الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكونات الهوية المغربية إقصاء مكون كمن يرغب في فقدان أحد أبويه

اقريش رشيد

2009 / 12 / 21
الادب والفن



تتكون الهوية المغربية من عدة مكونات أساسية لا يمكن الفصل بينها و هذه الخصوصية التي ينفرد بها الشعب المغربي تجعله محط إعجاب و تأمل من فبل المهتمين و الباحثين في الانتروبلوجيا و السوسيولوجيا و يكمن هذا التتبع في خاصية التي ألهمت الدولة الأمن و السلام و أن التعايش السلمي الرائع يفوح سيمفونية عطرة تتموج موجاتها من طنجة إلى الكويرة عبر تخوم الصحراء المغربية العريقة هي أروع صورة أبهرت العالم.

فالتنوع الفسيفسائي في التراث المغربي الشعبي و الفلكلوري و الإبداع الفكري لم يقتصر على المحيط الجغرافي للمغرب الكبير بل داع صيته في جميع الأمصار العربية و الإسلامية بجودة منتوجيته الإبداعية الفكرية في جميع ضروب الحياة المعرفية بل أصبح مرجعا لبعض مفكري المشرق و الغرب و نذكر على سبيل المثال ابن رشد و ابن خلدون و اليوسي... رموز لها أكثر من دلالة علمية بل شخصيات كارزماتيكية غير عادية سواء على المستوى الفكري الفلسفي أو الفقهي أو السياسي ...

إن الثقافة المغربية و نقصد بها الإنتاج الفكري المتنوع في جميع ميادين المعرفة هو نابع من ذات مفكرة لحضارة أصيلة و ضارية في القدم امتزجت فيها الجذور الامازيغية بالإفريقية و الأوروبية و العربية الإسلامية.

هذه الخصوصية في الهوية المغربية التي يدافع عنها العديد من أبناء المغرب الأحرار و الشرفاء لبقائها وصون مميزاتها لم تنطلق من عبث بل من ارتباط جغرافي و عقائدي و هوياتي هو أصل الكينونة المغربية التي حافظت على مر العصور بكل عناصرها الأصلية و الأصيلة.

إن الامازيغية كمكون أساسي هام للشخصية المغربية استطاع أن يحافظ على وجوده من خلال رواد وهبوا أنفسهم لهذا الغرض النبيل حيث عملوا على إحياء و بعث التراث الامازيغي من سباته العميق و احياء الإرث الحضاري و الثقافي و دافعوا عن العمارة و الأسماء الامازيغية.

في هذه المسيرة، كان لابد على رجالات الحركة الامازيغية أن يدافعوا عن كينونة الانتربولوجية دون إحداث انقسامات أو رجات من شانها إشعال فتيل الفتنة، و نهجت و اتسمت الحركة الثقافية الامازيغية بالحكمة والبصيرة و منطق العقل و اتزان عجيب تتحاشى بذلك أقاويل المعارضين و دووا النوايا السيئة.

في هذا الإطار عرفت الساحة المغربية ميلاد العديد من الجمعيات الامازيغية تحمل هم القضية الوطنية فشاع نور يقينها و أضاء شعاع خصوصياتها فتعددت المهرجانات ,اللقاءات، الندوات بل تعدى ذلك الى خلق جو التنسيق و أصبح الهم الثقافي و العمارة و الثرات حلما محققا بدء بخطاب صاحب الجلالة الملك الراحل الحسن الثاني حينما طالب بإعطاء العناية للثقافة الامازيغية ليتأكد مرة أخرى مع " اكليد الجديد " الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة خطاب أجادير التاريخي كانت لحظة تاريخية بكل المقاييس تنفس فيها أبناء مازغ الصعداء وتستبشروا خيرا عندما أمر جلالته بخراج المعهد الملكي الامازيغي لحيز الوجود و تبنيه الخط الامازيغي تيفيناغ ليتعزز المشهد الإعلامي بالقناة التي ينتظرها بشغف.

إن الاهتمام بالقضية الامازيغية و الدفاع عنها، منطق يكمن في أن المغرب لا يمكن إلا أن يكون ذاته هو يعرفها كامل المعرفة و لتدليل على عظمة القضية العديد من الدول اعترفت باللغة الامازيغية و أصبحت تدرس في جامعاتهم و معاهدهم هو اعتراف صريح بأنها لغة تدحض بذلك ترهات المعارضين القائلين أنها ليست لغة .

الباحث و العالم الكبير "دوسوسي"ر قال بان النحل يملك لغة، فكيف تسنى لهؤلاء اللذين ينكرون وجدها أللسني، أن يحرموا شعبا من لغته التي تدل الحفريات العلمية على أنها ضاربة في أعمق آلاف السنين قبل الميلاد....

إننا مغاربة تربة و تربية و لا يمكن بحال من الأحوال أن نقصي مكون من مكونات هويتنا المغربية و إلا نكون كمن أراد أو رغب في فقدان احد أبويه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنانة الراحلة ذكرى تعود من جديد بتقنية -اله


.. مواجهة وتلاسن بكلمات نابية بين الممثل روبرتو دي نيرو وأنصار




.. المختصة في علم النفس جيهان مرابط: العنف في الأفلام والدراما


.. منزل فيلم home alone الشهير معروض للبيع بـ 5.25 مليون دولار




.. إقبال كبير على تعلم اللغة العربية في الجامعات الصينية | #مرا