الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق وأعياد الميلاد

سلمان محمد شناوة

2009 / 12 / 25
حقوق الانسان


بداية أهنئ مسيحيي العراق بحلول أعياد الميلاد المجيدة واشاركم وأنا المسلم العربي بكل وجداني واشد على أيديهم بكل محبة بولادة رسول المحبة السيد المسيح عيسى بن مريم ....
يحتفل المسيحيون في كل بقاع العالم بأعياد الميلاد المجيدة , ما عدا المسيحيين في العراق , حيث نجد أنهم قد فقدوا روحية الاحتفال واثروا العزلة والاحتفال بشكل ضيق هنا وهناك .....
أعلنت هذه السنة كنائس مسيحية في مدينة البصرة العراقية عدم إجراء مراسم الاحتفال بأعياد الميلاد والاقتصار على أداء القداس في الكنائس والبيوت لان العيد يتزامن مع إحياء الشيعة لأيام عاشوراء ذكرى مقتل الإمام الحسين في واقعة ألطف قبل أكثر من 13 قرنا وهي أيام حزينة عند الشيعة . كما سيحذو المسيحيون في كركوك حذو إخوانهم في البصرة ، كما أرجأت المدارس المسيحية إقامة احتفالاتها السنوية بأعياد الميلاد إلى نهاية الشهر الجاري لتتواكب مع احتفالات رأس السنة الميلادية , واتخذت السلطات العراقية إجراءات أمنية مشددة بالقرب من جميع الكنائس والأديرة في العراق وتشير إحصائيات عراقية أن عدد المسيحيين في العراق كان أكثر من 850 ألف شخص لكن هذا العدد انخفض بعد الغزو الأمريكي للعراق في ربيع عام 2003 وفرار أكثر من 250 إلف مسيحي إلى خارج البلاد على خلفية اتساع دائرة استهداف المسيحيين والأديرة والكنائس من قبل الجماعات المسلحة والمليشيات الطائفية.
تأتي احتفالات أعياد الميلاد هذه السنة متزامنة مع أحزان محرم هذا من ناحية من ناحية أخرى يبدو المشهد المسيحي في العراق هذه السنة من أسوء ما يكون , عاشت هذه الديانة في العراق لمدة ألفين سنة وربما هم أصحاب الأرض الحقيقيون قبل دخول المسلمين إلى العراق بعد الفتح الإسلامي , المسيحيون عاشوا داخل مجتمعاتهم المغلقة لمدة طويلة من الزمن , ولكنهم كانوا شريحة اجتماعية مهمة في العراق ....بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ....وبسبب الأوضاع الأمنية المتردية أثر الكثير منهم للهجرة للعراق ...فهاجروا إلى أمريكا ودول أوربا ...ساعدهم في ذلك أقاربهم في تلك البلدان, وكذلك عمل الكنائس الغربية في تسهيل دخولهم إلى هناك...الكثير منهم أصدقاء لي , كنا نتحدث كثيرا عن الأوضاع هنا وهناك ...كنا نتحدث عن سهولة دخولهم إلى الدول الغربية وصعوبة دخول المسلمين إلى الدول الغربية ..مع اننا تشاركنا قي لحظة ما نفس الألم والهموم والأوجاع والغربة في الدول المجاورة .... وكنا نتحدث كذلك عن الحنين إلى الوطن ..والذي أبدع البعض منهم في كتابة القصص والراويات والإشعار في الحنين إلى بقعة تراب من ارض بغداد أو الموصل أو الشمال العراقي العزيز ...ومن خلال تجربتي مع أصدقائي من المسيحيين والصابئة ...كانت لي ملاحظة هي سهولة اندماجهم مع المجتمعات الغربية .... مع صعوبة اندماج المسلمين مع المجتمعات هناك ... بعد إن قضى الكثير منهم أكثر من عشر سنوات في المجتمع الأمريكي أو الأوربي , عادوا ألان إلى العراق , بعضهم عاد بشكل نهائي والبعض الأخر عاد بشكل متردد , لكنه ارجع عائلته إلى ارض العراق , مع صعوبة العيش في العراق على شريحة تعودت العيش السهل والمرفه ...تعودت العيش بالأسلوب الغربي , هذه الشريحة من العراقيين عادوا لأنهم صدموا بشكل العلاقات الاجتماعية الغربية المبنية على الحرية الكاملة للجنسين , احدهم اخبرني ... بقوله... لم استطيع تحمل الحياة الغربية مع ما وفره لي من عيش وكرامة لم اشعر يوما فيها في العراق ....إلا إني لم أتحمل وخاصة حين كبرت ابنتي أن يأتي يوما إن تدخل إلى البيت وبيدها (( البوي فرند )) ا وان يتحول بيتي إلى ملتقى عشاق بين أبنائي وصديقاتهم .....
المجتمع المسيحي كان متحفظا بالبداية إلا انه اندمج اندماج شبه كامل في المجتمعات الغربية بحيث , وان كنا نرى حنين الإباء إلى المجتمع العراقي , إلا إن الأبناء باتوا لا يعلمون شي عن ارض الوطن .....
بسبب الأوضاع العراقية بات أعداد المسيحيين والصابئة في العراق في تناقص يثير الألم حقا.... هذه السنة يبدو إن التوجه لعدم إقامة أي احتفال ديني والاكتفاء بإقامة صلاة القداس داخل الكنائس وحتى البيوت بشكل عائلي ...المشكلة إن الوضع الأمني لا يزال في حالة تردد ...فكثير ما تأتي التهديدات إلى الأقليات الدينية في العراق من جهات مجهولة ..لا يعرف احد من وراءها ... والمجتمع المسيحي لا يستطيع إن يتجاهل هذه التهديدات بحجة إن الأمن استتب في العراق ..فالحوادث تقع يوميا .. ولا يوجد من يوقفها ... ولم يسمع يوما إن جهة ما قد عوقبت لأنها وجهت تهديدات هنا وهناك , لا بل إن كثير من أصحاب رؤوس الأموال المسيحيين اثروا الهجرة إلى دول الجوار أو دول المهجر ...حني يشعروا بالأمن عن أنفسهم وغوائلهم وأقاموا هناك أعمالهم .....
هذه السنة تأتي متزامنة مع أحزان محرم , هناك شعور عام لدى المسيحببن بالاقتراب من الحزن الشيعي , واثر الكثير منهم عدم إقامة احتفالات صاخبة بالميلاد , وهم في الحقيقة لا يستطيعون حتى الاحتفال بكنائسهم , فلذلك إن إقامة أي احتفال على الطريقة العربية , أمر غير وارد في العراق أبدا ....لذلك نجدهم انسحبوا إلى إقامة احتفال على اقل درجة بشكل عائلي في بيوتهم .....
الشيعه ومنذ السقوط استطاعوا الاحتفال بشعائرهم بحرية كبيرة في العراق , بعد ما كانوا ولعقود طويلة غير مسموح لهم بإقامة أي احتفال ديني , الشيعة استطاعوا التخلص من شعور الخوف وإقامة احتفالاتهم الدينية وإقامة سرادق الأحزان في كل مكان ومنذ 2003 لأنهم استطاعوا إقامة منطقة نفوذ خاص بهم في جنوب العراق , هذه المنطقة لا يجروء أي إنسان مخالف لهم في العقيدة الدخول بها ... ولذلك استطاعوا الخروج للشارع وإقامة المواكب الحسينية .. وعمل المسيرات في جميع إنحاء منطقة النفوذ الشيعي ...ساعدهم قي ذلك أعدادهم الكبيرة , بحيث أصبح السنة في الجنوب أقلية , تخاف على نفسها , فأثرت المسالمة والعيش بسلام , وإرضاء الأكثرية الشيعية في الجنوب , بضرورة التعايش , بعكس الشيعة الموجودون في الوسط , حيث نجد أكثرية سنية وأقلية شيعية , نجد أنهم لا يزالوا يعيشوا حالة إلا أمان النسبي , وان نسبة القتل التفجيرات في وسطهم لا زالت موجودة بنسبة اكبر
الاحتفال بالأعياد الدينية لأي جماعة كانت كبيرة أو صغيرة وإقامة الشعائر يمثل إثبات لشخصية تلك الجماعة , إن أهم حق من حقوق الإنسان هي إقامة الاحتفال الديني المصاحب لتلك الجماعة , الجماعات الدينية تجد لها متنفس حين إقامة أعيادها , الأعياد هي عبارة عن متراكم أنساني للتعبير عن الدين بطريقة أو أخرى , كثير من الأعياد قد ولدت عبر الزمن نتيجة حدث معين أو فعل معين ولكنه كان يمثل ضمير تلك الجماعة , أعياد الميلاد سواء كان في إل 25 من ديسمبر أو في السادس من يناير عند الإخوة الأقباط إلا انه يمثل الضمير المسيحي الحي المتحرك منذ إلفين سنة .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجز أخبار السابعة مساءً- رئيس تشيلي: الوضع الإنساني في غزة


.. الأونروا: ملاجئنا في رفح أصبحت فارغة ونحذر من نفاد الوقود




.. بعد قصة مذكرات الاعتقال بحق صحفيين روس.. مدفيديف يهدد جورج ك


.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مسؤول الأغذية العالمي في فلسطين: