الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياسين النصير يعيد لقيصر مالقيصر

مثنى كاظم صادق

2009 / 12 / 24
الادب والفن



يقول أبو حيان التوحيدي : (إن الكلام عن الكلام صعب ), فليس من اليسير الحديث عما طرحه الناقد ياسين النصير في طرحه النقدي الجديد ورؤاه , ولاسيما في فن القصة القصيرة , والتي بقيت عناصرها المعروفة ( الحدث والزمان والمكان والشخصيات والحبكة الدرامية ) حبيسة الأبراج الأكاديمية , والدرس الصفي الصارم , وكادت الدراسات أن تحصر بهذه العناصر فحسب .
يرى النصير أن للقصة القصيرة جملتها الفنية الخاصة بها وهي ذات بون شاسع بين جملة الرواية والمسرحية , بيد أن هذه الجملة الفنية في القصة القصيرة تكتفي بنفسها وبذاتها , فلا حسم فيها كما في الرواية والمسرحية , وبذلك يفضي إلى الإشارة والاهتمام إلى جملة الاستهلال ( البداية ) وجملة النهاية ( الختام ) فهما في حالة صراع جدلي وما النص بينهما إلا ساحة لهذا الصراع فالقصة القصيرة عنده ( مثل سباق الخيل له بداية ونهاية ) , وبهذا تشكل جملة البداية والنهاية في القصة القصيرة عند النصير ثنائية تقابلية تتعامدان طولا وعرضا ويأتي النص بينهما ليجسم البعد الثالث لكنه ليس البعد الاعمق ؛ لأنه يشكل الجبل بين واديين , فجملة الاستهلال تشكل نوعا من الضغوط على النص كضغط الدلالة وضغط الإبلاغ وغيرهما وتبثها عبر النص والذي بدوره يوصلها بانسيابية إلى جملة الختام , ولعل هذه المعطيات والتي قدح شرارتها النصير قد تثير الجدل في الأوساط الأكاديمية وربما سيسعى أكثر من باحث إلى تطبيق إجرائي على جملة الاستهلال وجملة النهاية وعندها سيخرج بنتائج مذهلة , فالجملتان وجهان لورقة واحدة هي النص , تكشفان عن ماهية ونوعية الرسالة اللسانية المبلغة مادة وشكلا , وأزعم أننا يمكن الاعتماد عليهما لعلاقة عضوية بينهما , وأقول عضوية ؛ لأنهما أحد أطراف النص فلا يتحقق النص إلا بهما , ولاسيما مدلول ( المفاجأة ) , فهما مرآتان تعكسان أشعة الباث فكرا وشخصية فكلاهما يشتركان بولادة النص عن طريق بثهما الروح في ألياف وخلايا النص الذي بينهما , أن الناقد النصير يقوم بعملية( سك ) جديد لمفهوم النص السردي القصصي من خلال فكه لكثير من الاشكالايات حول مفهوم القصة القصيرة والتي ــ فعلا ــ اخترقتها الخاطرة وقصيدة النثر والصورة القلمية . ولعلنا على صواب في التمثيل لو أشرنا أن جملة الاستهلال في القصة القصيرة تجذب المتلقي وتلقمه وتسير به على سككها إلى إن تصل به إلى المحطة الأخيرة التي ينزل فيها ونقصد بها جملة الختام أو النهاية , ويمكننا أن نضع هذه الخطاطة والتي توضح رؤية النصير حول القصة القصيرة ( الجملة الاستهلالية ــــــــ النص ــــــــ جملة النهاية ) لذا فالعقدة عنده تتجاذبها جملتا البداية والنهاية , فهي جزء من النص بصورته العامة , فلا مكان يحددها كالوسط والنهاية والبداية , بل هي ممتدة تحت عروق النص , فالناقد ياسين النصير ـــ وفق ذلك ـــ قد خرج عن التنظيرات النقدية الكلاسيكية فلا يرى ظمن منظوره النقدي أن ثمة جملة ذروة بين جملة البداية وجملة النهاية فالذروة عنده وكما يقول هي ( صراع جدلي بين قوى النص الصيانية وقوى النص التدميرية , ما يعقب هذا الصراع هو الذهاب إلى النهاية بسياقات جديدة عندئذ تبدأ جملة النهاية بالتشكل , وهاتان الجملتان تتوالدان معا من أول القصة وحتى نهايتها ) وبذلك يكون الناقد ياسين النصير قد فتح لنا بابا واسعا كباحثين أكاديميين إلى الالتفات للصيانية والتدميرية والوقوف بعمق عند جملة الاستهلال وجملة الانتهاء في النص القصصي القصير بدلا من الركون والركود أبدا في التقسيم المدرسي للقصة القصيرة فقط بل يجب الانطلاق إلى فضاءات أوسع وأشمل وبذلك قد أعاد النصير لقيصر ما لقيصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس


.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد




.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد