الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة وطن

سهيلة بورزق

2009 / 12 / 22
الادب والفن


السؤال هو هل يمكن للثقافة في الجزائر أن تستمد سيرورتها من مثقفيها؟
لا زلت أؤمن أن المثقف الحقيقي هو من له القدرة على التعاطي مع جميع الثقافات العالمية بغض النّظر عن قناعاته السياسية والدينية المتكونة داخل صراع ذاتي نخبوي مسيطر على اللغة والأخلاق والدين·المثقف الجزائري كينونة مستقلة لكنّه محتفظ بديناميكية تقاوم ثقافة العولمة من حيث لا يدري·الثقافة في الجزائر بحاجة اٍلى فرض نفسها على المجتمع مع وجود خيارات تعريفية بظاهرة الحداثة التي تحققت في العالم بمنهج راق جدا لكننا للأسف لا ننظراٍليها بعقل متفاعل يتطلب منّا دراسة ما ينفعنا في مجتمعنا الحتمي·أنا أقول اٍنّ الثقافة في المجتمعات المتطورة تتطلب الدفاع عن حرية الفكر وتنمية قدراته ومن ثمة الارتقاء بوعي المثقف لكن من دون اتهام فلسفته في الكتابة أو الاعتقاد أوالسلوك ،لذلك أستطيع أن أصف ما يحدث في الجزائر بالجلطة الثقافية التي تشبه تماما جلطة القلب أو المخ لكنها غير قاتلة فلا يوجد هناك معايير تتحكم في اٍشكالية الصراع الثقافي لأنّ الجزائر تمتلك العديد من الثقافات الزاخرة بالفن والفكر واللهجات والآثار والروايات والقصص والأشعار ناهيك عن الازدواجية اللغوية التي يتمتع بها المثقف الجزائري الذي من السهل جدا عليه التفاعل مع اللغة العربية والفرنسية معا وحتى الأمازيغية التي أراها قد تطورت في تحررها من لغة التخاطب اٍلى نصوص أدبية راقية، اٍذن هذا الكم الهائل من الثقافات داخل الوطن الواحد ألا يحتاج منا اٍلى النهوض به واعلانه عالميا؟ ماذا ينقصنا أمام ثقافة المشرق؟ ولماذا نتكالب خلف كلّ ما هو مشرقي؟·لعل التواصل الثقافي والتفاعل الفكري في الجزائر بحاجة اٍلى موقف سياسي صلب فعّال داخليا وخارجيا وأنا أتفق تماما مع فرض حتمية الاندراج في سيرورة تحديث بديهيات التّحرر من سلطة الثقافة الواحدة لذلك علينا أن نفتح أبوابنا لكلّ ما هو نقي في طرحه، لكل ما لا يمارس علينا قبحه ،وعلينا بالتالي التّحرر من قدسية الجغرافيا بالتشهير بما نملك من ثقافات مختلفة ومتنوعة ممزوجة برائحة أصالتنا واختلافنا ·
ما يعيب المثقف الجزائري هو عدم اٍيمانه بقدراته في التغيير رغم كونه اٍنسان أصيل من جذور راقية لكنني أعود وأقول اٍن الصمت السياسي في تحقيق طبقة مثقفة غير فقيرة وغير محتاجة اٍلى خبز يومها هو من تسبب في خلق هذا الثقب الفارغ في روح المثقف المميز لدينا، اٍذن المشكلة سياسية قبل أن تكون ثقافية وهذه العقدة ستصل بنا اٍلى انفجار سياسي جديد بين قلة التفاعل مع المثقف في ثحديث أولوياته الفكرية والثقافية وبين ظاهرة الاحتفاء بأدباء ومثقفي البلدان العربية الأخرى على أنهم النمودج الحقيقي للمثقف في الوطن العربي بينما الانسان الجزائري الذي يدعى مثقفا بالاسم فقط يعاني من أبسط الاحتياجات الانسانية وخجلا مني وحتى لا أعري المستور لن أذكر ماهي هذه الاحتياجات التافهة حتى لا أسخر من نفسي وأنا أرتّبها وأمسح عليها غبارها لكي تلمع بداخلنا أكثر· المثقف لدينا منهك ومتعب من قلة حيلته أمام التناقضات الاجتماعية التي يعيشها ويشارك فيها كمواطن له اهتمامات قابلة للتلاشي لو ضربه الجوع أو اللاأمن أو المرض أو الحصار الديني المشعوذ الذي لا يقوم على فلسفة القرآن العظيم أو الحصار السياسي الذي أراه مرتبطا بعمق بكلّ ما يحدث للمثقف من مآس تزيده ابتعادا عن دوره الحقيقي داخل الوطن أو خارجه·اٍذن نحن أمام مرآة الحقيقة الناطقة بلغة التغيير التي نختبرها جميعا أمام هم الوطن لذلك فالمثقف فينا عليه أن يشارك فيمساءلة البديهيات المسلّم بها وعليه أن يختبر صلابة الثقة فيه كمواطن يملك جميع الحقوق الانسانية حرة لاالحقوق المشروطة بأي شكل من الأشكال·
دعونا نتدافع رأسا، دعونا نختبر الذات الأخرى فينا ، دعونا نتفق على أن الثقافة في الجزائر عليها أن تنهض وتتحرك بمختلف ما تملك من ماض عريق وعلى سلطة السياسة أن تعي أن الاهتمام بديمومة الثقافة والمثقف هما من شروط تقدم الجزائر نحو العالمية، أريد أن أرى بلدي ألماسة شمال افريقيا في الرّقي الحضاري والثقافي المتواصل ·










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استشاره
عبد الرحيم علي ( 2009 / 12 / 22 - 06:18 )
السلام عليكم
ليس بجديد التاخي بين الادب والثقافه والفن
ومن خلال التاخي سررت بمعرفتك
انا فنان نحات عراقي ومصور محترف
ممكن من خلال اطلاعاتك الكبيره المشاركه بمعارض ومهرجانات فنيه وارشادي لمعرفتها للمشاركه علما باني اجهل الكثير من ابواب النشر ارجو ابداء المساعده
وشكرا
عبد الرحيم علي موسى
العراق مدينة بابل الاثريه وشكرا

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟