الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق الرفاق الى .. حكم العراق

محيي المسعودي

2009 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



من حيث لا يشعر العراقيون باتت عمليات الاتصال عامة والاتصال الجماهيري خاصة, فيما بينهم , اداة تخدم طرفا واحدا بعينه , الا وهو عدو العراق والمتربص به وبالعملية الديمقراطية . وعند استطلاع رأي الشارع العراقي نجده بالكامل تقريبا ناقما على الوضع الراهن, وانّى تذهب تجد الناس وقد ضاقت ذرعا بالحكومة والبرلمان والحكومات والمجالس المحلية , ويغذي وسائل الاعلام هذا الضيق والاعتقاد . العراقيون على حق في ضيقهم هذا , بسبب انعدام الامن وبشاعة الارهاب وعملياته التي اكلت مئات الالاف من العراقيين, واستشراء الفساد الذي اكل وياكل اموال الشعب بالكامل يوميا وبلا رادع, ناهيك عن البطالة وجاراتها من الاحوال التي تمس حياة الناس . اضف الى ذلك انشغال المسؤولين كافة بمصالحهم وامتيازاتهم وسلطاتهم . ويدعم هذه الحال خلو الشارع السياسي العراقي من الاحزاب اوالشخصيات السياسية الوطنية المهنية التي يثق بها المواطن او التي لا يثق بها ولكنها صادقة ومحترفة في عملها الساسي الوطني وقادرة على الوصول لاهدافها .
المشهد العراقي الذي ترسمه وتعكسه وسائل الاعلام والاتصال بكافة انواعها , لا يترك للناظر بصيص امل بالخلاص من هذا الواقع . هذا المشهد سوف يدفع بالعراقيين امّا الى اليأس والعزوف عن التواصل مع العملية السياسية " وهذا ما نلمسه " وبالتالي تهالك هذه العملية وسقوطها تحت وطأت الفساد او تحت ضربات الارهاب الذي سيحل محلها حال سقوطها , او يدفع بالعراقيين الى الغضب الذي يوّلد حالة فلتان على الاصعدة كافة , فيمكّن اعداء العراق من نيل مرادهم . وفي ظل الصورة التي يرسمها الاعلام ويرسخها الاتصال الجماهيري في الذهن الجمعي دون وعي او بوعي خاطئ او بوعي خبيث. لا بدّ من وقوع احدى الحالتين المذكورتين واللتين يمكّنان اعداء العراق من بلوغ غاياتهم .
ان الامر الذي اريد الوصول اليه من حديثي هذا, هو خطورة وغفلة او تغافل الشارع العراقي عن النتائج التي سوف يصل اليها في ظل هذا الواقع "باعلامه وعمليات اتصاله ورجال سياسته" ثم اريد الوصول الى الخيارات المتاحة للعراقيين والمخاطر المحيقة بهم . اما الخيارات المتاحة فهي مرتبطة بوعي الشارع اولا, ومدى قدرته على تحقيقها .. وثانيا, بتوفر الظروف والمناخات السياسية العراقية والاقلمية والعالمية . امّا وعي الشارع فلمّا يزل ضعيفا وينحصر في المطالبة بالمكاسب والحقوق" المسلوقة سريعا" والنقمة على الحكومة التي اتى بها المُنتخب العراقي نفسه .. ولو كان الوعي غير ما نقول لانتج لنا هذا الشارع مجالس محافظات جيدة ولم ينتج مجالس محافظات اسوء بكثير مما سبقها – كما هو الحال اليوم - اما الظروف والمناخات فانها دائما تشاكس العراقيين, ففي حربهم مع امريكا سقط حليفهم الاتحاد السوفيتي وفي بداية تحولهم نحو الديمقراطية اخذوها جرعة واحدة قاتلة بكاس امريكي قذرة جُمعت فيها نفايات السياسة العراقية وقُدمت للشعب . والامر الاصعب ان جاء تحولهم متزامنا مع ثورة الاتصالات "فضائيات , انترنت هواتف خلوية ذات تقنيات عالية وغيرها من منجزات ثورة الاتصالات والمعلومات" مكّنت هذه الثورة اعداء العراق من اسخدامها في الارهاب والفساد وتخريب العقول والارادات والنوايا الحسنة وتشويه كل شيئ جميل وصحيح, ناهيك عن خدمتها الجبارة للارهاب والمفسدين . وبات حتى على السياسة الوطنية "لو افترضنا وجودها" استحالة التخلص من تاثيرات هذه الثورة وفعالياتها , وان كانت في المقابل تقدم خدمات جليلة للمشروع الوطني الفرضي .
اليوم امام العراقيين ثلاثة خيارات الاول ان يستمروا على هذه الحال المزرية من الفساد والارهاب ويرتضوا ببعض الحقوق القليلة القلقة التي حصلوا عليها مثل حرية الرأي وحرية اختيار السياسي الذي يمثلهم وحرية الاعلام والاتصال والتحسن البسيط في الدخل للطبقة المتوسطة . والخيار الثاني وهو الافضل ولكنه يحتاج الى معجزة تيتمثل بنشوء احزاب مهنية مؤسساتية وطنية تنقذ العراق من واقعه السياسي الراهن وترمي بالطبقة السياسية الحالية في سلة المهملات . اما الخيار الثالث وهو الاقسى والابشع ولكنه الطريق الامثل لرفاق الحقد من الارهابين والبعثيين الى حكم العراق فيتمثل, بان يجافي الشارع العراقي العملية السياسية ويتركها تتداعى حتى تسقط وهنا سوف يجد نفسه "المواطن العراقي" تحت حكم القاعدة او حزب البعث او الاثنين معا او انه خاضع وتابع لحكومة او حكومات دول الجوار . وهذا الخيار الاخير هو الغائب اليوم عن وعي وتصور اغلبة الشعب العراقي . ربما يدرك العراقيون هذه الحقيقة ولكن, في وقت يكون قد تاخر كثيرا وهم ليسوا كالامريكيين الذين عُرف عنهم انّهم دائما يُخطئون في اول الامر ثم يعودوا ليصححوا خطأهم, لان الامركيين لديهم مال كثير وقوة جبارة تساعدهم على تصحيح الخطأ اما العراقيون فليس لديهم هذا المال وهذه القوة .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا في ألمانيا بين -النجاح- و-الفشل- وبلغة الأرقا


.. إيران: ما الذي ستغيره الانتخابات الرئاسية؟ • فرانس 24 / FRAN




.. إلى إين يتجه لبنان؟ | #التاسعة


.. عين #نتنياهو على النووي الإيراني.. #إسرائيل تعيد تشكيل فرَق




.. الطريق إلى البيت الأبيض.. ترامب وبايدن وجها لوجه في أولى الم