الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلمدوغ مليونير

محمود المصلح

2009 / 12 / 21
الادب والفن



السينما ............. الفقر ، الغنى ، الابداع ، الالوان ، الكادر السينمائي ، الاصرار ، الشجاعة ، القوة ، الضعف ، التمرد ، الخنوع ، الغدر والخيانة ، الاخلاص ، تقنيات التصوير ، البساطة ، الجموع الجماهيرية ، الفكرة الرائدة ، القاع في محاولة الوصول للقمة ، الادارة الحكيمة للمجاميع ، زوايا الصور في مواقع التصوير المختلفة ، تعدد اللقطات ، التفصيلات الصغيرة والدقيقة التي تكاد ان تكون على اهمية الحدث الكبير والفكرة الرئيسة .
فيلما بريطانيا ، عن الهند ، صورة الهند الحقيقية بناسها الطيبين ، البسطاء ، واحياء الصفيح الفقيرة المعدمة الضاربة في البؤس ، التي لم تفقد روح الحياة بعد على الرغم من كل ما مر بها ويمر ، بقطاراتها العتيقة ، والوانها الزاهية وسيارتها الصغيرة وحركة المرور الدؤوبة ، قاع المدينة القديم ، والاحياء الخلفية ، تلك مفردات تكاد تلخص ( سلمدوغ مليونير ).
بابداع يكاد يكون فطري ، فلا نجوم كبار في الفيلم ، وليس لهم تاريخ حافل في جوائز الاوسكار والسينما ، بساطة القصة ، التي نبعت من قاع المدينة المخنوق ، المكبوت ، المسكوت عنه ، وناس القاع الهامشيين ، المنسيين ، الضاربين في البؤس والفقر ، لكن روحهم متألقة ، ومعنوياتهم عالية ، وشجاعتهم فريدة ، فلم يأخذ الفقر والتهميش منهم روحهم ، ولم يسلبهم روح التمرد والرفض ، ولم تقتله الخيانات والغدر، والمؤامرات ، فقد بقوا على ذواتهم رغم محاولات التشويه المتعمدة والمقصودة والممنهجة .
فكرة الموائمة بين البرنامج الجماهيري ( من سيربح المليون ) والفيلم فكرة رائدة ،تقنية الفلاش باك أضافت الحركة والحيوية للفيلم ، جاء الفيلم خاليا من الحشو ، والزيادة غير الضرورية ، والتركيز على قصة الفتى ( فتى الشاي ) ، فلم تأخذ الملايين العشرة من الصغير روحه وتصميمه ، ولم تنال من روحه الصابرة الصامدة ، واصر على المضي قدما رغما عن رغبة المقدم ، وليس رغبة في المال ولكن رغبة في المقاومة والاصرار وممارسة اللعبة ..تماما كما أشاح ببصره بعيدا وهو يقاوم النار التي تغلي في عروقه عندما خرجت لاكيتا ( حبيبته ) من الحمام عارية وطلبت منه ان يناولها الثوب لتستر نفسها ، وكما اصر أن يمضي قدما في المسابقة وطلب ان يتصل بصديق كما يقتضي البرنامج من مساعدة ، فعندما ردت (لاكيتا) شعرتً وكأنه قد نال الجائزة .. هي جائزته .. نسي للحظة او لحظات الفترة الزمنية المخصصة للاتصال للاستفادة من المساعدة ... اصر على الاجابة .. وحينما ساله مقدم البرنامج هل انت متأكد أجاب ببرود لا ...
كانت الهند بعمالها وناسها .. بصفيحها .. ومدنها ومشاعرها المكبوتة ال 90,000,000 تتابع البرنامج تقف مع الفتى الصغير وحلمه الكبير الذي يمثل حلمهم جميعا .. وعندما صفق الحضور بالقاعة ، صفقت الهند ، وصفق الضمير في قلب الأخ الشرير .. وصفق الحب ..
تبقى فكرة صناعة فيلم ، فكرة تدغدغ مشاعر المخرج ، والكادر ، وتبقى فكرة الرسالة الكامنة خلف الفيلم ، في راس المؤلف والسنينارست والمخرج وايماءات الابطال في الفيلم ، ليقدموا رؤيتهم وتصورهم ، بحثت كثيرا وبروية عن الفكرة الكامنة ( الرسالة ) خلف انتاج فيلم بريطانيا عن فتا بسيطا معدما منسيا مهمشا في مدينة مهمشة منسية ، مومبي ، فلم اجد غير تصوير التخلف ، والتلسط ، والقمع السلطوي ، والارهاب والاتاوات وكانها تقول ان الهند بلا دولة ولا نظام .
يعد الفيلم تحية كبيرة للهند والبسطاء من الناس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو


.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس




.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي