الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصر التنوير لم يبدأ عدنا بعد...!

سالم اسماعيل نوركه

2009 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو إن عصر التنوير لم يبدأ عندنا بعد في كتابة التاريخ ولم يتحرر المؤرخ عندنا من كثير من السطوة كي نبدأ كتابة التاريخ على حقيقته وذلك التاريخ الماضي كي نشكك به ونؤكد صدق ما قيل فيه من كذبه بعيدا عن رغبات السلطان ونظهر التزييف حيثما وجد .
ربما نعيش بسلوكيات العصور الوسطى في الوقت الذي نعيش في هذا العصر يوم كان المؤرخون الأوربيين لا ينتقدون المصادر التقليدية ولا يحللوها بأسلوب علمي دقيق وكانوا ينقلوها مثل العميان وكانوا يومها يهتمون بالصراعات القومية التي ظهرت وكانت للكنيسة سلطتها التي لا تستهان بها .
مع نهاية فترة العصور الوسطى بدأ المؤرخين يحرروا التاريخ من كثير من السطوة مثل الخوارق والمعجزات والخرافات وسلطة الكنيسة ولكن هذه المرة وقعوا تحت سطوة الدولة القومية ورجالاتها وتحرروا من سطوة رجال الكنائس ،اهتموا ببلاط الملوك والأمراء والنبلاء ولم يهتموا بالشعب إلا أن جاء عصر التنوير ومن رواده فولتير ومعاصره هيوم وبدأت مدرسة جديدة في التفكير التاريخي كانت ثورة على ما يقيد النشاط الإنساني وبدأ مدخل للتاريخ العلمي ونقد الوثائق بأصول وقواعد وأتخذ الشك هو الأساس العام للدراسة والطريقة الوحيدة للوصول للمعرفة .والمؤرخ الناجح صاحب المنهج والبحث التاريخي يكون غزير الثقافة ويحسن اختيار موضوعه ولا يمل من جمع المادة التاريخية ونقدها وترتيب الحقائق وتقديم الصيغة التاريخية السليمة في ظل حرية كاملة وهذا الأمر في منطقتنا تكاد تكون معدومة وهذا يجعل أمر وجود حركة تأريخ حقيقية ضرب من الخيال ،كيف يمكن أن يتحرر التاريخ من أيدلوجيات المنطقة وتمجيد الحكام .
ويرى البعض بأن سبب تغبطنا في الحاضر ناتج عن عدم أتفاق الذاكرة الجمعية على أحداث الماضي!ونحن نسأل كيف نتفق على شيء نشك فيه ووضع وكتب في ظروف غير صحيحة ،كيف نتفق على شيء ولد في ظل الإرهاب مثل إرهاب الكنيسة وسلطة الملوك في أوربا ودكتاتورية رجال الدولة ،في مثل حالنا علينا أن نهتم بالمستقبل وقبله بالحاضر علينا أن نتحرر من مصائب الماضي والخلافات الموجودة فيه ،هم بالأمس اختلفوا على الأمس فكيف اليوم نتفق عليه ،علينا أن لا نرجع آلاف السنين إلى الخلف لأننا سوف نصطدم بخلافات الأمس البعيد والقريب وخصوصا وضعنا لا يسمح بذالك ،وإنما علينا أن نتطلع إلى عدد من السنين إلى الأمام وتاريخنا عندما يبدأ عصر التنوير عدنا ويسمح بنقده سوف يتجه صوبه ذوي الاختصاص بلا إي نوع من الإرهاب والفكرة المسبقة وعندما يكون (أعمال خلفائنا وحكامنا)غير مقدسة وقابلة للنقد العلمي .
خذ مثل واحد من الماضي القريب ..عبدالكريم قاسم كان في زمانه الزعيم الأوحد ثم في الزمن اللاحق نفس الشخص تحول إلى دكتاتور وعاد اليوم يطلق عليه مرة أخرى بالزعيم وحتى إننا خلقنا لدى الجيل الذي لم يعاصر الحدث استفهام كبير .
وأخطر شيء نواجهه اليوم هو إننا جعلنا من تاريخنا كل شيء فيه مقدسا فلا يسمح نقده من قبلتا كما لا نسمح الآخر يتطاول عليه وإن فعل وأنتقده شخص وإن كان بدافع شخصي سوف نفعل ما لا يخطر ببال أحد ونجعل منه شخصية معروفة عالميا من خلال ضجيجنا وصراخنا ونسهل عليه تحقيق أهدافه التي كان يحلم بها.
وحال برلماننا الحالي هو عدم اتفاقه على ما حصل في الماضي وعدم تفرغه للحاضر وترى جلساته وكأنه جلسات خصوم على طول الخط وببساطة تستطيع تحديد مشارب كل نائب في الوقت الذي نريد أن نرى النائب يقف مع منطقة ص وأن كان هو من منطقة س لانه يرى بأن الواجب يتطلب أن يقف مع ص وبالعكس .
لكن هذا البرلمان بكل ما يحمل من تناقضات واختلافات يتوحد في حالة واحدة فقط ألا وهي مصالح المبالغة فيها لأعضائه من الرواتب العالية ومسح ديون ومستحقات الدولة التي بذمتهم وأخذ قطع الأراضي في أرقى مناطق في العاصمة وليس في مناطق سكناهم والبحث عن رواتب تقاعدية عالية لأعضائه بعد انتهاء الدورة البرلمانية والجوازات الدبلوماسية لهم و(لجيرانهم ولأخوة لهم بالرضاعة) وفي الختام نتمنى التاريخ أن يسجل لكم بأنكم كنتم مساهمين في إنجاح الديمقراطية في البلد وليس العكس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناتور أمريكي لنتنياهو: نقف بجانب إسرائيل في حربها ضد حماس


.. نحو نصف الديمقراطيين يدعمون استبدال الرئيس الأمريكي جو بايدن




.. ناشط يوثق اشتعال النيران في مستوطنة -كفار عتصيون- شمال الخلي


.. فوضى في شوارع العاصمة الهندية جراء سقوط أمطار قياسية




.. منافسو الرئيس الموريتاني يتهمونه باستغلال موارد الدولة لتحقي