الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية تشرق في كربلا .... مطلع العام الهجري ..

امنة محمد باقر

2009 / 12 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


اعتدنا ان نراها تراجيديا ... تراجيديا كربلا ... لكنها في جانبها المشرق ... المتعلق بشخوص الحرية وابطالها الخالدين ... هي غير ذلك ...
مشهدان ... لايغيبان عن بالي كل يوم ... وانا ارى مايحدث حولي هنا في بغداد ... حين ارى الهمج الرعاع يفجرون ... فإذا بي اسمع من بعيد ذلك الصوت الآسر ..... ان لم يكن لكم دين ... وكنتم لاتخافون المعاد ... فكونوا احرار في دنياكم ... ولم ار ماهو ابلغ من هذه الكلمة في خطاب اولئك الرعاع ... ارهابيو ذلك العصر ..... الذين جاءوا لذبح البشر ... بل خير من وطأ الثرى ... لكي يسمعوا بالمقابل ......... ذلك الخطاب الرائع عن الحرية ....
يقول لهم ... حاولوا ان تكونوا مثل الاحرار ... واتركوا الدين جانبا ... وانسوا ماجاءت به كتب السماء عن العالم الاخر وعذاب المخطئين ... واذكروا انكم بشر .... ونحن بشر ... والناس لايكونوا الا احد اثنين ... نظير لك في الخلق ... او اخ لك في الدين ...
وفي مبادئ الاحرار .. نحن نظراء في الخلق ... ليس اكثر ... انت ماركسي وانا اسلامي ... وانت علماني ... واخر رأسمالي ... قبل كل ذاك ... نحن اخوة في الخلق .... المسمى ... انسان ..
ولكن .... انى لهمج الصحراء ان يفهموا ذلك ؟ مع هذا قالها الامام الحسين عليه السلام ، وهو يخاطب اعداءه ... يقول له احد الشعراء :
ورأيتك النفس الكبيرة لم تكن .... حتى على من قاتلوك حقودا ...
ويستحضرني دوما مشهد اخر لا استطيع نسيانه .... هو دوما في مخيلتي ... استحضره ... لكي تسمو نفسي ... وترتفع عن عالم الاحقاد ... واهله ... انه مشهد رجل يبكي ... على اعداءه ....
انني استخلص هذين المشهدين ... وبعدها القصة معروفة ... يعرف الجميع ماذا حدث قبل الف واربعمائة سنة ... وكيف قتلت عائلة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ... فردا فردا ... بالذبح على ايدي ارهابيي ذلك العصر ...
وقد يقول قائل ... لم ترددونا ... وتجددونها ... قصة وانتهت !
ولكن : لو نسينا هذه القصص وامثالها .... لما عاد هنالك معنى للحياة ؟ ولهذا حين ننسى اهمية الحياة ... وهول الذبح والقتل .... الذي حولته وسائل الاعلام العربية اليوم الى مسألة عادية وعادية جدا .... فأن حياتنا لن تكون الا ارخص من حياة الكلاب ... وها قد صارت ... بل ان الكلاب لها قوانين تحافظ على حياتها في بعض الدول ... اما نحن فحارت حقوق الانسان فينا ... وحارت الشرعة الدولية في تنظيم شؤوننا ...
لو نسينا قصة مسيح الاسلام ... وكيف صلبوه على مذبح الحرية .... الامام الحسين ابي الاحرار ... اذن اي نوع من البشر نحن ... من نتنكر ... لسيد الاحرار .... وان كان الامر لايهم غير الاحرار ..... فبالتأكيد هو لايزال ... يتجدد في ضمائر المتحررين جيلا بعد جيل ...
تجمعنا وحدنا تلك الكلمة ... كونوا احرارا في دنياكم ... تفرقنا الاديان ، والايديولوجيات .. والمذاهب ... وتجمعنا وحدنا تلك الكلمة .... ان نكون احرارا ...
والحرية التي تعتنق الاباء .... لاحرية التبذل ..... هي التي اشرقت على وادي الطف ... يوم وقف الاحرار يسقون اعداءهم الماء .... ثم يعذبهم اولئك بالمقابل بعدم شرب الماء ... وقتلهم عطاشى ... بما فيهم الطفل الرضيع ذو الاشهر الستة ...
ويقولون لنا انسوا كل هذا .... لكي ننسى قيمة الحياة ومعناها الحق .... لكي ننسى ان نكون احرارا ... فيعودون يذبحون فينا من جديد ...

أروحك ... ام ... روح النبوة تصعد ... من الارض للفردوس ... والحور سجد ...
ورأسك .. ام رأس الرسول على القنا ... بآية اهل الكهف ... راح يردد ...
وصدرك ... ام مستودع العلم والحجا ... لتحطيمه ... جيش من الجهل يعمد ...
وشاطرت الارض السماء بشجوها ...فواحدة تبكي ... واخرى تعدد
... وقد نصب الوحي العزاء ببيته ... عليك حدادا .. والمعزى محمد ...
واعظم ما يشجي الغيور حرائر ... تقاد وحاميها الوحيد مقيد ...

كربلاء الحرية والاباء ... هي المدرسة التي علمتنا ... قبل ان تعلمنا المدارس ... معنى ان تكون المرأة قوية الشخصية ... لايرهبها ارهاب الرجال ... ولاتزلزلها عواصف الدهر .... تلك التي وقفت تخاطب ... المتخاذلين عن نصرة الحق : ياأهل الكوفة ... يا أهل الغدر والختل ... والله لن ترحضوا عنكم عارها وشنارها ...
اجل عار القتل ... وعار العشائريات الخائبة .... والعنتريات الفاشلة ... عار محاربي الشوارع .... وفتوات ذلك الزمن ... الذين لايزال البعض يملك شيئا من جبنهم ... ويسميه بطولة ... في قواميس العشائريات التي تحول الحق الى باطل ..
الامام الحسين عليه السلام خرج بأهله لانه لم يرد ان يسفكوا له دمه في الكعبة وهو يقول لا لن ابايع طاغية كيزيد ... وحتى عندما دخل كربلا وحاصروه فيها ... طلب ان يترك الى اليمن ... لانك لاتستطيع ان تعيش تحت حكم طاغية ... وليس هنالك من كثرة من القوم يساندوك ... فقط سبعين من الاحرار ...
اجل يومها خلت الجزيرة ... الا من سبعين من الاحرار .... انصار الحسين .. وانصار الحرية ... الحمراء ...
ولكنهم ارادوا ... كما هو خيار الاحرار دوما .... ارادوا السلام ... ارادوا ان يرحلو بسلام الى اليمن .... ولم يعط لهم ذلك ...
يقال : المرأة ما اكرمها الا كريم ... وما اهانها الا لئيم ... وانظر ما فعله هؤلاء ... ليس فقط ذبح الاسرة الهاشمية ... الشريفة ... ونسل محمد الطاهر ... واعجوبة الزمان .. في الفضل والاخلاق ... بل وسوق النساء سبايا ...
هكذا باختصار هي قصة اولئك الذين احسنوا الى عرب الجزيرة .... بالحكمة والموعظة الحسنة ... وكيف اراد عرب الجزيرة .. ان يبقوا همجا رعاعا ....
لهذا ومن يومها ... بدأ الارهاب ... وليس غير ذلك ....

كفاني ... كفاني ضنا ... بقتل الحسين ... شفت ال مروان اضغانها ....
فاغضبت الله في قتله ... وارضت .. بذلك ... شيطانها ...
عشية ... انهضها بغيها ... فجاءته تركب ..... طغيانها ...
بجمع ... من الارض سد المروج ... وغطى النجود ... وغيطانها ...
وسامته يركب احدى اثنتين ... وقد صرت الحرب اسنانها ...
فإما ... يرى مذعنا .... او تموت ..... نفس .... ابى العز ... اذعانها ....
فقال لها ... اعتصمي بالإباء .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ضياع
monsef ( 2009 / 12 / 20 - 17:44 )
بصراحة حيرتني السيدة الكاتبة تتكلم عن جريمة عمرها 1400 عام وكل ماسمعناه عنها قيل عن قال
الشمس تشرق في كل مكان في عالمنا الجميل شرط طهارة عقولنا وقلوبنا


2 - تخليد من ضحى بنفسه لاجل كرامتنا
امنة محمد باقر ( 2009 / 12 / 20 - 18:10 )
لو ان انسانا عزيزا عليك قتل ... ستبقى تذكره ابد الابدين ... ولكي تذكر ما كتبته في المقال بصورة جيدة اقول لك : ان عدم تخليد الارواح الطاهرة التي تذهب في طريق الحرية .... هو الذي جعل حياتنا تذهب سدى هذه الايام ... هو الذي جعل الارهابيين يسترخصون حياتك وحياة غيرك ... لذا يموت الناس بالاطنان في العراق ... ومن يهتم ... لأن عقولنا خرفت ... باتت ترى الحقيقة الواضحة عين الشمس ... ضياع وخرافة ..... كل عام ... وانت بخير


3 - رد
monsef ( 2009 / 12 / 20 - 18:44 )
هل تريدني ان الطم وابكي انا ابكي كل يوم سيدتي على واقعنا لكني انا اشعل شمعة وألعن الظلام دعينا ننسى ونفكر في المستقبل ولاننكلمي بلغة الجمع فعقولنا تيرة بحريتنا وتفكرينا بحرية


4 - يا اخي من قال لك .. ابكي ...!!
امنة محمد باقر ( 2009 / 12 / 20 - 20:16 )
ان كتابة مقالة ... او بيت من الشعر .. لاتعني انك تبكي ... هذه طريقة متحضرة ... للتعبير عن مأساة هزت العالم .. وآذت الضمير الانساني ... عش حياتك بكل سعادة .... واملأ الدنيا عبيرا وبهجة ... وليس هنالك من احد يتكلم باسمك ... لكن ... لاتتهم الاخرين بالضياع ... لانهم يحيون مبادئ ... سقت الحياة ... بعبق الحرية !


5 - تراجيديا كربلاء
باقر الفضلي ( 2009 / 12 / 21 - 11:23 )
كلمات جميلة، وإستذكار حسن
تراجيديا كربلاء تظل ملهمة لمن تفجعه تراجيديا العراق اليوم
أحسنت في الإختيار وفي الإجابات ايتها السيدة الكريمة!
..... - ولابد دوى الشهد من أبر النحل -.......


6 - مهلا فما في محمد وآله مثلب ُ ..........
ماجد ساوي ( 2009 / 12 / 21 - 11:56 )
الحسين بن علي رضي الله عنه قامة عالية في الايمان شامخة في التوحيد طاولت السموات وصاحبت الملائكة .. الحسين بن علي شمس مهما استدرات الارض حول نفسها وحول شمسها يبقيان مخلوقين صغيرين صاغرين امام هذا المخلوق الذي لا نجد في التاريخ ولا في الانساب ولا في العلم ولا في الجهاد مثيلا له

نحن حين نظن ان لنا قيمة ونتكلم عنه لا نفعل هذا الا رجاء ان يسجل الزمن اسماءنا في حاشية وزوايا ومعابر وممرات تاريخه علنا نصبح ذوي قيمة علنا نصبح في يوم ما من الحزب الغالب المنتصر الفائز , نهرب عبر باب الحسين بن علي رضي الله عنه الى الجماعة المؤمنة ونهرع مسرعين كلما اتى ذكره لنعلن اننا لاشيء وكنا لاشيء واننا باقون لاشيء

الشاعر يصبح ان قال شعرا في الحسين بن علي افضل الشعراء والكاتب يصبح ان كتب في الحسين بن علي افضل الكتاب والمفكر والفيلسوف والموحد والعابد والراكع والساجد والمصلي والمزكي والمحسن و ايضا .. ايضا المسيء والمخطيء والعاصي والمذنب .. كلهم يبدلون الى محسنين ومصيبين ومطيعين وصالحين بفضل وببركة هذا الرجل .. ولا عجب فمن كانت امه فاطمة وابو علي وجده خير الخلق واخوه الحسن لا يدانيه ولا يقاربه احد


7 - تراجيديا كربلاء
باقر الفضلي ( 2009 / 12 / 21 - 14:48 )
الرجاء التفضل بتصحيح السطر الأخير من التعليق حيث وقع سهواً خطاً في أحدى الكلمات
والصحيح هو:

.... ولا بد دون الشهد من أبر النحل...

مع الشكر

اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟