الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أليوت ... ومعالجات بالعبث للعبث والفوضى
قيس مجيد المولى
2009 / 12 / 20الادب والفن
من المفاهيم الشعرية التي أسس لها وبنى عليها (أليوت ) أن يكون الإيحاء العاطفي خصماً للتركيب المنطقي ، ولاشك بأن الخيال الذي يعول عليه أليوت هو الخيال الغير مشكوكٍ به والذي يمثل في رائه الخيال المنطقي الشبيه بالمدركات العقلية وقد أراد بذلك أن يعبر عن فكرته نحو مسميات كثيرة منها جنوح الخيال ،وفي تنظير أخر مغايرا عما أوردنا يرى أليوت ضرورة البحث والوصول الى الشئ الزائد عن ذاته ومفهوم الزيادة هنا ليس مفهوما سلبيا بمعنى تشذيب وأهمال ماتخلفه اللغة أثناء عملية الخلق من مفردات غير صالحة للإستخدام بسبب عدم ملائمة الفكرة مع مجريات الحدث المسترسل وأنما الشئ الزائد هو ذلك الذي لم يتم الوصول اليه وهو مستكشف بالأصل ولكن طبيعة الأنفعال النفسي وعدم تقدير اللحظة الحرجة
وعدم بلوغ العناصر الثابته في العمل الشعري عوامل إستثنائية تؤدي الى تخفي المستكشف وعدم إنتظام دوره ضمن الخط المرسوم له في النص ،
يحقق أليوت فهما لأشاراته كي يكون قادرا على دراسة حركاته الإنتقالية
وهو يعيد عملية التأمل ضمن مفهومه للمفارقة الجزئية وتهيئة الزخم الجديد لبناء لغة جديدة لتستطيع هذه اللغة وضمن تنوعها الدلالي في كشف الإيحاءات والملابسات لتكوين ذاكرة منفصلة لذاكرة النص الشعري الجديد أي يكون عمل المخيلة ضمن الموجودات التي يراها أليوت مناسبة لإنجاز مايريد وهنا لابد من طرح الؤال الأكثر إثارة للمناقشة وهو هل يتمكن الشاعر من السيطرة على مخيلته الى الدرجة التي يستطيع بها أن يكون هو بدور المساعد لها أو حتى البديل ،،
وأعتقد أن فلسفة الشعر تجيب عن هذا السؤال وغيرها وتجيب عن فائدة الشعر ضمن مفهوم أليوت وهل تخلق هذه الأراء صعوبة في فهم الشعر ضمن تغير المجتمع مثلا ضمن تغير توجهات الشاعر مثلا ضمن تغييرلا لموجوداته لبلوغ الصورة الشعرية التي تجمع في غير توازن موضوعي ( الفكر – العاطفة – اللحظة الزمنية ) إن الصورة تبدو قبل إنتاجها صورة تقليدية ولكنها عندما توخذ ضمن عملية الوضع فأنها تأخذ التركيب التأليفي ليكون لها معنى أخر للحكم عليها ضمن مدلولها وهذا يعني أن الغاية ليس الوصول بها إلى مجرد صور محسوسة فما يستلزم وما يفترض وما يتطلب هي مجالات للبناء ضمن أهبة العقل الباطني ودوره في دعم القوى المفجرة لتوتير أعلى للمشاعر والأفكار:
الضباب الأصفر يمسح ظهره فوق ألواح النوافذ
ويلصق لسانه
في زوايا المساء
ويطيل الوقوف عند البرك التي تركد في المجاري
ويدع السناج المتساقط من المداخن
يسقط فوق ظهره
إنزلقَ على جانب الشرفة
ووثب وثبة مفاجئة
وحين رأى أنها ليلة
من ليالي تشرين الناعمة
تطوى حول البيت
وأستسلم للنوم
لقد عالج أليوت من ضمن معالجاته (مفهوم العبث والفوضى ) ومثلما أعتقد بالخيال إعتقد بالوعي ولا شك بأن خلق التوازنات يستدعي ذلك بطرق موضوعية وغير بائسة وتلك من ضروريات أليوت الذي يجد
في الحس المشترك معيارا لتقييم الجانب الجمالي الذي يكمن به الشعور الخاص الشعور المتخصص بقهر القبح في اللغة وأخفاء مافيها من الأزمنة والأمكنة الضارة ،
[email protected]
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة
.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس