الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم مزعج مر على اهالي ابوغريب

نوري جاسم المياحي

2009 / 12 / 21
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق



اليوم ومنذ الصباح الباكر قامت القوات الامنيه ابوغريب بغلق الشوارع وتقطيع المناطق .. وبما ان المواطنين مرتبطين بالدوام في الكليات والمدارس ودوائر الحكومة .. فخرج الجميع لمراكز عملهم .. و بعد الساعة التاسعة صباحا شدد الحصار والغلق بوجه السيارات .. مما دفع بالمواطنين (اطفال ونساء وشيوخ ) عند العودة الى بيوتهم بعد انتهاء الدوام ان يسيروا عدة كيلومترات على الاقدام .. اما اصحاب السيارات فقد اضطروا للعودة من حيث اتوا بعد انتظار طال عدة ساعات .. ولكي اقرب الصورة المزعجة وبقدر تعلق الامر بعائلتي .. بنات الكليات اضطررن للمبيت في بيت عمهن والمتزوجة في بيت اهلها .. انني لااعترض على الاجراءات الامنية التي تصب في صالح المواطن .. بل بالعكس تشكر الاجهزة الامنية على جهودها .. ولكن ما اطالب به ان لاتكون مزعجة ومؤذية للمواطن والاخضر يحترق بسعر اليابس.. وكان بامكان هذه الاجهزة منع التجوال .. او على الاقل تبليغ المواطن بانه لن يستطيع العودة الى داره قبل الساعة السابعة مساءا .. كي يدبر امره وحل مشكلته .. ولكن ومع الاسف لااحد يراعي مصلحة المواطن وراحته لانه غير جدير بالاحترام من وجهة نظرهم ..
اكوا مثل عراقي يكول ( انطي الخبز لخبازته ) والمثل الاخر يقول ( موكلمن صخم وجهه صار حداد ) .. وهذا ماينطبق على قادتنا الامنين .. ويحزنني ان اخبركم ان الاجهزة الامنية لازالت تفتقد الى ابسط القواعد لتحقيق الامن .. ففي الساعة الحادية عشرة طرق باب داري .. وعندما خرجت وجدت ثلة من العسكريين .. فاخبروني ( وللامانة بكل ادب ) .. نريد نفتشكم وخلي النسوان يجتمعن بغرفة واحدة .. لكن المشكلة وين ؟؟ وحدةمنهن بالحمام .. والاخرى تصلي بالسطح تدعواربها عسى ان يرجع ابنها والاخرى تخبز.. والاخرى تغسل الملابس .. المهم بعد خمس دقائق كنا جاهزين لادخالهم الدار للتفتيش .. وفعلا دخلوا وفتشوا .. ووقعت على مستندين بان شيء لم يفقد ( وهذه طريقة جديدة للخلاص من المسؤلية ) اما لماذا مستندين فلا ادري ..ولم استطع قرائتهما .. والسبب بسيط لانني مصاب بعجز قلبي .. وكنت اغلي غضبا لما يحصل .. ولا استطيع التعبير عما يجول في صدري من الالم .. ولولا ان الساعة لم تحل لتوقف قلبي وياليته توقف لكي اخلص من هذه المعاناة والذلة .. فالى متى تبقى دورنا منتهكة وخصوصية العائلة مخترقة وعوائلنا مرعوبة .. بلا ذنب او مبرر .. صحيح ان الشباب الذين فتشونا لم يسيؤا الادب او التصرف .. ولكن عملية بل كلمة التفتيش مزعجة حتى لو كان الانسان ليس لديه ما يخيف .. انا لا الوم مجموعة الشباب التي فتشت لان هذا واجب كلفوا به من قياداتهم ونفذته على احسن وجه .. ولكني اصب لومي على قياداتهم التي لا تمتلك الخبرة الكافية للتعامل مع الملف الامني بطريقة علمية صحيحة .. وقد علمت بعد انتهاء عملية التفتيش ان كل المنازل في شارعنا قد فتشت ما عدا دار السيد رئيس المجلس البلدي على اساس ( دار الريس مأمونة ) ونسوا ان (الحمة تجي من الرجلين ) لعنة الله على الاحتلال (شسوه بينه ووين ننطي وجهنه ما ادري ؟؟) .. وكانت كل اهل المنطقة متنرفزة وغاضة من عملية التفتيش الجماعي غير المبرر .. اللهم قد يكون السبب هي نقل الفريق قنبر من قيادة عمليات بغداد وجاء الفريق احمد بدلا عنه وبالتاكيد يريد يثبت للحكومة وللناس انه مسيطر من خلال استعراض القوة .. ونصيحة لوجه الله .. الارهابين ما ينتظرون التفتيش ببيوت المواطنين الامنين .. لهم اوكارهم والمفروض بكم معرفتها .. وهي عملية بسيطة جدا لو وضعت الية وخطط من قبل اشخاص مختصين ودوائر متخصصة .. نحن نتذكر ..الكل لام قيادة قوات بغداد لفشلها في التصدي لتفجيرات الايام الدامية .. وكان الفريق قنبر كبش الفداء .. قيادة قنبر عملياتية ميدانية وليس استخباراتية .. وسيقع الفريق احمد خليفته بنفس المطب ان لم يعالجه او ينتبه اليه .. ولكي اشرح للقاريء اين الخلل .. ؟؟ الخلل في منظومة جمع المعلومات وقد فشلت وزارة الداخلية في هذا المجال فشلا ذريعا ..فهي تمثل العصب الرئيسي والعمود الفقري بالنسبة للاجهزة الامنية الاخرى .. فالمفروض بالاجهزة الامنية تتالف مما يلي :-
1 – مديرية الامن العامة وفروعها في كل زاوية وركن ومسؤلة عن جمع المعلومات عن كل مواطن عراقي سواء ان كانت سياسية اوقتصادية أو اجتماعية و بالتعاون مم دوائر وزارة الداخلية الاخرى .. كالسفر والجنسية والمرور والشرطة المحلية والمخاتير ومكاتب المعلومات والشعبة الاقتصادية والفنية .. والخ .. وهنا يبرز دور وزارة الداخلية الخطير والمهم
2 – مديرية استخبارات الشرطة وهذه تؤمن المعلومات عن منتسبي الداخلية ومديرياتها
3 – مديرية الاستخبارات العسكرية وهي مختصة بالامن العسكري سواء بالنسبة للافراد او القطعات او الحركات العسكرية ولا علاقة لها بالامن الداخلي لامن قريب او بعيد كما يتصور بعض قادتنا الجدد ..ويعزون الفشل الامني لعدم وجودها ولاسباب لا افهمها .. وهي مرتبطة كليا بوزارة الدفاع
4 – جهاز المخابرات .. وواجبه جمع المعلومات من خارج العراق والمعلومات الخاصة بالاجانب المتواجدين على الارض العراقية سواء الذين يعملون في الشركات الاجنبية او السفارات والقنصليات الموجودة في العراق .. وكم اثار استغرابي ودهشتي عندما اعترف السيد زهير الغرباوي وكيل رئيس الجهاز عندما قال .. المخابرات لاتعرف عن من يشتغل في شركات الحماية الاجنبية اكثر من مصادقة وتوقيع على وئيقة الاجنبي ولا نعرف اين يذهب وعلى مزاجه يصول ويجول ..
فهل من المعقول ان لا يوجد مايلي
 مختا ر محلة يعرف كل ساكن بالمحلة يعرف من هم سكنة محلته .. ومسؤل عن تزويد مكاتب المعلومات ودوائر الامن بكل تغير يحدث في منطقته .. انا استغرب من وزارة الداخلية التي تدفع رواتب 650000 منتسب .. ولا تستطيع صرف رواتب 20 مختار في قضاء ابو غريب مثلا ..بدلا من الشوشرة والازعاج الذي تعرضنا لها اليوم .. تفتيش عامي شامي وبلا سبب ؟؟؟
 لماذا لاتفعل ثانية مكاتب المعلومات في كل مركز شرطة .. واستخدام الحاسوب بالجرد .. ولاسيما في اصدار البطاقات السكنية .. هل هذه صعبة ؟؟؟
 لماذا لاتفعل شعب الامن التي كانت تعمل قبل السقوط ولديها الخبرة والكفاءة لجمع المعلومات .. والمتواجدة في مراكز الشرطة المحلية .. ويجب ان نعترف ان رجل الامن البسيط ولاءه لوظيفته وليس لحزب اذا لم يفرض عليه ذلك .. وينطبق عليه المثل العراقي ( ياهو الياخذ امي اسميه عمي )
 ان تقصير مديرية شرطة المرور العامة يمكن وصفه من السماء للارض ..فهل من المعقول وكما صرح وزير الداخلية .. في بغداد وحدها مليونين سيارة .. و99% منها ارقام وقتية وكلها مسجلة باسماء ليست لمالكيها .. والسيارات يوميا تفجر ولا يعرف اصحابها ؟؟هل من المعقول هذا .. هل من المعقول حكومة تحترم نفسها والسنويات لاتجدد .. وهل من المعقول السواق يقودون السيارات بلا اجازات سوق ؟؟ ان مشكلة السيارات من اخطر المشاكل ووزارة الداخلية لاتعيرها اي اهتمام يتناسب مع حجم الخطر المحدق ..
 هل من المعقول المزورين والمزيفين والمحتالين والنصابين يسرحون ويمرحون .. بحيث لايوجد وثيقة او مستند الا ويزور .. سواء جوازات سفر او هويات واسماء او شهادات .. فكيف نحارب القتلة والمجرمين .. ان لم نقضي على المزورين وفرض اقصى العقوبات عليهم
الرشوة هذا الداء المميت يجب ان تتبناه الامن العامة .. وبصرامة بدلا من هيئة النزاهة التي تعمل على الطريقة الامريكية التي لا تشبع ..
الخلاصة التي يجب ان يفهما المسئولون الامنيون .. ان التفتيش الجماعي او العقوبات الجماعية ولا مئات الالوف من نقاط التفتيش او ملايين الصبات الكونكرتيه .. ولو حولتوا كل الشعب العراقي الى شرطة ..فلن يتحقق الامن الا من خلال منظومة متماسكة ومتعاونة لجمع المعلومات .. وكفاية استهانة باعصابنا لانكم لاتجيدون عملكم ..
الرجاء .. الرجاء انسوا منافعكم وطموحاتكم الشخصية .. فكروا بالشعب المسكين الذي لاحول ولاقوة له .. وانسوا الانتخابات .. سواء بقيت وزير او انتخبت نائب او حققت حلمك واصبحت رئيس للوزراء .. خلي المواطن المسكين امام ناظريك ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القلوب سواقي
نوري جاسم المياحي ( 2009 / 12 / 21 - 14:38 )
الاستاذ امين لقد قرأت تعليقك الذي ارسله مشكورا موقع الحوار المتمدن .. الميزة الحلوة عند العراقي الاصيل هي المحبة والتعاطف بينهم بغض النظر عن القومية او الدين او الطائفة ولكن مع الاسف تجار الساسة هذه الايام لايفهمون ذلك وهذا بلاء ابتلي به العراقيين منذ ان فتحنا عيوننا .. انني اتفق معك فيما ذكرته ..ولكن اذكرك بالقول القائل من راى مصائب الناس هانت عليه مصيبته ..والحمد لله على كل شيء

اخر الافلام

.. عزة.. ماذا بعد؟ | المعارضة الإسرائيلية تمنح نتنياهو -الأمان-


.. فيضانات في الهند توقع أضراراً طالت ملايين الأشخاص




.. مواجهة مرتقبة بين إسبانيا وفرنسا في نصف نهائي يورو 2024


.. الاستقرار المالي يثير هلع الفرنسيين




.. تفاعلكم | مذيعة أميركية تخسر وظيفتها بسبب مقابلة مع بايدن!