الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنهم يعهرون الشريعة!!

نادية عيلبوني

2009 / 12 / 25
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


لا أحد أستطاع أن يحط من قدر الإسلام بمقدار ما فعله أهله به،فلا الغرب، ولا المعاديين المفترضين للإسلام، ولا حتى صاحب الرسوم الكاريكاتورية الدانمركي ، استطاعوا الإساءة للإسلام والنزول به إلى الحضيض بمقدار ما فعلته طائفة كبيرة من المعتوهين من شيوخنا ومريدينا في هذا الزمن الأغبر.
لا نستطيع إلا أن نتهم كل أولئك الشيوخ والمريدين ومن لف لفهم ،من الذين دخلوا من باب الإفتاء ليعطوا لأمراضهم وعقدهم النفسية وميولهم الجنسية الشاذة ورغباتهم الداعرة ،طابعا شرعيا. أمثال هؤلاء هم من ينبغي فضحهم وتعرية دورهم الحقيقي والمباشر ليس في الإساءة إلى العقيدة الإسلامية فحسب ، بل بسبب دورهم التحقيري وإساءاتهم البالغة إلى الكثير من القيم الإنسانية النبيلة التي تعارفت عليها البشرية والأديان كافة .
لقد حط هؤلاء من قدر الزواج والأسرة ، بمقدار ما حطوا من دور المرأة والطفل والرجل ، وكل ما يمت للحياة السليمة والقويمة في مجتمعاتنا بصلة .
وربما كان الأجدى بنا قبل أن نطالب الآخرين بإزالة القذى من أعينهم، أن ننزع نحن تلك الخشبة الكبيرة التي تعمي أعيننا ، وربما كان من المستحسن قبل توجيه أصابع الاتهام للغرب بالإساءة إلى معتقداتنا، أن نحاول أن نقف مع أنفسنا وقفة ضمير لتنقية صفحتنا وتنظيف بيتنا من تلك الأفكار والمعتقدات التي بث سمومها بعض الشيوخ المعتوهين في بلادنا وقاموا بإخراجها على شكل فتاوى ادعت لنفسها ، النطق باسم الشرع والشريعة.
ونحن لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نقبل أو نتفهم، أو نبرر اعتداء أمثال هؤلاء على مؤسسة الزواج بما هي مؤسسة مقدسة ، وبما هي خلية أولى للمجتمعات القابلة للحياة، وبما تعنيه من مودة ورحمة بين الأزواج ، وبما تعنيه من أبوة وأمومة ومسؤولية تربوية وتعليمية اتجاه الأبناء ، وتحويلها بخفة واستخفاف إلى مكان للدعارة.

لكن هذا ما حصل ويحصل يوميا بقحة أمام أعيننا ، ودون أن يتجرأ إلا القليل القليل ، على نقد مثل هذا التفكير الشاذ وفضح أصحابه ، لقد تحول الزواج في الإسلام بما هو مؤسسة دائمة وواحدة لا تقبل القسمة ،وبما هو مودة ورحمة ورباط مقدس دائم بين الزوجين اللذان ينجبان الأبناء ويتحملان مسؤولية تربيتهما ،إلى أنواع لا حصر لها من زيجات كلها تقوم" على الماشي" ولا تخرج بأي حال من الأحوال،عن معنى الإمتاع الجنسي الذي توفره عادة علب الليل ومواخير الدعارة.
لقد أتحفنا هؤلاء الذين أرادوا تدنيس مؤسسة الزواج بفتاوى تنتهك حرمته بقحة نادرة لتحوله إلى زواج" متعة" وزواج "مسيار"و زواج "مصياف" وزواج "عرفي" وآخر" سري" وزواج "على بيتها"إلى آخر ما هنالك من تسميات ومعاني ما أنزل الله بها من سلطان ،وتفيد جميعها بالحط من قيمة وقداسة رباط الزوجية وتنزل بها إلى حضيض المواخير وعلب الليل.
لقد بتنا نسمع بأنواع بأسماء متعددة للزواج العابر والمشروط والمؤقت ،لم نكن نسمع بها مطلقا في الماضي ،ومن حقنا أن نتساءل إذا ما كانت إرادة الله تجيز أن يكون الزواج "على الماشي " أو عابرا أو ملتقطا على الطرقات كذاك الزواج المدعو ب"المسيار"؟. أي دين هذا الذي يبيح للرجل أن يتزوج زواجا لا تتجاوز مدته الإجازة الصيفية للرجل في الخارج،وأي إله هذا الذي يبارك رغبة رجال يريدون أن يستمتعوا بامرأة لفترة مؤقتة في إجازاتهم ثم يقومون بلفظها لدى عودتهم كذاك الزواج المدعو ب"المصياف"؟ أهكذا كرّم الله المرأة في الإسلام؟أهذه هي عظمة الإسلام ؟ أم هذا هو إعجاز القرآن الذي يتشدق به بعض المفترين عليه جهارا نهارا؟
ما طينة هذا الإله الذي يقبل أن بوجود مليون ونصف طفل في مصر وحدها غير محددي النسب بسبب ما يدعى بالزواج "العرفي "الذي أفتى به شيوخ الشهوات العابرة؟ أي شريعة تلك التي تهتم بمتعة الرجل الجنسية على حساب الأسرة وعلى حساب مصلحة الأبناء الذين يقذف بهم إلى مصير مجهول ، وإلى الشوارع مجردين من النسب ومن رعاية الأبوين وحمايتهما ، ومجردين من أبسط حقوقهم الاجتماعية والإنسانية ؟
نحن لا ندري حقيقة إذا كان من حق الشيوخ تصوير الله بصورة رذائلهم !!!ولا ندري من أين يستمدون الحق في الإعلان عن تلك الفتاوى التي تريد أن تقنعنا بأن الإرادة الإلهية تبارك كل ملذات الرجل الجنسية وشهواته وهلوساته وتضعها فوق كل تلك الاعتبارات الأخلاقية والأسرية والاجتماعية والإنسانية؟!!!!!!!

وهل يمكننا بعد كل تلك التصورات التي تقدم الإسلام في الصورة التي تحط من قيمة الإنسان الذي تحوّل على أيدي هؤلاء العابثين إلى مجرد حيوان متنقل وحامل للشهوات، أن نطالب الغرب باحترامنا واحترام عقيدتنا؟وهل يمكننا أن نطالب الآخرين باحترامنا ونحن لا نحترم أنفسنا ولا نحترم عائلاتنا ولا نحترم امرأة أو طفل؟
متى يكف بعض شيوخ الإسلام عن النظر إلى مؤسسة الزواج نظرتهم إلى علب الليل؟ومتى يكف هؤلاء عن النظر إلى نسائنا بمنظور بائعات الهوى وبائعات الحب الرخيص والعابر؟ متى يستطيع أمثال هؤلاء الشيوخ التمييز بين مؤسسة الزواج وبين المواخير؟
وهل بإمكان هؤلاء الذين لا يقيمون وزنا إلا لشهواتهم الجنسية ، أن يصلوا إلى النظرة الإنسانية في اعتبار الزواج مسؤولية كاملة وشراكة كاملة ودائمة ،وليست فقط مجرد مكان لإشباع الرغبات الجنسية؟
ومتى تصبح مجتمعاتنا قادرة على التصدي لأصحاب كل هذه الترهات؟
متى؟؟؟..متى؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيدة نادية المحترمة
نارت اسماعيل ( 2009 / 12 / 25 - 15:53 )
أشكرك يا سيدتي الفاضلة على هذا المقال الرائع ولكنني أختلف معك بشيء واحد وهو أنهم لا يعهرون شريعتهم وإنما يمارسونها تمامآ كما مارسها سابقآ رسولهم وخلفاءه كلهم من بعده الراشدون وغير الراشدين
يجب أن لا نكل ولا نمل من تعريتهم وكشفهم على حقيقتهم وهو أنهم مجموعة من الهمج غير المتحضرين
تحياتي الصادقة لجهودك سيدتي


2 - في الصميم
ريم محمود ( 2009 / 12 / 25 - 18:39 )
احييك على هذا الطرح البديع .
لا يمكن لاحد الا ان يوافقك على كل ماجاء هنا
من كلمات دقيقة تمس جوهر المشكلة .
وهذه الممارسات التي حطت من شأن المرأة والرجل
على حد سواء . فأن اعتاد الوحوش على هذه الممارسات
الغبية فماذا تتوقعين ان يكون المجتمع ككل كمؤسسة
كاملة مسؤولة عن تنشئة الاجيال القادمة ؟
ومثلما نرى ان الاجيال التي تلت العصر الذهبي
لاجيال الستينات في مناحي العلم والثقافة والفكر والادب والفن
وخاصة في مصر ,
انها قد تراجعت بنسبة انحدار رهيبة
فما هو السبب ياترى ؟


3 - شكرا
عبدالعزيز ( 2009 / 12 / 25 - 21:15 )
شكرا للاستاذه نادية


4 - هل هي فاضلة بالأصل
شوقي ( 2009 / 12 / 25 - 22:40 )
سيدتي العزيزة
هل كانت فاضلة هذه الشريعة أم أنها عاهرة بالأصل بعد خمسين عامآ في البحث و التنقيب لم أرى فضيلة واحدة في هذا الفكر و العقل البدوي القاحل لقد حشرو عقله بين الصرة و الركبة لكل مؤمن
سيدتي شكرأ لكتابتك التنويرية


5 - نعم هذا وهو القران
محمد ( 2009 / 12 / 26 - 08:40 )


السيدة المحترمة نقدك صحيح ولكنك تغالطين نفسك وقراءك

فانت تنتقدين الاعراض وتتركين الامراض
هيا بنا ن الى جولة في القران الكريم

يقول واركبوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباعا -اذن ماطاب يعني مالذ -

يقول فمااستمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن اذن هناك استمتاع

يقول ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان اردن تحصنا ومن يكرههن فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم اذن هناك استمتاع واكراه على البغاء يعنى اغتصاب ودعارة

ويقول ان اردتم استبدال زوج مكان زوج واتيتم احداهن قنطارا فلا تاخذوا منه شيئا اذن هناك بكل وقاحة وقلة حياء استبدال زوجه مكان زوجة

انت يا استاذة اخطر من هؤلاء الشيوخ لانك تبررين وتتسترين على الاخطاء الحقيقية وتنتقدين المخطئين فهؤلاء الشيوخ هم ضحايا لهذه الثقافة المنحطة


6 - لكم دينكم ولنا ديننا
عبد الله بوفيم ( 2009 / 12 / 26 - 12:52 )
نحن مقتدون بما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم, وفعله صحابته في تلك المرحلة الحرجة من بداية الدعوة. لقد حرمالله علينا الزنى,وأحل لنا ما وراء ذلك.
الأصل في ديننا الاباحة, وكل شيء مباح ما لم يرد نص صريح في تحريمه
على من يريد أن يحرم علينا أمرا من الأمور أن ياتينا بنص صريح في القرأن الكريم, أو بحديث صحيح وليس ضعيف, نتأكد به من حرمة ذلك الأمر وإلا فهو مباح
الزواج هو الطريقة الشرعية التي شرعها الله عز وجل للعلاقة بين الرجل والمرأة, وما بلغ إليه الناس من إضافات جديدة لمصطلح الزواج, وأحله علماؤنا وأباحوه لنا, فنحن له قابلون, ونشكرهم على ذلك خير الشكر, ونطلب الله عز وجل أن يجازيهم عنا خير الجزاء
الزواج عقد شرعي بين رجل وإمراة ويمكن لكل منهما أن يشترط فيه ما يشاء, للزوج أن يشترط على الزوجة أن تبقى في بيتها وأن يحضر إليها متى رغبت في ذلك أو رغب بها هو, وله أن يشترط عليها أن تتحمل نفقة نفسها, إن كانت قادرة عليها, بل وأرى أن يتفقا على مدة معينة ممكنا, إذ لو سافرت مثلا إلى دولة معينة, وكنت متزوجا في بلدي, وكانت مدة إقامتي بذلك البلد ستدوم مثلا ثلاثة اشهر أو أربع,


7 - لكم دينكم ولنا ديننا, تتمة
عبد الله بوفيم ( 2009 / 12 / 26 - 13:02 )
بعد السفر لدولة بعيدة, لزم عليك أو علي أن نبقى مدة ثلاثة اشهر أو أربعة, وخفت من الوقوع في الزنى, وبالتالي الجناية على إمرأة باتيانها ومن غير عقد, ووضع نطفة في مهبلها قد تؤتي مولودا, مجهولا, يكون ذنبه على والده قبل والدته
إذا كنت موقنا أني لن أحتمل, فحق لي أن أتزوج, شرط أن أكون صريحا فأعلم الزوجة, بل وأشترط عليها أني ساسافر يوم كذا وكذا, ولن يكون بامكاني السفر معك, فهل تقبلين شرطي هذا أم ترفضين؟ العقد يحرر والمباشرة حلال, والمولود معروف والده
يمكن للأرملة أن تشترط على الزوج في عقد الزواج, أن لا يفرض عليها الانتقال خارج منزل ابنائها, وأن لا يفرقها مع أبنائها, وأن لا يسكن هو نفسه معها, حفاظا على حسن علاقتها مع ابنائها, فيكون حضور الزوج لدى زوجته متى رغبت في ذلك, أو متى يرغب هو في ذلك
كما يمكن أن تشترط الزوجة على زوجها أن لا تلد منه, لأنها أم لآبناء, وليست مستعدة لولادة آخرين, فإن قبل أثناء العقد فلا حق له بعد الزواج في مطالبتها بالولادة
ونفس الشيء يمكن للزوج أن يشترط على زوجته نفس الشرط, فان توافقا عليه, فملزمان به
الحلال بين والحرام بين, الزواج كله حلال


8 - العيب في ديننا
محمد البدري ( 2009 / 12 / 26 - 21:08 )
يا سيدتي الفاضلة القرآن ذاته يحمل قدرا كبيرا من الاهانة لذاته. فلماذا ندين بشرا تم صنعهم علي المقاس العربي ونحن من العروبة براء؟ فليس المطلوب وقف المشايخ او وقف سخريات العالم منا بل علينا بفحص هذا الغثاء الذي نحن فيه غارقون.

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس