الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بطافة تهنئة بمناسبة اعياد الميلاد

يوحنا بيداويد

2009 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


اخواني واخواتي من المسيحيين والمسلمين وغيرهم
في هذه الايام تمر علينا مناسبة روحية و انسانية وتاريخية مهمة هي تجسد كلمة الله في جسد انساني في شخص السيد المسيح قبل الفين سنة في مغارة بيت لحم في فلسطين.
ان اهمية هذه المناسبة تكمن في الامل والتعاليم والمبادئ التي حملتها الى العالم. على الرغم من ان المفاهيم الروحية والميتافيزيقية هي امور جوهرية في فكرنا الانساني وانها في نهاية المطاف تشكل لغزا مقلقاً في حياتنا على الدوام كما كانت منذ بدء التاريخ، لكننا كبشر كنا ولازلنا بحاجة اكثر الى حماية المبادئ والقيم التي تحفظ حياتنا وترتقي بضميرنا الانساني الى درجات اعلى من التي نعيشها الان، الى بناء الجسور بين الذات (الانا الفردية) والاخرين الذين هم الجماعة الذي نشاركهم المصير الواحد والذين يشكلون (انا الشمولية). اننا اليوم في امس الحاجة لقبول التناقض الموجود في الاخر، في امس الحاجة الى الالتزام بقيمة الحياة ومعطياتها ومستلزماتها واننا في امس الحاجة الى حماية الانسانية من الاخطار المحدقة بها في هذا العصر العصيب والصعب.

نعم قد تكون فكرة نحن نشكل جزءً من الاخر صعوبة في القبول عند البعض كما ان اعضاء الجسم الواحد متناسقة في وظائفها ، لكنه امر لا مفر منه اذا اردنا استمرار الحياة في التقدم والازدهار. فلاننا لسنا نعيش ظروف ومعطيات التي كانت قبل مئة الف سنة حينما عدد المجموعة الواحدة لا يزيد عن عشرة او خمسة عشر شخص لا يهمها الا شأنها، وكذلك لسنا نعيش قبل عشرة ا لاف سنة حينما كانت المجاميع تتالف من مئة او الف شخص، ولا نعيش قبل الف سنة حينما كان اكثر من 80% من البشرية تعيش في القرى والارياف منعزلة عن بعضها، اننا نعيش في الالفية الثالثة من بعد الميلاد، التي اصبح العالم فيها قرية صغيرة، ينتشر الخير فيها خلال ثواني اودقائق، اننا مجموعة بشرية واحدة جاوز عددها سبعة مليارات بشرية. ان مصير الكل واحد على هذا الكوكب الصغير.

اخوتي في ذكرى هذه المناسبة لنفكر لم يعد اي واحد منا غير مهم او ثانوي او عدو للاخرين. كلنا اخوة في البشرية كلنا عائلة واحدة، كلنا نتألم لجرح صغير يحدث في فرد من المجتمع الانساني مهما يكون لونه جنسه شكله او عمره او قوميته او دينه. عدونا جميعا هما الجهل و التخلف اللذان لا يولدان الا الكراهية، الانانية التي تقود الى صيغة من انتحارعلى مدى بعيد. اما امراض العصر من اللاابالية وعدم الشعور بالمسؤولية فهي من اشد الامراض الفتاكة للحياة الاجتماعية للبشرية.
اخوتي الاعزاء ان هذه المبادئ لا تعود لكاتب الاسطر انما الى صاحب هذه المناسبة العظيمة قبل الفي سنة الذي هو يسوع المسيح.

في الختام لا يسعنا في هذه المناسبة الا اقدم لكم اجمل التهاني والتبريكات راجين من الله ان يعيدها علينا وعليكم وعلى البشرية كلها بالخير والبركة وكل عام وانتم بخير.
كما تعودنا نقول في لغتنا الى اخوتنا من ابناء شعبنا الواحد:











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بطافة تهنئة بمناسبة اعياد الميلاد
yusef ( 2009 / 12 / 24 - 14:42 )
كل عام وانت جميعاً بخير

اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا