الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام السعودي ومستشارو السوء

حسين عبدالله نورالدين

2004 / 6 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


ما زالت العملية الإعلامية في السعودية تراوح مكانها وكذلك العقلية السياسية الحاكمة.
فالتلفزيون السعودي الرسمي اذ يعلن مقتل زعيم الإرهابيين في الجزيرة العربية لا يسميه ارهابي ولا يسمي فرقته بالإرهابيين ويصر على تسميتهم بالفئة الضالة.
وعند وصف العملية الإرهابية المتمثلة بقطع راس الرهينة الاميركي يقول التلفزيون السعودي "الاحداث الأخيرة".

اما الخبر القنبلة الذي فجره ولي العهد السعودي فهو اصراره على ان الصهيونية تقف وراء تلك الأعمال.
وهو بذلك يذكرني بالعاهل السعودي الراحل الملك فيصل الذي كان يصر عند لقائه بوزير الخارجية الاميركي هنري كيسنجر بان الصهيونية والشيوعية حلفاء وان الشيوعية نبتت من الصهيونية.

إضافة إلى ذلك كانت خطبة المسجد الحرام يوم الجمعة تحث على احترام "الذمي" و"المستامن" و"المعاهد" وهذا تطور ايجابي ولكن!

إلى متى يظل الاعلام السعودي يختبىء وراء مفردات وصياغات لا يجوز ان تظل متداولة في الاعلام. فالسعوديون يرون كل محطات العالم ويسمعون ويرون ومن حقهم ان يسمعوا ويروا من محطتهم الوطنية الأشياء بأسمائها وصفاتها.

واما ما جاء في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام فلماذا لا تعمم هذه الافكار على المناهج المدرسية ليتم إنشاء جيل يؤمن بحق المعاهد والذمي والمستامن.
لماذا لا يتم نشر هذه الافكار على نطاق واسع بدلا من نشر الافكار الظلامية في المحطات المحلية والصحف . فدراسة سريعة لما ينشر في الصحف السعودية والعربية عموما لا نجد سوى افكار ظلامية تتحدث عن ضرورة عدم القاء السلام على غير المسلم وعدم رد السلام عليه وعدم الانكشاف عليه وعدم مصاحبته وعدم تهنئته بعيده وعد مشاركته افراحه وعدم الترحم على امواته وعدمات كثيرة غيرها.

اما ما يقوله ولي العهد السعودي عن دور صهيوني وراء الأعمال الإرهابية فهي لا تعدو كونها مجرد تخمين من عنده. اما إذا كانت مشورة من بعض مستشاريه فإنهم بذلك يريدون توريطه.
وإذا لم يكونوا يريدون توريطه فإنهم يريدون دفع الشبهات عن أنفسهم وعن نظام التربية و التعليم السعودي الذي يخرج اشخاصا جاهزين لتلقي دعوات الإرهاب وهم وفقا لما يتخرجون عليه في المدارس يكونون تربة خصبة لتقبل الفكر الإرهابي الذي تدعو إليه الجماعات الإسلامية المسلحة التي تحقد على الواقع وتريد تغييره بالارهاب.

اما بشان الدور ا لاسرائيلي، فمن المفهوم بطبيعة الحال ان إسرائيل والحركة الصهيوينة لا يهمها ان تنعم أي دولة عربية بالهدوء والسكينة ولكن لماذا تستهدف إسرائيل المملكة العربية ولا تستهدف غيرها مثلا.
ان اي دور اسرائيلي في الأعمال الإرهابية سواء في السعودية أو غيرها من الاقطار العربية مجرد وهم في غير محله.

ولست بصدد الدفاع عن إسرائيل ولا يهمني الدفاع عنها ولكن الوقائع تؤكد ان الجماعات الإسلامية التي اتخذت الإرهاب سبيلا لتحقيق اهدافها ليس لها ادنى علاقة باسرائيل أو الصهيوينة بل هي نسيج وحدها لها كيانها وطريقة حياتها وتفكيرها.

لا بد من صحوة في الاعلام السعودي، تصف الأشياء بصفاتها وتسمي الأشياء بأسمائها.
ولا بد من تعديل المناهج وتربية النشء على احترام حق الآخرين في الاختلاف. بل يجب ان تعلمهم الماهج الجديدة ان هناك في العالم من بشر من غير المسلمين ولهم الحق في الحياة وفي ان يكونوا غير مسلمين.
اما المستشارون في المملكة العربية السعودية فعليهم ان يكونوا صادقين مع ولي العهد ويقولوا له الحقيقة. فولي العهد السعودي يستحق مستشارين حكماء يقولون له الحقائق ويضعون له النقاط على الحروف..

اما الذين يصفون الإرهاب في العراق بأنه مقاومة وجهاد ويصفون الإرهاب في السعودية بأنه اعمال فئة ضالة فهم مستشارو سوء يجب تبديلهم والاستغناء عنهم لأنهم يقودون البلاد والعباد إلى منحدر وخيم سيدفع ثمنه الكثيرون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله