الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة المالكي بحاجة الى رئيس وزراء

نزار أحمد

2009 / 12 / 21
كتابات ساخرة


كشفت لنا استجوابات مجلس النواب العراقي لقادة المؤسسات الامنية وتصريحات نوري المالكي وعناصر مكتبه وممثلي الوزارات الامنية والكتل السياسية المتناقضة بعد العمليات الارهابية الاخيرة التي دكت عاصمتنا الحبيية بغداد مدى انعدام التنسيق بين رئيس الوزراء وقادة وكوادر المؤسسات الامنية وفقدان سبل التعاون والتكامل بين صناع القرار الحكومي. حيث اظهرت لنا هذه الفوضى التي لم تعرف لها الحكومات الديمقراطية والدكتاتورية مثيلا سابقا بأن ليس لدى العراق حكومة متجانسة ومكملة لبعضها البعض ويقودها شخص واحد يتمتع بقدرته وصلاحياته القيادية. فللاسف اتضح لنا بأن كل مؤسسة تدار بصورة فردية من قبل وزيرها ووفق مصلحة الوزير وتصور الوزير الشخصي ومصلحة حزب الوزير وما دور رئيس الحكومة نوري المالكي الا دور المتفرج الآخر من يعلم (اطرش بالزفة). ايضا اتضح لنا باننا الدولة الوحيدة في العالم التي تملك حكومة بدون رئيس حكومة. شخصيا كتبت عدة مقالات تتطرق الى فشل المالكي في ادارة دفة حكومته فدور المالكي يمكن تلخيصه بكلمتين فقط وهي (دور المتفرج) حيث تعودت ان لا ارَ دورا لنوري المالكي غير نسب نجاجات مؤسسات حكومته لنفسه واعتبارها على انها نجاحات تمخضت من صنع يديه ولكنه ايضا يبرء نفسه من اخفاقات مؤسسات حكومته ويعلل اسباب فشلها الى تقصير القادة الغير عائدين لحزبه حزب الدعوة. ولكن الاحداث الاخيرة برهنت لنا صحة تخميناتنا السابقة بان العراق يمتلك حكومة فوضى او بتعبير سهل الفهم هو (واحد يجر بالطول والاخر يجر بالعرض). ايضا تضارب تصريحات عناصر مكتب المالكي ومؤسسات حكومته بخصوص حقيقة احتلال ايران لبئر الفكة النفطي يمثل برهانا آخرا على ان السفينة العراقية تبحر بدون قبطان.

طبعا هناك من سوف يقول لنا بأن الذنب ليس ذنب المالكي في تفكك وفوضى وعدم تجانس الحكومة ولكن السبب الرئيسي عائد الى حكومة المحاصصة والديمقراطية التوافقية وولاء المسوؤل الى الفئوية والحزبية قبل المصلحة العامة وما شابه ذلك من تبريرات وهنا اتفق جزئيا مع هذه الآراء المعللة سبب فشل وتفكك وعدم انسجام وتعاون المؤسسات الحكومية في مابينها بالمحاصصة والتوافقية والفئوية ولكن ايضا يتحمل نوري المالكي الدور الاكبر في هذه الفوضى والتفكك وفقدان التنسيق حيث:

اولا: لايملك المالكي صفات القائد الذي تفرض شخصيته وسلوكه احترام الجميع له, فالقائد هو الشحص الذي يمتلك القدرة والموهبة والدهاء السياسي الذي يمكنه من جمع الشمل وتقارب الآراء ومحاسبة المقصرين واشهار اخطائهم وهذه الصفات لايمتلكها المالكي حيث وحسب اقوال المالكي بأنه لايمتلك القدرة والصلاحية على معاقبة او اقالة مدير في وزارة من الوزارات الخاضعة لحكومته. فالحكومة التي لايستطيع رئيسها اقالة او حتى معاقبة مسؤولا فيها هي حكومة بدون رئيس وزراء وليس لها تفسير آخر بغض النظر عن المبررات. فمنصب ودور المالكي لايتعدى كونه منصب تشريفي.

ثانيا: يعتبر نوري المالكي اكثر اعضاء الحكومة انحيازا لفئويته وحزبيته ودكتاتوريته فجميع مستشاريه اختارهم المالكي من حزب الدعوة, وجميع كادر مكتبه عائدون لحزب الدعوة, اما الوزرات التابعة لحزب الدعوة فهي اكثر الوزارات العراقية التي تمارس الافضلية الفئوية والحزبية. وعند تأسيس المالكي لائتلاف دولة الفافون اصبح المالكي ايضا منحازا ومفضلا فئوية وحزبية مكونات ائتلافه, فماذا نتوقع من باقي اعضاء الحكومة عندما يكون رئيس الحكومة قدوة في الفئوية والحزبية؟. لو حقا اراد المالكي ان يكون قائدا وطنيا ناجحا يحترمه جميع افراد حكومته ويطيعوا ويحترموا وينفذوا توجيهاته وقراراته فكان يجب عليه اولا وآخرا ان يكون قدوة في اللافئوية واللاحزبية وتفضيل المصلحة الوطنية لا ان يكون عكس ذلك.

ايضا لابد لنا ان نقف مع ممارسات بعض الحكومات الديمقراطية ونقارن بين آلية عملها وآلية عمل حكومة المالكي وليس هناك نموذجا بهذا الخصوص غير الحكومة الامريكية ام الديمقراطية العالمية. فكل يوم وحتى عندما يكون الرئيس الامريكي خارج البلد وقبل ان يشرب الرئيس الامريكي قدح قهوته يتلقى تقريرا استخباريا مفصلا يقدمه له ممثلوا الاجهزة الاستخبارية والامنية الامريكية يلخص له جميع المعلومات الامنية والاستخبارية التي توفرت خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية. ايضا لدى الرئيس الامريكي فريق عمل امني يتكون من وزير الدفاع ورئيس المخابرات الامريكية (CIA) ورئيس جهاز الشرطة الفدرالي (FBI) ومستشار الرئيس الامريكي للامن القومي ومدير مكتب الرئيس الامريكي (Chief of Staff) ورؤساء لجنتي النواب والشيوخ للامن القومي يجتمع بهم مرة كل اسبوع في اجتماعات دورية تستغرق مابين الاربع الى الثماني ساعات. وفي الحالات الاستثنائية تكون هذه الاجتماعات يومية. طبعا ايضا لديه فرق عمل في اختصاصات اوجه الحياة الاخرى كفريق الاقتصاد الامريكي مثلا. فهل يتلقى نوري المالكي تقريرا استخباريا بشكل يومي؟, وهل لديه فريق امني يشمل وزراء المؤسسات الامنية ورؤساء الاجهزة الامنية والاستخبارية يلتقي بهم المالكي اسبوعيا؟, او فريق نفطي او فريق مختص بمعالجة ازمة الكهرباء او فريق اقتصادي؟. كل الذي اسمع به هو الاجتماع الوزاري الذي يعقد كل صباح يوم ثلاثاء ويستغرق مابين الساعتين والثلاث ساعات. اما اغلب وقت المالكي فيقضيه في متابعة شؤون حزبه وائتلافه واللقاءات الفردية التي هدفها الاول والاخر تحقيق مكاسب انتخابية وزيارات المحافظات الجنوبية التي لايلتقي بها الا برؤساء العشائر وكبار السن وحضوره للمؤتمرات والتجمعات واللقاءات العشائرية. فماعدا اجتماع مجلس الوزراء الذي يعقد مرة كل اسبوع فجميع المهام الاخرى هي مهام يقوم بها عادة صاحب المنصب التشريفي كرئيس الجمهورية مثلا. فهل يعقل ان يكون وقت رئيس الحكومة المخصص لادارة دولة بأكملها لايتعدى الثلاث ساعات اسبوعيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب