الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منح الجنسية .. سحب الجنسية

محمود المصلح

2009 / 12 / 22
حقوق الانسان



ماذا تقتضي الديقراطية ، وماذا تعني الحرية ، وما مهمة مؤسات المجتمع المدني ،ومنظمات االدفاع عن حرية الانسان ،
ومتى تمنح الجنسية ،جنسية أي دولة ، وما هي شروط منح الجنسية ، ومتى تمنح ، وكيف ، ولماذا ، وما فائدة منح الجنسية ، طبعا عندما نتكلم عن منح الجنسية ( نتكلم عن انسان مهاجر الى بلد غير بلده الاصلي فهو في بلده الاصلي لا يملك احد ان يمنحه الجنسية ، لكن يمكن ان تسحب منه ) .
الوف البشر هربوا من جحيم بلادهم الى صقيع اوروبا وامريكا ، وغيرهما من دول العالم ، هربوا من جوع وقمع واضطهاد ومطاردة وبطالة وعطالة ، هربوا من احباط يزرع ويقلع ويوزع ، هربوا من حجيم بكل ما تحمل كلمة حجيم من معنى .. يتحملون في رحيلهم كل صنوف العذاب والقهر وربما الموت احيانا ..
ولعل الصورة تتوضح حول الدوافع التي دفعت بهؤلاء البشر للهروب أو الهجرة أو السفر سمه ماشئت ، عندما نرى قوارب الموت وهي تقلهم عبر البحر والمحيط وعيونهم تتطلع الى الضفة الاخرى وعقولهم ترسم احلاما . سرعان ما يكتشفوا انها وهمية .. أو سرعان ما يلقى القبض عليهم ( ليوصموا بالمهاجرين غير الشرعيين ) ولتطبق عليهم القوانين ، ولتنبري بعض المنظمات لتدافع عنهم ، وتنظم المظاهرات تطالب بمنحهم حق اللجوء .. وحق الاقامة ... أو ينفذ بعضهم ليوكل محام يبتزه لسنوات يأكل من لحمه ويشرب من دمه بغية الحصول على الاوراق التي تمكن له في هذه البلاد .
ولتقف مجموعة اخرى من المناهضين للهجرة ، ويطالبون الدولة بطرد المهاجرين ، وتغيير القوانيين التي تتيح لهم الاقامة والعمل ، فتعمل الحكومات تحت الضغوط للوبيات ومؤسسات الضغط المختلفة الى جعل الاجراءات للحصول على الاقامة اصعب ما يمكن .
فيحصل من يحصل على الاوراق ، وحق الاقامة ، وتعد عملية الحصول على هذه التيجة للمهاجر حلما طالما حلم به ، وطالما حرب من أجله ، وطالما دفع من دمه وماله وعرقه من أجله ، فيمضي قدما في تثبيت قدمه في هذه البلاد وفق قانونهم وشروطهم ، فيحصل على الجنسية ، ويضع جواز السفر في جيبه وهو يظن انه قد كسب الدنيا فضلا عن الاخرة ليكتشف بعد قليل انه مجرد مواطن من الدرجة الرابعة او العاشرة في هذه الدولة ، فالكثير من الوظائف محرمة عليه والكثير من حقوقه كمواطن منقوصة منتهكة ، وحرياته منتهكة محاصرة ، وقناعته تهمة وعقيدة مجازفة في حقل الغام ولونه شبهة واسمه ربما يجر عليه الويلات ، فلو كان محمدا او محمودا او جهادا لكان من الفئات التي توصم بالارهاب والتطرف ، وقد يعزز ذلك مظهره الذي يتفق مع عقيدة كمسلم مثلا اذا ما كان ملتحيا او كانت منقبة أو متحجبة ، فهذا منظر قد يثير حقدهم ورغبتهم في الاساءة والاطاحة به . وما مقتل مرة الشربيني عنا ببعيد .
وتعد مظاهر الدين الاسلامي التي باتت سائدة في اوروبا ودول اللجوء عموما ، كمظاهر اللبلاس واماكن العبادة ، والعادات والتقاليد ، تعد مظاهر مثيرة لحفيظة سكان البلاد الاصليين ، فهم لا يرغبون برؤية هكذا مظاهر في بلادهم ولا يرديون ان يتعايشوا مع الاقليات المهاجرة الا اذا كانو ا بلا هوية محددة ، وعليهم الاندماج والذوبان في المجتمع الجديد اذا ما رغب المهاجرون ان يستمروا في هذه البلاد ، والا فسيصار الى طردهم ومنعهم وسحب الجنسية منهم ...
كما سمعنا من التوجه في فرنسا الى سحب الجنسية من المنقبات والمحجبات ، ترى أين الديمقراطية وحرية الانسان ترى اين منظمات الدفاع عن حقوق الانسان ، اين حرية الاعتقاد ، وحرية ممارسة الشعائر الدينية ، اين حرية التعبير عن الراي التي يتشدقون بها ، اين حرية الانسان التي يزعمون انها مصونة بالدستور .. ترى اين الدستور الذي منح المهاجرين الجنسية .
سحقا لهم .. وسحقا لبلادنا كيف احرقتنا .. ولا عزاء .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وسحقا لما يسمى الجنسية ومن يؤمن بها
إنسان فقط ( 2009 / 12 / 22 - 11:22 )
هذا ما يجب ان تقوله لان هذا هو اصل الداء --من قال ان هناك جنسية لاى انسان انا لا اعرف الا جنس الفرد الذى يحدد ان كان ذكرا ام انثى --لكن بالله عليك هل قرات او علمت يصورة علمية ان هناك فروق فسيولوجية تفرق بين الناس الى اجناس مختلفه وما هى الجينات التى تسبب هذه الفروق اعتقد لن تجد احدا يستطيع ان يحدد جنسية احد بالنظر اليه او حتى بالتشريح عند الموت حتى اختبارات الحمض النووى تحدد ابواه فقط وهذه البصمة لا تتكرر بين اثنين فى العالم كبصمة الاصابع
اذن لا علاج جزئى لهذه المشكلة مهما طالبت طالما نعترف بها ونقرها -العلاج هو البتر هو المطالبة بان الانسان هو انسان فى اى زمان وفى اى مكان له الحرية فى الاقامة فى اى مكان يريده فى ارض الله بدون عوائق مما ذكرت من اقامات وكفيل وخلافه وله حق الانتقال والعمل فى مكان بكل حرية دون تاشيرات دخول وخروج من اختراع الطاغوت المسمى دولة وطنية وهذه ابسط حقوق الانسان عقلا ودين
هل اختار احد منا عند الولادة جنسيته المزعومة ام فرضت عليه فرضا وبالتالى يظل محبوسا داخل هذا السجن المسمى دولة وطنية طول حياته اعتقد لا
للتفاصيل http://tawheedmessage.blogspot.com



2 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2009 / 12 / 22 - 18:15 )
السيد محمود مقالتك تدل على العنصريه والكذب فالمهاجر له حقوق المواطن ولم تفحمنا بدليل واحد من هذه الممارسات التي تدعيها الا الهم من المشاغبين والارهابيين الذين ليس لهم مكان في ذلك المجتمع ليطرحو خارجا ومن لم يعجبه فليرحل الى بله الاصلي بلد الحريه والديمفراطيه


3 - اسف .. ان
محمود المصلح ( 2009 / 12 / 23 - 08:16 )
الاستاذ يوسف بطرس:
انافي اشد الاسف ان اسمع منك ما يخدش حرية الراي في هذه الواحةالراقية ، كما انني في اشد حالات الاسف ان تنكر ان هناك من ممارسات التمييز العنصري في الغرب وامريكا عموما ما يعجز الفرد ان يحصره ويعده .. ولعلك لا تقرأ الصحافة او تستمع الى الاخبار في العالم وما يدور حوله . هل تعلم ان هناك توجه في فرنسا لسحب الجنسية من المحجبات ؟ وهل تعلم بمقتل مروة الشربيني ؟ هل كانت مجرمة وارهابية ومتطرفة ..؟ وهل تعلم ان هناك من امضى اكثلر من عشرة سنوات في محاولة الحصول على الجنيسة .. وهل تنكر ان هناك تمييز نصري في العالم ..
تحياتي لك واحترامي

اخر الافلام

.. -تحمل أسلحة لإسرائيل-.. ناشطون يتظاهرون ضد شركة ميرسيك للشحن


.. -حفاضات وكلاب واحتضان جثث-.. شاب فلسطيني يكشف تعرضه للتعذيب




.. اليمن.. مبادرة نسوية لتعليم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة


.. تظاهرات ضخمة للمستوطنين في -تل أبيب- والقدس وحيفا تطالب برحي




.. فلسطيني من شمال غزة يربط حجراً على بطنه بسبب المجاعة التي تض