الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة تيسير خالد في احتفال الذكرى الثانية والاربعين لانطلاقة الجبهة الشعبية

تيسير خالد

2009 / 12 / 20
القضية الفلسطينية


كلمة تيسير خالد في احتفال الذكرى الثانية والاربعين لانطلاقة الجبهة الشعبية
نابلس 19/12/2009


الرفيقات المناضلات ، الرفاق المناضلون
الحضور الكريم

انقل لكم تحيات وتهاني الأخ الرئيس أبو مازن ، والأخوة اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في الذكرى الثانية والاربعين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وهي ذكرى نقف أمامها في مثل هذه الايام من كل عام ونستحضر فيها صورة قائدها المؤسس ، القائد الوطني والقومي الكبير الرفيق جورج حبش وصورة قائدها الشجاع ، الغائب الحاضر على الدوام ، الرفيق الشهيد أبو علي مصطفى ، وصور جميع القادة الكبار لجبهة شعبية اكدت حضورها المميز في ساحة العمل الوطني ، فصيلاً تقدميا ، ديمقراطيا طليعيا ، وحدويا كرس بتضحيات قادته وكوادره وقواعده دورا يعترف به الجميع في الدفاع عن المصالح والحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني .

وفي هذا اليوم أنقل لكم ومن خلالكم تحيات وتهاني الأخ الرئيس والاخوة أعضاء اللجنة التنفيذية الى الرفيق أحمد سعدات ، الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، بما له من مكانة مرموقة في صفوف الحركة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية وفي صفوف شعبه ، وهي مكانة تزيدها قيود الاسر والسجن حضورا مميزا على مستوى الوطن وفي مناطق اللجوء والشتات .
أيها المناضلون
نستعد هذه الايام للعبور الى عام جديد يطرح أمامنا سلسلة من التحديات ، التي يتوقف على أسلوب معالجتنا ومواجهتنا لها ، إما التقدم الى أمام ونحن نمسك بزمام المبادرة بأيدينا ، أو المراوحة في المكان وربما الانكفاء الى الخلف وفقد زمام المبادرة . ما هي هذه التحديات ، التي نقف هذه الايام في مواجهتها ، والتي سوف تزداد ضغوط أحداثها ونحن نستعد للعبور الى العام الجديد :

نحن نقف في مواجهة سياسة حكومة اسرائيلية يمينية متطرفة :
• تناور وتخادع
• تعرض تجميدا مؤقتا للاستيطان ، وهو كما يدرك الجميع تجميد مزعوم
• فهي لا تكتفي باستثناء القدس من هذا التجميد المؤقت المزعوم ، وباستثناء عطاءات لبناء أكثر من 3 آلاف وحدة سكنية جديدة ، وعطاءات لبناء المباني العامة والبنى التحتية ، بل وتقرر فوق ذلك خطة افضليات بموازنات كبيرة للمستوطنات القائمة في طول الضفة الغربية وعرضها .
• تناور وتخادع وتعرض العودة الى المفاوضات دون شروط مسبقة في الوقت التي تضع هي قيه شروطا تشطب من جدول اعمال هذه المفاوضات ، القدس واللاجئين وكل ما يتصل بمظاهر سيادة الشعب الفلسطيني على أرضه .
• تناور وتخادع وتشترط اعتراف الجانب الفلسطيني بيهودية دولة اسرائيل وما يترتب على ذلك من تداعيات وأخطار وتنكر لقرارات الشرعية الدولية وخاصة تلك التي تنص على حق العودة وفقا للقرار 194
• تناور وتخادع وتدير ظهرها لجميع الالتزامات الدولية بما فيها تلك الواردة في خطة خارطة الطريق الدولية في مرحلتيها الاولى والثانية .
• تناور وتخادع ، ولكن مناوراتها وخداعها لا يحجب أهداف سياستها عن أحد ، ولا حتى عن المبتدئ في السياسة .
• ببساطة ووضوح حكومة اسرائيل ترسل لنا وللعالم رسالة واضحة ، عنوانها : الفلسطينيون أمام ممر اجباري ، وعليهم ان يعبروا من خلاله الى دولة ذات حدود مؤقتة في الظاهر وحدود دائمة في الواقع على جزء من الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967 .

- هذا هو التحدي الاول والاخطر ، الذي نقف في مواجهته . أما التحدي الثاني فهو سياسة الادارة الاميركية
فبعد نجاح باراك اوباما في انتخابات الرئاسة الاميركية قبل عام ، راهن كثيرون على الادارة الاميركية الجديدة .
وازداد الرهان وتعاظم بعد خطاب أوباما في جامعة القاهرة في حزيران الماضي .
• هناك من يقول : نتيجة هذا الرهان صعد البعض على الشجرة ، ونظر الى أدنى فوجد أوباما يقف في الظل أو يمضي مبتعدا وهو يحمل السلم على أكتافه . هنا يخطيء من يعتقد ان الجانب الفلسطيني صعد الشجرة وينتظر من يقدم له السلم او الوسيلة ، التي تساعده على النزول ، فنحن نقف على ارضية سياسية صلبه ومتفق عليها وطنيا ، فلا استئناف للمفاوضات قبل وقف حكومة اسرائيل لجميع انشطتها الاستيطانية وفي المقدمة انشطتها الاستيطانية في القدس وقبل تحديد واضح لمرجعيتها وعلى اساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وقبل تحديد سقف زمني لها وآلية مراقبة ملزمة لنتائجها .
• كان الرهان على الادارة الجديدة خاطئا تماما ، وسيكون الرهان خطيئة اذا حاول البعض أن يسوق صفقة الادارة مع نتنياهو، أو يسوق رسالة ضمانات تقدمها الادارة الاميركية الى الجانب الفلسطيني ، أو يسوق فتح قناة مفاوضات خلفية خفية ، تكون سلم الهبوط أو النزول عن الشجرة ، أو جسرا للعبور الى منطقة آمنة .
- حكومة نتنياهو تخطئ اذا هي اعتقدت أن الجانب الفلسطيني أمام ممر اجباري لا يترك له غير خيار دولة الحدود المؤقتة ، دولة الجدار والمعازل ، كما تخطئ الادارة الاميركية كذلك ، اذا هي اعتقدت أنها قادرة على تسويق بضاعتها ، بأي من الخيارات التي تطرحها ، بدءا بصفقة ميتشيل – كلينتون مع نتنياهو ، مرورا برسالة ضمانات لا قيمة لها ، وانتهاء بقناة مفاوضات خلفية تتحكم اسرائيل بشروطها ومسارها ونتائجها .

- أما التحدي الثالث ، الذي يواجهنا ونحن نستعد للعبور الى العام الجديد ، فهو تحد قديم جديد . انه الانقسام ، الذي يترتب على الانقلاب ، أقدمت عليه حركة حماس في قطاع غزه ، والذي اصبح كما هو واضح يهدد الوحدة الوطنية الفلسطينية ووحدة النظام السياسي الفلسطيني . تخطئ حركة حماس ، اذا هي اعتقدت أن دورها الكفاحي يقف في هذه المرحلة عند حدود بناء امارة في قطاع غزه ، في رهان على تطورات اقليمية ودولية تسمح لها بالتحول الى لاعب اقليمي، في صراع يجري من اجل اعادة بناء التوازنات السياسية بين الانظمة في هذه المنطقة . هذا وهم كبير وخطير ،

ومن هنا ، فاننا نعتقد ان مصلحة حماس ، مثلما هي المصلحة الوطنية الفلسطينية بشكل عام ، تكمن في تجاوز حالة الانقسام استنادا الى موقف ايجابي من الورقة المصرية للمصالحة رغم كل التحفظات عليها ، واستنادا كذلك الى موقف ايجابي من قرارات المجلس المركزي الفلسطيني قبل أيام والتي تركت الابواب مفتوحة لاستعادة الوحدة الوطنية إما بالحوار من أجل التوصل الى اتفاق أو بالاحتكام الى العملية الديمقراطية في انتخابات حرة ، نزيهة رئاسية وتشريعية وأخرى للمجلس الوطني الفلسطيني بقانون انتخابات عصري وديمقراطي يعتمد التمثيل النسبي الكامل ويضع أقدامنا على أرض صلبة من الوفاق والاتفاق لاستعادة الوحدة الوطنية ووحدة النظام السياسي الفلسطيني ، لنواجه بصف متحد سياسة حكومة اسرائيل ولنصد بصف واحد الضغوط الاميركية المسلطة على الجانب الفلسطيني .
أيها المناضلون
لسنا ولن نكون ، أمام ممرات اجبارية في السياسة تعود بالضرر على مصالحنا وحقوقنا الوطنية الفلسطينية . ان انسداد آفاق التسوية بشروطها الاسرائيلية ، المدعومة من الادارة الاميركية لا تعني ، ولا يجب ان تعني أن افاق التقدم في مسيرة النضال من أجل انتزاع حقوقنا قد باتت مغلقة .
• على المستوى السياسي نحن في وضع صعب ، غير ان حكومة اسرائيل في وضع لا يقل صعوبة . ان ممارساتها الارهابية وجرائم الحرب التي ترتكبتها تضع قادتها أمام مساءلة العدالة الدولية على مستوى العالم
• وعلى المستوى السياسي كذلك نحن في صراع ارادات ، وفي الصراع يجب ان نوفر عناصر وعوامل الصمود والنصر . يجب أن يفهم الجميع أن السياسة هنا ليست فن الممكن ، بل هي فن ادارة الصراع في الدفاع بحزم وثبات عن المصالح والحقوق الوطنية
• وعليه يجب ان نمضي مع الدول العربية ونبني على قرارات لجنة المتابعة العربية في أيلول الماضي ونرسم خطواتنا نحو مجلس الامن الدولي ونحو المجتمع الدولي . مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب يجب ان ينعقد دون تباطؤ للعمل بخطوات متوازنة ، أولا من اجل ترجمة قرارات لجنة المتابعة العربية ، وثانيا من اجل البناء على اعلان دول الاتحاد الاوروبي قبل أيام في بروكسل ، رغم تحفظنا على غموضه في قضية القدس وفي قضية اللاجئين ، لوضع مجلس الامن الدولي أمام مسؤولياته للاعتراف بحدود الرابع من حزيران عام 1967 حدودا لدولة فلسطين وعاصمتها القدس العربية .

وعلى المستوى الداخلي ، لا شك اننا في وضع صعب . واذا كان ليس بمقدورنا في اللحظة الراهنة معالجة الوضع في قطاع غزه ، فان بمقدورنا ان نعالج مجمل أوضاعنا ، حيث بؤرة تركيز المشروع الاستيطاني العدواني التوسعي الاسرائيلي . نمد يد العون الى اخوتنا المحاصرين في قطاع غزه ، نناضل في جميع المحافل الدولية لرفع الحصار عنهم ، نتابع معهم مهمتنا في تقديم مجرمي الحرب في اسرائيل الى العدالة الدولية على الجرائم الموصوفة في تقرير جولد ستون ، والتي ارتكبوها في عدوانهم الأخير على القطاع ، ونوفر في الوقت نفسه عناصر الصمود في الضفة الغربية ، ونراجع مواقفنا وسياستنا نحو ابناء شعبنا في مخيمات اللجوء والشتات ، نقف الى جانبهم ، نوفر لهم مقومات الصمود ومتطلبات المواجهة مع وكالة غوث تنطوي تقليصاتها لخدماتها في مجالات التربية والتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية على اخطار حقيقية .
اخيرا اسمحوا لي أن أتوجه الى أبناء شعبنا في مناطق اللجوء والشتات والى اسرانا في معسكرات الاعتقال الجماعية الاسرائيلية وفي طليعتهم الرفيق احمد سعدات ومروان البرغوثي وابراهيم ابو حجلة وبسام السعدي ورأفت ناصيف بالتحية والتهنئة لهم جميعا وهم يحيون معنا هذه الايام الذكرى السنوية الثانية والاربعين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

عاشت الذكرى – والسلام عليكم










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلم الدولة الكردية.. بين واقعٍ معقّد ووعود لم تتحقق


.. ا?لعاب ا?ولمبية باريس 2024: سباح فلسطيني يمثل ب?ده ويأمل في




.. منيرة الصلح تمثل لبنان في بينالي البندقية مع -رقصة من حكايته


.. البحث عن الجذور بأي ثمن.. برازيليون يبحثون عن أصولهم الأفريق




.. إجلاء اثنين من الحيتان البيضاء من منطقة حرب في أوكرانيا إلى