الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فراش حب (2) : بحر

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2009 / 12 / 22
الادب والفن


29-1-2004
تخيلتها و كتبتها كأسطورة :
(يحق لأيّ نهر أن يغيّر مصبه مرة واحدة في هذه الحياة ، عندها تمنحه الطبيعة مصبا جديدا في المحيط أو البحر الذي يختار ، و لو أنه اختار مصبه في بحيرة أو مستنقع لما منع ، لكن إن تأرجح ثانية إلى مسار آخر أو حلم بمصب ثالث ، يحكم عليه بالجفاف و يتحول طريقا ترابيا تتناوله جميع الأقدام ...)
تخيلتها أسطورة بصور متحركة كأفلام الأطفال إلى أن صرت بطلتها ...و أمست هي تدمغ صفحة عقلي بثباتها ، أو ربما هي حياتي التي آلت كلها صورا متحركة.

24-11-2002
اعتدت الهزائم ...تأقلمت مع غدر الأصدقاء ، مع خيانة الحياة ، لكنني مازلت أتألم ،و أسأل :
لم يقتل الاعتياد ألم كل شيء ، إلا ألم الذكريات ؟!
يبقى ألمها يقرع ذلك الجرس ، يذكرك بصوت أيام خلت ..عندما كنت تضج حياة ، عندما تخيلت حياتك مع من تحب ، عندما رسمت بيتا ، أثاثا ، أطفالا ، مشاكلا ..عندما نحتّ طموحا ، و افترضت مستقبلا .
تقف أمام نفسك في لحظة تأتي كل حياة مرة واحدة :
كم كنت أحمقا ، لم تركت أحلامي؟!
تشيخ ، تهرم ، و ما زلت شابا ..صدمات ، صدمات ..بأهلك و أخطائهم ، بأصدقائك و زيفهم ، بمن تحب و قد باعك .
تقف على ذلك المفترق ..تتذكر الأساطير :
إن نظرت للخلف تقضي...
و تضطر أن تمضي ، شيء ما انكسر ، تمزق .. يحتضر كل يوم ولا يموت .و تسأل نفسك مجددا :
ما بي؟!
قدرك ضعفك !! تتذكر من قويّت نفسك بهم يوما فقوّضوك ، و تندم على ما كان ، على كل ما كان .

29-11-2002
"بحر" .."بحر" الذي استقبل نهري الصغير ، نهري الذي أصبح أو أمسى رافدا له ..نهري الذي غيّر مصبه كرامة عينيه و تفاءل بأحضانه ..أحضانه التي ابتلعته ، و يا ليتها أغرقته .
ذات خريف ، شاحبة أنا و هزيلة ،أضناني ما اعتقدته حبي الأول ، مراهقة السنوات الأربع و العشرين التي فشلت في دور العاشقة البائسة ، اصطدم بصدفة تحمل على متنها "بحر".
شفافا يصخب رجولة ..شاب الثلاثين الذي أتقن دور العاشق المنفي من قبل الحكايا.
كان هذا أول موعد لي مع السعادة ، أول تاريخ يدوّن ليسخر مما أسميته عشقا ل "معد" .
أول يوم أحس فيه أنني عدت هنا ..أين هنا؟
في الحياة!!

24-12-2002
عندما تحس أنك تعرف أحدا من البعيد ...زرت و إياه جميع البلدان و غادرت به إلى السماء ، سخرت معه من الموت ،و دست بفضله على الفقر و الجوع ، فأنت حتما وقعت في ما يسمونه : الحب.
و بدأت قصتي معه رميت بألف عصفور ، و مئات النرجسات الصغيرات ، و عشرات الأحلام الهاربة ، و صيرته حقيقة واحدة في أكوام من مهملات حياتي .

1-4-2003
أعلم أنني نسيت الأوراق منذ زمن ، لأنني كنت ألتقيه كل يوم ، و أرجع البيت لأحفظ كلامه و أتذكر عينيه ...
أكتب اليوم لأتذكر كم سعيدة أنا الآن ، كم أحس أنني موجودة ، و متصالحة مع الحياة .
في طريقك إلى حلمك تتعثر كثيرا ، قد تقف أحيانا بقوة و صلابة ..لكنك غالبا ما تتخذ الزحف طريقا آمنا يغنيك عن السقوط مجددا ، و ما الذي فعله بحر ؟!
أنهضني ...
-الحياة وجدت لنعيشها ، لم نعتبرها كيانا مستقلا يمد لسانه ، أو يدير ظهره !
الحياة كيان في داخلنا ، و كأنما هي حالة فصام جماعي ، تسكننا جميعا ،فإن قضينا كلنا تقضي ، لكنها لن تنتحب مطلقا لفشل واحد أو عشرة أو ألف.
-أمتأقلم أنت معها ؟!أفشلت يوما ؟
-لست متأقلما ، لكني فشلت مرارا .الفشل مفهوم نسبي ، و جميعنا ستقف منا الحياة يوما موقف اللامبالاة و سنقع ، و لكننا بفضلها أيضا ننهض .

20- 10- 2003
سفره اقترب و أنا مازلت جبانة .
كيف سأقنع أهلي بشخص لا يحمل مواصفات صهرهم المفترضة ، كيف سيتمرد ضعفي على حقد قومي و طائفي تاريخي؟!
-أحبك يا جامعة العسل ، (كتير) عسل (بيحلى ع قلبي)
-ما الذي تقصده بجامعة العسل ؟
-أليس اسمك "كارمن" !

5-12-2003
اليوم دخلنا الدوامة ، جاء "بحر "بيتنا .
مازال طوقي في رقبتي، مازالت رقبتي مهددة بالمقصلة إن هي تجاوزت تقاليدا مقدسة .
بعد رحيله ، و بعد ساعة التوتر التي مرت على المنزل ،استدعاني والدي :
-لو أنه مسافر فقط كنّا سكتنا ، لكن هذه غربة قوميّة ..غربة طائفة ..و غربة دولة .لذلك فقد حسم الأمر و انتهت المهزلة .

إلهي كيف ننسى كل ما نادينا به عندما يقترب الموضوع من فكرة بالية أو تقليد رث كل فضله علينا ينبع من كونه يذكر بأب خالفناه ، و أم أهملناها .و يبقى اعتذارنا منهما أن نمسك ما ورثوه عن أجدادهم كمسلمات.

16-12-2003
لا أتخيل أنني لم أتصل معه بعدها ..لكنني اليوم استيقظت متمردة ، و قد آمنت بضرورة المحاولة مجددا .اتصلت به ، و ليتني لم أفعل .
عندما تحبوا يوما تذكروا أن من نحبهم قد يرحلون .لا لأنهم خونة ، و ليس لكوننا أبعدناهم ، بل لأن الحياة تدافع عن بشاعتها بتلك الطرق .هي ليست نظرة تشاؤمية بل تذكرة بجانب الحياة المظلم الذي يحوي فيما يحوي الموت ، الظلم ،المرض ،و الفراق .
الجانب الذي لا نذكره إلا عندما نقبع فيه ، بينما نحدق أبدا ،و نرنو دوما إلى الجانب الآخر .
سافر "بحر".. سافر إلى الدولة التي حاول إقناع والدي بجمال عيشنا فيها معا .
سافر دون أن يودعني ، تاركا جوّاله مع أخيه الذي أزفّ إليّ الخبر ، و أزاح عن كاهله غربة قوميتي ، و غربة ...
متمزقة يا أنا ...

25-12-2003
اليوم جاءنا "معد" - يحمل أسمى صفات البشر – الصفات التي لم يتصف بها يوما ، و يطلب السماح عن كونه كان مغفلا.
رباه هذه الحياة لا تكتفي بصفعك عندما تصدمك ، بل تعلنك عدوا ، و تقذف أمامك بكل ذكرى كرهتها ، بكل خيباتك ، كأنما هي تخبرك :
لن تكون فاجعتك الأخيرة ، كما لم تكن الأولى .

لماذا غادرت يا "بحر" ، لماذا لم تخطفني معك ؟
حلمت بك ، بيديك تمسكان بيديّ لنحطم معا أوثان الطوائف و أصنام القوميات .
حلمت بك لا عربيا و لا كرديا ، حلمت بك إنسانا يبحث عن سماء لوطن ، و يكره وطنا بلا سماء .
حلمت بك لا سنيا و لا علويا ، حلمت بك إنسانا تنتمي إلى الله ، إلى من لم يحتكر مذهبا أو دينا .
لا شيء سيعوّض ما فقدته بغيابك ، لم تعد السماء زرقاء في نظري ، كيف ستكسب المسكينة لونها دون بحر .
ضائعة يا أنا ...

29-1-2004
تخيلتها و كتبتها كأسطورة...



يتبع...

من مجموعتي القصصيّة : ما بقي من البحر ، صادرة عام 2006









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حس مرهف
د آلان كيكاني ( 2009 / 12 / 22 - 07:24 )
بحق هذا أحد أجمل النصوص التي قرأتها قادني إلى تذكر من أحببت في حياتي , في الطفولة والصبا , في الرجولة , قادني إلى ربوع الوطن العزيزوالأم الحنون
الكلمات الرومانسية تجعل الروح تطير مثل فراشة تتنقل بين أزهار ربيع الوطن وهذا ما تميزت به كلمات كاتبتنا العزيزة
اتمنى الاستمرار وكتابة المزيد
مع خالص الود


2 - العزف بالكلمات
عودة وهيب ( 2009 / 12 / 22 - 08:39 )
الدكتوره المبدعة لمى محمد
حروفك تنبض بالحياة...
تتشابك بطراوة صباحات ربيعية لتشكل صورا هائلة الروعة
قدرتك الفائقة على رصد خفايا نبض اللحظة وتجليات همسات النفس البشرية
جعلت صورك بديعة البنيان تتحرك بنعومة مموسقة لتتركنا نتتبع اثرها بانتشاء كبير،وعندما تختفي آخر الكلمات نشعر بحرقة الوداع.دمتي مبدعة رائعة


3 - الباء عندي لا تدخل علي المتروك
محمد البدري ( 2009 / 12 / 22 - 11:22 )
ما لا اغفره للانسانية انها غادرت فكرة الله الانثي وارباب الكون من الاناث واستبدلتهم بوحش واحد قاسي وكريه. منذ تلك اللحظة لم تعد النساء ضحايا بل الرجال ايضا.


4 - لا أقول شيئا ً سوى زيدنا من إبداعك
عبد الوهاب المطلبي ( 2009 / 12 / 22 - 19:52 )
ارق التخايا الى الدكتورة لمى
إبداع يسمو الى الأعلى.......وزهور متطايره...ووووو
تقديري وإحترامي


5 - انت اجمل مما تكتبين
ابو شريف ( 2009 / 12 / 22 - 20:32 )
لو انك تنظرين الى مرآتك وانت تكتبين لتحسنت كثيرا واراهنك لو ازلت صورتك من هذه الزاوية وكتبت باسم رجل ستختلف نتائج المعلقين كثيرا تحياتي لمحاولاتك وان كنت حقا طبيبة فانت محظوظة جدا لان لديكي مهنة تاكلين منها عيش غير الكتابة


6 - أولا تعلم الاملاء
نور ( 2009 / 12 / 23 - 01:06 )
السيد (أبو شريف ).كلمة لديكي لاتحتاج الى ي بل الى كسرة وكلمة عيش يجب أن تكون عيشا لأنها مفعول به عليك أن تتعلم مبادئ الاملاء قبل أن تقترب من الكبار


7 - شكرا لك نور1
ابو شريف ( 2009 / 12 / 23 - 17:07 )
على التصحيح وهذا شكر صادق ليس فيه التواء ولا مدخل لحديث خبيث سيبطن.فقد اصبت عين الحقيقة حين تطرقت الى ضعفي اللغوي واعتبر نفسي اكثر تواضعا من ان يثير حنقي نقد صريح صحيح اصاب عين الحقيقة. ليتني احصل على كتاب قواعد الاملاء فالمكان الذي اعيش فيه لا يبيع الكتب العربية التي احببت الرجوع لقراءتها مؤخرا بعد انقطاع طويل جدا جدا ويبيع عوضا عن ذلك الصحف المثيرة حيث يقبع على اولى صفحاتها امراة جميلة بمظهر مثير وعناوين لا تصيب في العقل الا مكان الغرائز فقط اخطات سيدتي حين قلت لا تقترب من الكبار فالكبار يكبرون فقط حين يقترب منهم الصغار ولا يجب على الجميع ان يكونوا كبارا لينالوا حق القراءة .وانا كصغير انتظر منكم انتم المثقفين ان تكبروا حتى تكبرونا معكم وهذه مهمتكم ان تتركوا ثقافة استعراض العضلات اللغويةو(لزوم ما لا يلزم) وتعقيد النصوص لاثبات عمق الثقافة.والمهمة الاكبر هي ان تكتبوا للناس ليقرأ الناس اما الدكتورة لما فان كانت تكتب للكبار فقط فقد اثبتت مقولتي انها لن (تاكول عيش)من كتاباتها لان الكبار عندنا هم قلة كما تعلمين وان كانت تلعب مع الصغارفالصغار ربما سيشترون كتابا لان عنوانه مثير وكاتبته جميلة


8 - شكرا سيدة نور2
ابو شريف ( 2009 / 12 / 23 - 17:18 )
ولكنه لن يشتري كتابين.
وابقى سيدتي مصرا على انها اجمل بكثير مما تكتب هي وربما اجمل مما كتب شولوخوف ايضا وابقى مصرا ايضا على ان المثقف العربي والمتطفل على الثقافة من امثالي هم رجال و عرب و سيكيلون لها المدائح الثقافية على خلفية اسقاطات الصورة الجميلة والعناوين المثيرة على العقل الباطن الذكوري لديهم
ليتني احصل على عنوانك الالكتروني حتى ابعث لك بنصوص طالما بحثت عمن يصححها لي لغويا وقواعديا وليس لي في هذا الطلب صدقا اي خلفية ذكورية وان عرفت ظروفي حقا ستصدقيني


9 - شكرا سيدة نور2
ابو شريف ( 2009 / 12 / 23 - 17:18 )
ولكنه لن يشتري كتابين.
وابقى سيدتي مصرا على انها اجمل بكثير مما تكتب هي وربما اجمل مما كتب شولوخوف ايضا وابقى مصرا ايضا على ان المثقف العربي والمتطفل على الثقافة من امثالي هم رجال و عرب و سيكيلون لها المدائح الثقافية على خلفية اسقاطات الصورة الجميلة والعناوين المثيرة على العقل الباطن الذكوري لديهم
ليتني احصل على عنوانك الالكتروني حتى ابعث لك بنصوص طالما بحثت عمن يصححها لي لغويا وقواعديا وليس لي في هذا الطلب صدقا اي خلفية ذكورية وان عرفت ظروفي حقا ستصدقيني


10 - جمال لمى في روحها لافي شكلها
عودة وهيب ( 2009 / 12 / 23 - 18:43 )
السيد ابو شريف
لقد جانبت الحقيقة في رايك بالدكتورة المبدعة لمى
فلغة لمى شاعرية جميلة جدا وقدرتها على الرصد عالية واسلوبها السردي ممتع ولذلك فنصوصها تشكل اضافة للادب الانساني . وعلى عكس رأيك فهي مظلومة لان اديبات اقل شأنا منها يتمتعن بشهرة كبيرة.
بالنسبة لي كشويعر وكويتب واعلامي لي خبرة تتجاوز الربع قرن (انشر في عدة اماكن منها الحوار المتمدن) وقاريء جيد اجد متعة كبيرة في نصوصها ولم امعن النظر بصورتها .. انها فعلا تعزف بالكلمات لتسمعنا مقطوعات ( نصية ) غاية في الروعة .. انا لم اتعود ان اعلق على مااقرأ ولكن نصها هذا -- وكل فصول قصتها ( مابقي من البحر )- باذخ الجمال اجبرني على كتابة تعليق


11 - الاخ عودة
ابو شريف ( 2009 / 12 / 23 - 20:34 )
اصدق انك تؤمن بابداع الدكتورة وهذه مسألة وجهات نظر اما انك لم تمعن النظر بصورتها فهذا لا اصدقه لانه لا مجال في هذا لوجهات النظر
موضوع جديد:نحن بحاجة الى كاتبات ابسط من الدكتورة لما حتى لا اكون جائرا عليها
البساطة هي اكثر ما نحتاجه حين نبحث عن كاتبات يردن الرقي بالمراة وهمومها البساطة لا تلغي الابداع بل تقويه سيدي. اما ان نغلف الايحاء بايحاء ونفك الرمز برمز فلن نستطيع ان نحول الثقافة الى شيء شعبي وستبقى في يد طبقة من الناس كالخطوط المقدسة في العصور الوسطى .


12 - أولا : مقاييس الجمال الأنساني
عودة وهيب ( 2009 / 12 / 24 - 02:40 )
وانت مخطيء في هذا ايضا يا اخ ابو شريف فالجمال ايضا فيه وجهات نظر وماتراه انت جميلا قد لااراه انا او غيري ، كذلك فليس ثمة جمال موضوعي خارج حالتنا النفسية ومزاجنا ومشاعرنا وفي الامثال : قيل لفلان حبيبتك ليست جميله فقال خذوا عيوني وانظروا بها..الجمال الانساني كل متكامل يشمل الجسد والروح
وحتى في مسابقات ملكة الجمال ورغم التزامهم بمقاييس موضوعية للجمال الا انهم يأخذون عدة امور اخرى منها ثقافية


13 - ثانيا :جمال النص الادبي
عودة وهيب ( 2009 / 12 / 24 - 02:41 )
في النصوص الادبية ورغم تفاعل حالة المتلقي النفسية والثقافية مع النص الا انه توجد معايير نقدية ثابته نوعا ما كاسلوب السرد والقدرة على التصوير الذي يعني القدرة على رصد دقائق الامور الطبيعية والنفسية التي لايراها غير المبدع ومن ثم نقل صورة المرصود باسلوب فني. وكما ان التعقيد اللغوي او الفني لايعني الابداع كذلك فان التبسيط لايعني الابداع ايضا واذا كنت تعني (السهل الممتنع) فهو من الناحية الموضوعية ينطبق على اسلوب المبدعة لمى


14 - ثالثا :اسلوب لمى سهل ممتنع
عودة وهيب ( 2009 / 12 / 24 - 02:43 )

بعيدا عن اجتهادي انقل لك المقطع الاول والاخير من النص لترى البساطة من حيث التركيب اللغوي ومن حيث عرض الفكرة واترك الحكم للقراء:
((يحق لأيّ نهر أن يغيّر مصبه مرة واحدة في هذه الحياة ، عندها تمنحه الطبيعة مصبا جديدا في المحيط أو البحر الذي يختار ، و لو أنه اختار مصبه في بحيرة أو مستنقع لما منع ، لكن إن تأرجح ثانية إلى مسار آخر أو حلم بمصب ثالث ، يحكم عليه بالجفاف و يتحول طريقا ترابيا تتناوله جميع الأقدام ...)
(( لماذا غادرت يا -بحر- ، لماذا لم تخطفني معك ؟
حلمت بك ، بيديك تمسكان بيديّ لنحطم معا أوثان الطوائف و أصنام القوميات .
حلمت بك لا عربيا و لا كرديا ، حلمت بك إنسانا يبحث عن سماء لوطن ، و يكره وطنا بلا سماء .
حلمت بك لا سنيا و لا علويا ، حلمت بك إنسانا تنتمي إلى الله ، إلى من لم يحتكر مذهبا أو دينا .
لا شيء سيعوّض ما فقدته بغيابك ، لم تعد السماء زرقاء في نظري ، كيف ستكسب المسكينة لونها دون بحر .
ضائعة يا أنا ...)) اين التعقيد اللغوي او الفني في هذين النصيين


15 - لابد للحياة ان تسير
محمد عبدالله المعيوف التميمي ( 2009 / 12 / 24 - 05:09 )
لا بد للحياة ان تسير .. محطات تمر بها مراكبنا .. منها ما يحطم مجاديف المركب ومنها ما يجدف مع الالمركب .. في النهاية .. تسير بنا الحياة دون توقف عند محطة او تجربة

خارج احساس المبدع ..

العرب ظاهرة صوتيه غوغائية ضوضائية ..


16 - البحر يسعى نحو منابعه
خيري حمدان ( 2009 / 12 / 24 - 08:35 )
وكأني أقرأ الصورة معكوسة، أحيانًا يبحث البخر عن منابعه شوقًا لذكرى الطريق الحافلة بالمخاطر والمشاعر وربّما ذكرى قبلة لعاشقين اقتسما رذيلتها في لحظة خاطفة قبل أن يعود كلاهما نحو الحمى ويشاركا وجهاء القبيلة في مشاريع الانتقام من الهواء الذي يهبّ على الآخر المختلف ليس بعيدًا عنهم. ربما كانت هي التي قبلها قبل لحظات تقبع هناك وتحلم به، لحظات قبل أن تقع رهينة الحقد الطائفي. لم أكن أقصد الإطالة في تعليقي دكتورة لمى .. اعتبري هذه الأسطر حلقة في العقد الماسي الذي قرأته أعلاه.
محبتي


17 - فراشة فوق الصغائر
وحيد يوسف ( 2009 / 12 / 24 - 09:01 )
الى الاخ محمد عبدالله المعيوف التميمي
الا تعتقد ان السبب في هجرة المبدعين الى الخارج, مثل د. لمى محمد.
هو ان العرب ظاهرة صوتية غوغائية.
انا اجزم ان هذا هو السبب ,
و ارجو منها المزيد,
ثم من خلال هذا التعليق
اود ان ارد على من اوردوا في تعليقاتهم اراء حول كونها امرأة و علاقة ذلك في
نجاح كتاباتها , فما يراه شخص ما قد لا يراه الآخر, و هي تبدو ذات نظرة رصينة و وعي , هذا من ناحية و من ناحية اخرى, فحقيقة ان ذئاب المجتمع يستطعون فقط اصطياد المغفلين و المغفلات علىكافة لاصعدة,
و اخيرا تمنياتي بالتوفيق لهذه الفراشة المحلقة عاليا فوق الصغائر. و شكرا. .


18 - اذن خذ عيني
ابو شريف ( 2009 / 12 / 24 - 09:27 )
اذا خذ عيني شوف فيها يا استاذ عودة
موضوع جديد
انا يا استاذ عودة لا اجدك في كل مرة اقرأ فيها نصا لتشرح لي او تبسط ماذا اراد الكاتب

اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف