن يتخيل عبد الناصر ( الإخواني ) أن الله لن يتمكن من حماية القاهرة من الطيران الغربي والإسرائيلي. شرم الشيخ كان عبارة عن ممر مياه دولي وإغلاقه يعتبر تحدياً للعالم وليس لإسرائيل فقط. الآن العالم لن يتسامح مع امتلاك إيران لقوة نووية، ليس لأن القوة النووية ممنوعة فباكستان والهند تمتلكان هذه القوة، بل لأن النظام الإسلامي يعلن صراحة أن هذه القوة إنما هي لإخراج الغرب من المنطقة بهدف الاستحواذ على مصدر الطاقة الوحيد للعالم. نفس ما فكر فيه صدام حسين، ولكن ماذا كانت نتائج مغامرات عبد الناصر وصدام ؟؟؟ أعتقد أن تحليل الكاتب سليم وقد جاء معبراً عن منطقية ما سيحدث على المدى المتوسط، وأعني به ضرب إيران وتجريدها من ترسانتها البالستية وأغلب الظن أن إيران لن تكون أقوى من ألمانيا العظمى.
تحياتي سيد فيصل على مقالك المهم.

اخر الافلام

.. ميناء غزة العائم يثير بوجوده المزيد من التساؤلات | الأخبار


.. نتنياهو واليمين يرفضون عودة السلطة إلى القطاع خوفا من قيام د




.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة ويزيد حدة التوتر في إسرائيل | #مر


.. دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر.. شرطة #مولدوفا تنقذ رجلا مسنا




.. البنتاغون يعلن بدء تشغيل الرصيف البحري لنقل المساعدات إلى قط