الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


1/2 المثقفين

يسرا القيسي

2009 / 12 / 20
الصحافة والاعلام


1/2 المثقفين
حين كنت أعمل في أحدى الدول العربية في بداية أمتهاني العمل الصحفي ؛ وقتها كنت شابة في ربيع عمري ؛ أحببت هذه المهنة الممتعة بشقائها أضافة الى كوني محررة في أحدى الجرائد الفلسطينية عملت في قسم الأخراج الصحفي لشغفي وحبي للعمل في هذا المجال وبكل ما يحيط به ؛
كنت المنفذة والمرأة الوحيدة في القسم الفني ؛ وقتها كنا نعمل بأدوات يدوية وليس كما الآن ؛ التنضيد والأخراج بالكمبيوتر؛ فكان من طقوسي أن أنتقي ستة وردات حمراء وبيضاء من القرنفل وزهرة اللوتس ؛ وأن لم أجد فأنتقي شرخ من الزنبق فأزين مكتبي ومكتب رئيس التحرير لتضفي لمسة ود وجمال على عملنا ولروحنا وأسمع فيروز كوني أعشق هذا الصوت الملائكي ؛
كان رئيس التحرير شابآ هادئ الطبع مندفعآ للعمل وحبه للمعرفة ؛ مثقفآ حقيقيآ بسلوكه وأفكاره المتفتحة وأحترامه لكل المحررين والفنيين العاملين ؛ ويراعي مشاعر المرأة كثيرآ ؛ ولا يفضل زميلة على أخرى ؛ الا في عملها حيث كان يثني على أجتهادها في الاجتماعات الدورية لهيئة التحرير .. أعجبت بشخصيته وتواضعه وتآزره معنا في كل المواقف داخل العمل وخارجه ؛ فتعلمت منه هاتين الصفتين ؛لأ اعرف في أي منفى الآن .. تذكرته وتخيلته ماثلآ أمامي .. حين أقارنه بأحد الزملاء العراقيين أسميته أستاذي مع أنه كنت قد سبقته بعقدٍ من السنوات ككاتبة وصحفية .. أعطيته فرصة العمل معي في مطبوعة عربية ؛ فأحترامآ له تنازلت عن حقي كسكرتيرة تحرير في المجلة التي كنا نعمل فيها ؛ بعد فترة عرفت أن هذا الزميل دخيل على العمل الصحفي ؛ التي أصبحت مع الآسف مهنة من لا مهنة له ؛ ويدعي أنه يعمل في صحف عراقية وعربية ؛ صّدقناه لأنه يتقن فن التمثيل ويتمسكن حتى تعاطفنا معه ومع ظروفه المسحوقة جميعنا ؛ حقآ يصدِقون أهلنا حين يسألوننا عن صديق أو صديقة هل تعرفوهم نجيب نعم يكررون السؤال عاشرتموهم نقول لا فيكون رد الأهل وبشكلٍ حكيم من خلال تجاربهم بالحياة أذن لا تعرفون عنهم شيئآ ..
وأكتشفت من خلال ملازمتي لهذا الزميل كذبه وأدعائه ؛ وحين أقول مثقف ليس بعدد الجمل الاجاهزة الذي حفظها ويرددها ؛ وليس بعدد الكتب أن لم تترجم بوعي من خلال سلوكياتنا وبالتعامل مع الاخر ..بصدق وليس تجنيآ عليه أنه لا يطالع الصحف اليومية المفترض يطالعها بأعتباره صحفي ليواكب الحدث في العالم كان ينهيني أن مددت يدي على أي صحيفة لشرائها .. دعوني أقص تهمته لي ؛ وأن أحببتم تعرفون مَنَ هو راسلوني ...في أحدى نقاشاتنا تفاجئت حين قال لي أنت أيتها المرأة المتحررة التي تقرأ عابر سرير أحلام يقصد الكاتبة الرائعة أحلام مستغانمي ومَنَ منا من لا يقرأ لمستغانمي ؟ ؛ رثيت عليه وأطلقت ضحكتي المجلجلة من كل قلبي لأنه حكم عليّ وعلى الكاتبة من خلال العنوان ؛ نصحته أن يقرأ عابر سرير ليعرف مضمونها الفكري ... هنا توقفت وأستحضرت شخصية رئيس التحرير وزملاء آخرون كنا كعائلة واحدة نتبادل الحوارات الثقافية والكتب مزيدآ من المعرفة ..
الفرق شاسع بين زميلي وبين رئيس التحرير الفلسطيني الذي لا يعرف التبجح ولا أستعراض العضلات ؛ أقول لزميلي القدر فرضك عليّ وعلى بقية زملائي من المثقفين الحقيقيين فأين نحن من أنصاف المثقفين أو مَنَ يدّعون الثقافة وهم بعد السماء عن الأرض ... الله يساعدنا عليك وعلى مثل شاكلتك ؛ هذا الزميل متولع بجمع الهويات هويات الصحف التي يعمل فيها ..فأقول له رحم الله امرءٍ عرف قدر نفسه ..؛










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماهية الصحافة ..
حميد ابو رغيف ( 2009 / 12 / 21 - 23:42 )
بداية ً صباح الخير مدام يسرا , ما تكلمت به فعلا ً موجود في الوسط الصحافي وما يؤلم في هذا الأمر أنك تجدين أن اغلب الاشخاص الذين يدخلون في خضم هذا المجال من الباحثين عن الشهرة الزائفة هم من يشوهون صورة الصحافي وخاصة في الحوارات او العمل في مؤسسات خارج بلدانهم أو عند مشاركتهم بحوارات ونقاشات أمام شخصيات مثقفة ، لكن بالتأكيد هذا لا يلغي مسألة أن هناك الكثير ممن دخلوا الى الوسط الصحافي او الاعلامي وأكتسبوا خبرة خلال فترة معينة وباتوا من الاسماء التي يشار اليها بالبنان وفي إعتقادي ان مهنة الصحافة تحتاج الى اشخاص يستمتعون بمتاعبها ويشعرون بإنتماءهم إليها ، فمن يريد ان يصبح صحافي يجب ان يحب هذه المهنة ويجعل منها هدفاً له، لا أن يدخلها لغرض التباهي....وأنا لدي ملاحظة بسيطة ست يسرا ...كنت أتمنى لو أنك ذكرتي شخصية صحافية عراقية من الشخصيات المرموقة والعصامية والناجحة وما اكثرها ، لتقارني بينها وبين الشخص الذي تحدثتي عنه ، بدلاً من الصحافي الفلسطيني مع احترامي لجميع الصحافين في العالم العربي ولكن لكي يعرف القارىء الكريم ان هناك نماذج صحافية عراقية عديدة على النقيض من ذلك الشخص..مع اسمى تحياتي


2 - رد على تعليق
يسرا القيسي ( 2009 / 12 / 22 - 00:24 )
الأستاذ حميد ابو رغيف ... طابت أيامك بالحب والخير دائمآ ...؛
سعدت بتعليقك الجميل ؛ولمرورك العطر ؛ عزيزي بالنسبة لملاحظتك القّيمة ؛ سأوضح وجهة نظري ؛ لا أقصد البته تجاهل كتابنا ومثقفينا ؛ على العكس تمامآ كل المثقفين الحقيقيين العراقيين وغيرهم من العرب أوسمة على صدري وأقتخر بهم بالتاكيد ؛ لكنني أوضحت في مقالتي في بداية أمتهاني العمل الصحفي ؛ يعني الذي جمعني به عمل مشترك في مؤسسة واحدة ؛ أرتأيت التوضيح فقط ؛ كل أساتذتي وزملائي لهم مكانة في القلب بكل تأكيد ... تقبل اعطر تحياتي الصادقة .. الف الف شكر لحضرتك... دمت بخير ..؛

اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟