الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات دول الجوار

جاسم الحلفي

2009 / 12 / 24
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


تتخذ التدخلات الاقليمية في الشأن العراقي اكثر من وجه، لكن يبدو انه لم يعد هناك وجه ما مخفياً عن فطنة الشعب العراقي، فسرعان ما ينكشف المستور رغم عمليات المراوغة والإخفاء، وتتضح دوافع هذه الدولة ونوازع تلك. وهكذا ظهرت لعبة التدخلات الاقليمية؛ مرة على شكل ممر للارهابيين، ومصدا بوجه تدفق المياه الى العراق مرة اخرى، والاستحواذ على جزءٍ اساسي من حصة العراق النفطية في اوبك مرة ثالثة، وساحة لتصفية الحسابات على حساب الشعب العراقي مرة رابعة.

ولا يبدو ان الاحتلال السافر لبئر الفكة من قبل القوات الايرانية سيكون آخر التدخلات واكثرها فظاظة، فهناك نزاعات مؤجلة وملفات تحت الطاولة عنوانها رسم الحدود، التي خلفها النظام المقبور، مع اغلب الدول الاقليمية المحيطة بالعراق. فقد منح اراضي عراقية واسعة كهبات لبعض الدول جراء مساندتها له في حروبه الخارجية المدانة، وتنازل عن اراض اخرى لدول من اجل ضمان حياد مواقفها من معاركه الداخلية القذرة ضد ابناء الشعب العراقي. ومن هنا لا يستبعد المتابعون للشأن العراقي تكرار الاعتداءات على السيادة العراقية، لا سيما وان العراق يمر الان بمرحلة صعبة وخطيرة بسبب تركة النظام السابق، واثار الحروب والعدوان والاحتلال والارهاب واعمال العنف.

بطبيعة الحال لا توفر الدول الاقليمية وسيلة للتدخل في الشأن العراقي دون ان تستخدمها. وفي هذا الاطار ستكون انتخابات مجلس النواب القادمة احدى اهم بوابات التدخل الاقليمي، كما كانت الانتخابات السابقة منافذ واسعة لهذا التدخل، ليس على صعيد التمويل، رغم اهميته وحسب، بل على اساس ترتيب القوائم والائتلافات الانتخابية. وما يؤسف له هو استعداد بعض الجهات العراقية للعمل كأداة لمشروع هذه الدولة الاقليمية او تلك، حتى تشوهت القيم والمفاهيم. فبدلا من ان يعتد بعض السياسيين بوطنيته واستقلاليته في رسم السياسات واتخاذ القرارات، اخذ يتباهى في امتداداته الاقليمية، معتبرا اياها احد اهم عناصر قوته ونفوذه.
فيما يتذاكى البعض الاخر مبررا ولاءاته الاقليمية بانه يستخدم الدولة الاقليمية المعنية كمطية له ضمن تكتيكاته الخاصة، متوهما بان ذلك خافياً عن الدولة الممولة واجهزتها المخابراتية، التي لها تكتيكاتها الخاصة ايضا، فهي تجند اكثر من جهة، ولا تحصر رهانها على حصان واحد، فهذه الدول تربط حجم دعمها ونوعه بالموقع المفترض الذي سوف تحتله الجهة العراقية المدعومة في ادارة الدولة العراقية.

في لعبة الولاءات الاقليمية، لا يحتاج المواطن جهدا كبيرا كي يكتشف طبيعة الولاء واتجاهه، وذلك من خلال الخطاب السياسي الذي تتبناه هذه الجهة، وحجم ومساحة ظهورها في تلك الفضائية.

واذا كان لكل دولة اقليمية جهات عراقية تعمل لحسابها، مؤثرة مصالح الدول الاقليمية على حساب مصلحة الشعب العراقي، رغم الادعاءات الفارغة بالدفاع عن مصالح العراق؛ فإن للعراق قوى سياسية وطنية ربطت برنامجها، قولا فعلا، بمصالح العراق والعراقيين، هذه القوى التي لم تكتف بتزكية التاريخ لنضالها المشرف من اجل العراق وتقدمه وسلامته، بل ان حاضرها يشير الى اياديها البيضاء ازاء المال العام والدم العراقي، هذه القوى التي عرفت بإخلاصها وتفانيها في النضال من اجل العراق.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يكون قانون -الحريديم- في إسرائيل سببا في إنهاء الحرب؟ | ا


.. فيليب عرقتنجي ولينا أبيض: رحلة في ذكريات الحرب وأحلام الطفول




.. مصر: مشروع قانون الأحوال الشخصية.. الكلمة الأخيرة للمؤسسات ا


.. هآرتس: استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله بالون أكاذيب




.. إسرائيل تؤكد على خيار المواجهة مع حزب الله وواشنطن ترى أن ال