الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سورة المحو

علي رشيد

2004 / 6 / 20
الادب والفن


وجهان للعاصفة
لا تترمل في رمادها
ربما ستأخذك بعيدا ،
حيث البلاد متعة القتيل
ومتاهة مراثيه ،
حيث النشيد
خباء تتناسل فيه الأرامل ،
ينفتح في ظلالك ،
كي تصير الخفي
الذي يفتح بوابة الأرض للحكماء
لينحتوا أسئلة مزدانة بالشموس ،
الخفي الذي يتصنع دهشته .

ثمة من يجلس بين المسرات ،
تبزغ الأسئلة في محياه .
ملتاع
تنشر النزهات افتراضاتها في كيانه اللائذ باللاحدود ،
يبرّئه الصمت ،
بينما تتشرب النوافذ جراحاته ،
وتراب النجوم في رئتيه .

ليس من سبيل ، لتنعم في نسيان ،
يسقط خلاص النبوءات في يقينها .
في بكاء أشدّ من حكمة النخل ،
وهو يشدّ قلبه المثقل بالعري ،
على افتراض أن ينعم الله بأياب ،
يكمل صورة الطين في محياه .

إنها الريح ... طوق صلوات ،
إمتداد أزمنة تنجز غوايتها .
بهاء تراتيل ،
تتسمّع بغموض مشابه لما ألفناه .
فتنة تخفض جزالة الصاعد
لثرثرة
تتمطى كأساور مذعورة .
كأن يقظة
تمهّد لعاصفة تكتب غوايتها
في انكفاء الأرض ،
وهي تحشد نميمة الجهات .

فضة تتراءى لخواتمها
وهي تقذف الحجر المثبت على أزمنة
لم تعد تنتصر لرايات يحملها غلمان
يسيرون كظل يفصح عن موت ،
وسط صراخ
يكرّس النهايات المقذوفة كالحكايات .

دم ينجب عدمه
يندحر كالعويل ...
يندحر بحراك يتناثر في غفلة الانتظار .
من جنة الدم
لحصار
يتمدّد كأفعى في بهاء المكان ،
في بديهية البلاد التي لم تنجزها الخرائط بعد .

بداهة للريح تتقمص صرامة فارغة
إلا من ندب أضرحة ،
تهتك سردا ،
يتيح للأمهات بلادا بلا مآذن .
الأمهات اللواتي مشين على جمرة الدمع
يرتجفن
كفصاحة تكتم حزنا لم تنجزه النوائب .

عربات تتلمس الأمتعة ،
ورواة ينشدون الخلاص بإمتعاض .
هل ندون انكفاء من ينصت لخرافة المحو ؟

إنها السليقة ... تتتبع آثر الأسماء ،
تلكز رطانة الحشد ،
مستفهمة عمن يبوح بالخذلان .

يمد البلل يده إلى الليل ،
هذا رهط آخر من جفاف .
خلاص يهتف في بوصلة
أن تتمنّع
من أن تسقط سماواتها في رعونة الجهات .
خديعة ترسم كالرنين ،
والعبارة زاد المسافر
وهو يستر عريه في هموم الظلام .

أيتها العربة .
يا بعثرة الصدف وصلافة النسيان ،
لهذا الوليد الخفي كمزاميره ،
أعيدي البلاد إلى طاولة الأكل
واجمعي نخب الرسائل التي لم تقرأ ،
لتقوضي ظهيرة الغياب .
أضيئي ظلام الأصابع
كي تتلمس
خاصرة الوطن النازف في صمته ،
كأسئلة مسفوحة .

زرقاء كخيبتنا
هذه البلاد ،
تنتظر حكمة أن ينهض الله من ظلاله ،
ليبيح لها صمتها ،
ويقرأ
هاوية
الموت .

2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي