الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(تسقط الوطنية وتعيش المولدة!!)

سالم اسماعيل نوركه

2009 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لا نريد أن نرسل رسائل بأية طريقة كانت لسياسيي اليوم بأننا تأقلمنا مع أوضاعنا المؤلمة وبأننا لا نبالي إن تفاقم الفقر والجهل والمرض ولا نريد أن نرى جمال اليوم من خلال الصور القبيحة التي رأيناها بالأمس علينا اليوم أن ننتقد كل ما يمكن انتقاده ومن ضمن ما مطلوب انتقاده من قادة اليوم إن أخطئوا والرؤوس الكبيرة إن أخطأت أخطاء كبيرة لابد أن تطير كما تفعل الدول المتقدمة بقادتها فأن تضخمت الأخطاء بفعل هذه الرؤوس فلا قداسة لها ولا بد أن لا تبقى مرفوعة وكما يقول شاكر النابلسي(علاقات الكاتب الليبرالي مع الحقيقة فقط ومن أجل الحقيقة فقط وليضرب الآخرون رؤوسهم في الحائط).
تكفي الوعود الكاذبة والإنجازات التي تحقق على الورق فقط تلك التي لا وجود لها على أرض الواقع ،فصوت الواقع يجب أن لا يرفع عليه صوت ونريد أن نرى الإنجازات على أرض الواقع مثل تلك التي تحققها الرياضي في الساحة والميدان ويجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها فلا تحولوا مثل الأمس بمهرجانات الطبول والمزامير الانكسارات إلى نهوض .
نبصر الواقع ونحكم على ضوئه و(مدرسة السيدة زينب الابتدائية)دليل على سوء الواقع ،عندما نتكلم عن حال هذه المدرسة الأليمة فنحن من خلالها نتكلم عن الخدمات السيئة وعن مصانعنا التي أصبحت بيوت للعنكبوت لأنها توقفت عن العمل في الحاضر كما في الماضي نتكلم عن شوارعنا التي كثرت فيها الحفر والنكر باختصار نتكلم عن كل شيء وباختصار نحن لا نؤمن بما نسمعه منكم من إنجازات في عالم الخيال وإنما بما نراه على الأرض.
أيها السادة هذه المدرسة مثل أكثر المدارس في العراق في بنائها أشبه (بالكهوف المظلمة الباردة)وأشبه (بالسجون المنفرة) ليس فيها أبسط مقومات المدرسة بناء قديم ورحلات جلوس رديئة جدا وغرف بشقوق كبيرة في جدرانها باردة جدا في الشتاء ودرجة الحرارة فيها بالصيف مزعجة وساحة سيئة وفيها برك ماء يستمر لزمن طويل بعد كل مطر وزجاج نوافذها محطمة ليس فيها مساحات خضراء مثل المنطقة الخضراء ،التدريس فيها بوسائل بائسة بل قل معدومة ،أبوابها الخارجية توحي بأنها مدرسة مهجورة ولا أريد أستمر في سرد المواصفات الكاملة لهذه المدرسة والتي هي مواصفات كل مدارسنا تقريبا .
وكل طالبات هذه المدرسة من مناطق ومساكن هي الأخرى بائسة ونحن الآن لا نتكلم عن حل مشكلة السكن وإن كان مطلب ملح وإنما نطلب توفير مدارس بمواصفات العصر وخصوصا نحن دولة نفطية لنجعل التلاميذ والتلميذات ترى صور جميلة وبناء راقي لا يستطيع آبائهم توقيره لهم في البيت نتيجة لأننا دولة قادتنا السابقين واللاحقين يهدرون أموالنا المتدفقة من ثروة النفط ،أهذه المدارس لا تستحق اهتمام السياسي الذي في يوم ما كان ينهل العلم منها يوم كان تلميذا ،علينا أن نهتم أيضا بالملاك التدريسي وأن نرفع من مستواهم المعيشي لنحفزهم ونأخذ منهم عطاء أكثر،نعم من هنا ينطلق أطباء ومهندسين وقضاة وحكام وسياسي المستقبل وأخشى أن يبقى حال مدارسنا مثل حال الكهربا ء الوطنية (تسقط الوطنية وتعيش المولدة!!)










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن