الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الكاتب والسياسي صالح جعفر

زارا مستو

2009 / 12 / 24
مقابلات و حوارات


حاوره زارا مستو
في البدء أشكرك جزيل الشكر على إتاحة الفرصة لي لإجراء حوار معك حول بعض المستجدات السياسية في منطقتنا و في كردستان.
س1- كيف تقرأ ملامح السياسة الأمريكية في منطقتنا بعد فوز الديمقراطيين في الانتخابات , هل برأيك أنّ الولايات المتحدة الأمريكية ستتخلى عن الكرد والقوى الديمقراطية , ومشروعها الديمقراطي , في منطقة الشرق الأوسط مقابل بعض مصالحها مع الأنظمة التي تعارض السياسة الأمريكية ؟
ج- اتسمت السياسة الامريكية في عهد بوش بالهجوم و الحدة تجاه الأنظمة الشمولية و المجموعات المتشددة حيث شهدت منطقتنا تغييرات هامة من أهمها إسقاط النظام العراقي الدموي.
هذه التغييرات ألقت بظلالها على كل المنطقة و لاكن فشل إدارة بوش و لأسباب عديدة و من أهمها النجاح الذي أحرزه القاعدة و حلفاؤها عبر تجنيد الانتحاريين و من ثم الضغط الذي مارسه الأنظمة القومجية و السنية على السياسة الأمريكية سهلت فوز الديمقراطيين الذين غيروا وجه السياسة الأمريكية في المنطقة من الهجوم الى التصالح و المهادنة المؤقتة.
السياسة الأمريكية الجديدة سنحت الفرصة من جديد أمام الأنظمة الشمولية و القوى الظلامية المسيطرة على مصير المنطقة و شعوبها لتلملم صفوفها و توَحد موقفها وتستعيد نفوذها من جديد او الحفاظ على ما تبقى لديها.
لا أظن أن الولايات المتحدة ستتخلى عن الكرد و لاكن سوف لن تدافع عنهم أيضا ً مقابل مصالحها مع القوى المعادية للكرد. أعتقد بأن الكرد سيحافظون على ما حصلوا عليه أما محاولة الحصول عل ما تبقى فسيكون صعبا ً في هذه المرحلة.



س2- هناك ما يسمّى بمشروع الانفتاح التركي على القضية الكوردية في كوردستان تركيا الذي يطرحه الإسلاميون , هل برأيك فعلاً هناك شيء اسمه مشروع الانفتاح التركي , فهل الأتراك جادون في هذه المرّة ؟ وما المطلوب كردياً في كردستان تركيا في هذه المرحلة ؟
ج- إن التغييرات التي حصلت في كردستان والمنطقة برمتها دفعت حزب العدالة و التنمية و قادتها للتفكير بحل للقضية الكردية على طريقتهم و بأقل خسارة ممكنة و يحاولون أرضاء الكرد عبر بعض التسهيلات التثقافية كما فعلها من قبلهم صدام ويفعلها الإيرانيون الآن.
لا يوجد لديهم مشروع للحل بل هناك محاولات للمماطلة و التهرب من الاستحقاقات.
يقول البعض بأن السبب وراء طرح حزب العدالة و التنمية مشروعا ً لحل المسألة الكردية جاء بضغط أوروبي.
إن الاعتراف ببعض الحقوق و القبول بمناقشة المسألة الكردية لم تكن بضغط أوروبي أو بفضل سياسة حزب العدالة و التنمية, بل جاء بفضل النضال التحرري الكردي, يجب أن لا نكون عدميين وننكر التضحيات التي قدمتها -ب ك ك- طوال فترة نضالها و إلى اليوم حيث كان من نتائجها فوز -د ت ب- بالكثير من المقاعد البرلمانية و البلديات و المؤسسات الأخرى .كل هذه المكتسبات كانت نتيجة لنضالات و التضحيات التي قدمتها خيرة الشباب الكرد من الأجزاء الأربعة.
إن الاعتراف ببعض الحقوق خطوة إيجابية يجب تشجيعها وعدم التقليل من شأنها على أن لا تدفع ذالك الحركة الكردية بالتقاعس عن النضال لتحقيق الحقوق الكاملة أسوة ببقية شعوب العالم.

س3- جرت في الفترة القريبة الماضية انتخابات في إقليم كردستان العراق على صعيد البرلمان والرئاسة , هل من دلالات لهذه الانتخابات ؟
ج- لقد أظهرت نتائج الانتخابات الأخيرة مدى تراجع شعبية الحزبين الكبيرين و السبب واضح وهو حالة الفساد السائدة و تحول الحزبين لدى الكثيرين من قياداتها و كوادرها إلى وسيلة للثراء الفاحش, حيث بات الناس في كردستان تتحدث عن مشاريعم وفيلاتهم و سياراتهم الفاخرة و الخدم و الحشم إلخ
يتاجر الكثيرون من الحزبين بالتاريخ النضالي لحزبيهما لتغطية حالة الفساد عبر الاستخدام السيىء لإدارات الدولة, ناسين بأن الحزب يجب أن يبقى مضحياً و مناضلاً عبر تواجده بين الشعب و الشعور بمعاناته و ليس العيش في ترف و رفاهية السلطة.
إذا استمرّ الحزبان في تسيير أمور الدولة بتلك الطريقة الخاطئة سيخسرون الانتخابات القادمة. المهم هنا دور المثقفين و الإعلام الكردي الحر لمحاربة الفساد, و ليس العكس حيث التقرّب من الحزبين بغية تأمين وظيفة أو مكافأة و من ثم العيش في البلاط الحزبي و التغني بأمجاد بعض الزعامات و نسيان معاناة الأسر و العوائل الشعبية صاحبة التضحيات الحقيقة.
س4- في كوردستان أيران , كيف تنظر إلى مستقبل المعارضة الكوردية في إيران في ظل الوضع الراهن؟
ج- الحركة التحررية الكردية في شرقي كردستان تعاني حالة ضعف و سكون بسبب شراسة النظام و قمعه, و بسبب الانقسام و التشتت والانشغال بالقضايا الحزبية الضيقة.على الحركة الكردية أن ترتب أمورها الداخلية قليلاً لتستعد للمرحلة القادمة إذا ما حدث شيىء نتيجة العوامل الخارجية.
س5- أما على صعيد النظام السوري , هل النهج الذي ينتهجه النظام السوري اتجاه الشعب الكوردي وحركته الوطنية من سياسة الاعتقالات والمشاريع الاستثنائية والإنكار والإمحاء, تفيد الوطن؟ و هل برأيك بنية النظام السوري تسمح بأن تخطو خطوات إيجابية مشابهة للنظام التركي اتجاه القضية الكوردية؟
ج- سياسات النظام السوري واضحة و هي الاستمرار في اضطهاد الشعب الكردي و قمع حركته السياسية. تمنى الكثيرون ببعض التغييرات و لاكن و رغم كل التغييرات التي حدثت في المنطقة أن يغيير النظام قليلا من سياساته و لاكن العكس بدأ بالتشديد و كأن لسان حاله يقول: أنا لا زلت قوياً و سأستمرّ وفي سياساتي و الويل لمن يطالب بالتغيير أو بالحقوق القومية أو الديمقراطية.
النظام لا زال مستمراً بالتمسك بالعقلية القومية العنصرية العشائرية و لا يملك حتى مشروع السماح ببث أغنية فلوكلورية شعبية كردية في التلفزيون العربي السوري!
س6- كيف تقرأ المشهد السياسي الكوردي في سوريا , برأيك هل الأطر الكوردية الحالية مجدية؟ وما المطلوب كرديا في هذه المرحلة لمواكبة المستجدات التي تجري في منطقتنا ولو جزئياً ؟
ج- المشهد السياسي الكردي في سوريا مشهد محزن للغاية, الأحزاب منقسمة و مشتتة و ضعيفة لأسباب موضوعية نتيجة قمع السلطة والسبب الذاتي المتمثل بعقلية الزعامة العشائرية و عدم القدرة على التنازل عن كرسي رئاسة الحزبي , وبالمناسبة و لكي نكون منصفيين فهذه العقلية ليست موجودة عند الزعامات القيادية فقط بل عند الزعامات المحلية أيضاً فيبدو أن الزعيم يبقى زعيماً سواء كان سكرتيراً للحزب أم عضوا ً في اللجنة الفرعية.
المطلوب لملمة الصفوف والاستعداد للمستقبل و التعامل بمرونة مع بعضنا البعض, والتفكير بتبادل السلطة الحزبية ! بقبول الآخر و بتسليمه الزعامة و عدم لجوء إلى الانشقاق.
أيهما أفضل : أن تكون كادراً في حزب قوي ذي سمعة جيدة, أم سكريتراً في حزب ضعيف و منشق ؟

س7- لقد كنتَ مشاركاً في مؤتمرات كردية عقدت في أوربا وخارجها, ماذا تستطيع أن تقدم الجالية الكوردية في الخارج ؟ وهل هناك نشاطات تحضّر لها من جديد ؟
ج- كان بالإمكان أن نستفيد من إمكانية الجالية الكردية في الخارج بشكل أفضل لولا سيطرة نفس عقلية الداخل هنا في الخارج أيضاً, الجالية الكردية مشتتة , هناك نشاطات هنا و هناك, و لاكن أغلبية هذه النشاطات لا تخرج خارج التنظيمات و لا تشمل الجالية ككل. و لاكن لابدّ من الذكر بأن معظم النشاطات تكمن في الإطار الكردي نفسه, من الأفضل أن تتركز النشاطات السياسية بين الأوساط السياسية و الدبلوماسية الأوروبية.
الجالية الكردية حديثة العهد ولم تكوّن نفسها بعد, فهي مشغولة ببناء نفسها, و تقوم بالأعمال اليدوية الشاقة, هناك قليلون معدودون على أصابع اليد الذين حصلوا على الشهادات و انخرطوا قليلا في الوسط الأروربي والذي بات صعباً في الآونة الأخيرة نتيجة الأفعال السلبية للجاليات الأجنبية و الإسلامية بشكل خاص .
أعتقد بأن الجيل الثاني من الجالية يمكن أن يخطوا خطوات تقربه من الوسط السياسي و الثقافي الأوروبي.
س8- السؤال الأخير , كيف تقرأ المشهد الثقافي الكوردي بين الجالية الكوردية في الخارج ؟
ج- النتاج الثقافي في الخارج نتاج فردي( باستثناء بعض الكتاب الذين يلقون الدعم و المساندة من بعض الأحزاب الكردية) و لا يلقى الدعم و المساندة من أحد. المثقف الكردي المنتج لا يستطيع التفرغ للكتابة, بل يضطر للعمل لغسل الصحون في المطاعم لكي يؤمن حاجياته أو التخلص من ضغط موظف المساعدة الاجتماعية.














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسئلة مشروعة واجوبة منطقية
سردار أمد ( 2009 / 12 / 24 - 21:37 )
الشكر للأستاذ صالح جعفر على أجوبته المنطقية الواقعية وطريقته في السرد ، و صراحته في شرح الأمور، وكذا الشكر للأستاذ زرار مستو على ما سأله.

تقبلوا تحياتي


2 - شكراً
زارا مستو ( 2009 / 12 / 25 - 19:25 )
أشكرك على المتابعة والتعليق,وعلى رأيك, تحياتي

اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح