الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفط في بلد النفط يباع باسعار اعلى من العالمية

عبدالله مشختي

2009 / 12 / 25
الادارة و الاقتصاد


المعروف عن العراق انه بلد النفط وهو يقبع فوق اكبر مخزون احتياطي لهذه المادة التي اصبحت اكثر اهمية من الذهب لحياة الشعوب والدول في القرن الحالي ،فكل الصراعات التي تجري الان بين عمالقة الدول مثل امريكا وروسيا واليابان والصين واوروبا من جهة والدول النفطية من جهة اخرى ماهي الا طمعا لهذه المادة والاستحواذ عليه .
ان مخزون النفط في العراق التي تقدر بعشرات المليارات من البراميل اضافة الى ما تم اكتشافه في الاعوام الاخيرة لهو المصدر الاكثر قوة للاجيال القادمة من الشعب العراقي ،ولكن هذه الثروة التي هدرت ولازالت تهدر بفعل نزوات الحكام وصرفها على معدات الموت والحروب وشراء الولاءات والذمم قد حرم العراقيين من الاستفادة من هذه الخيرات والثروات التي لو استغلت وفق سياسات ومعطيات لمصلحة البلد لما بقي اليوم عراقيا فقيرا واحدا ولكان العراق وامواله تستثمر في العشرات من الدول النامية في افريقيا او اسيا او غيرها .
لكن كل ما ارتكبه النظام السابق من اخطاء سواء كانت متعمدة او غيرها فقد جاء النظام الجديد بعد 2003 ليزيد العلة بلاء من هذه الناحية ،فمن الهدر والسرقة التي سادت الاعوام الاولى ومن ثم افتقار العراق الى سياسات نفطية وطنية وراسخة لاعادة البنية المتينة لصناعة هذه الثروة قد زاد الطين بلة ،فبسبب عدم وجود الكهرباء في العراق، امسى اعتماد المواطن العراقي الاول والاخير على المحروقات النفطية للعديد من مستلزمات العيش من حيث الطبخ والتدفئة وحتى الانارة في العديد من مناطق العراق ولكن الحكومات التي تعاقبت بعد 2003 لم تتمكن من توفير ما يحتاجه المواطن من هذه المحروقات ،بسبب الظروف الامنية تارة وانعدام وتدمير واستهلاك المصافي التكريرية للنفط وغيرها من العلل والاسباب الغير المقنعة .
لقد صدق الشعب العراقي وعود المسؤولين بتوفير كل المستلزمات والمشتقات النفطية لهم وصبروا ولايزالون يصبرون لان (( علة عدم القدرة هو الشكر لله)) كما يقول المثل .
الموسم الشتوي الان قادم والعديد من العوائل تعاني من البرد لعدم توفر الكهرباء وكذلك لقلة التجهيز الحكومي للمحروقات النفطية يضطر المواكن الى التوجه الى السوق التجاري للحصول على النفط الابيض خاصة المقرر للتدفئة ولكن هل كل المواطنين يتمكنون من الحصول عليها ؟ طبع لا !!!!! لان الاسعار خيالية ومرتفعة جدا ، فبرميل النفط الذي يباع عالميا يبلغ سعره حوالي ال 70 $ دولارا ، بينما سعر برميل النفط الابيض المخصص للتدفئة يبلغ 125 واكثر البرد الذي اخذ يزحف على المنطقة لا بد من الحصول على وسيلة للتدفئة .
هذا هو بلد النفط الذي لايتوفر النفط لاهله الا بضعف اسعار البيع العالمية بينما هناك دول تمنح لها الحكومة العراقية النفط باسعار منخفضة ورمزية كالاردن وغيرها .
كان صدام حسين يعاني من توفير الاموال اللازمة فكان لابد له ان يجد وسيلة ليصدر النفط من وراء المنظمة الدولية ودول الحلفاءسرا وقد وجد الطريق الامثل في الاردن، ولكي يحصل على المنفذ الاردني كان لابد له ان يمنح الاردن تسهيلات نفطية كي يتمكن من تصدير النفط بطرق سرية ويحصل على تعاون الاردن كونها كانت من الدول المقربة من امريكا ليحصل على الاموال والعملة الصعبة ، ولكن اليوم غير الامس ام ان ما وقع عليه صدام من تسهيلات نفطية للاردن تبقى سارية المفعول كي تحصل الاردن يوميا على 10 الاف برميل من النفط عراقي وباسعار رمزية بينما العراقي يدفع 120 او 130 دولارا ليحصل على برميل من النفط .اعانك الله ايها العراقي مما كتب ورسم لك في ظل هذه الحكومات والمؤسسات التي تبكي ليل نهار على حالك واحوالك ولا ياخذ النوم جفن احدهم لانكم تعانون من عدم وجود الكهرباء والمحروقات والماء الصالح حتى للغسل ناهيك عن الشرب والغلاء الفاحش فراتبك لايكفيك لزيارتين لمركز التسوق والله يكون في عون الذي لايملك الراتب ،في الوقت الذي لايعرف المسؤولون عن نوعية وفئة العملة العراقية لان كل الاحتياجات تاتي اليهم من السماء وهي كالمائدة التي بعثها الله للنبي عيسى عليه السلام ،ولايدفعون دينارا لان وكلائهم وخدمهم ومرافقيهم وسكرتيريهم هم الذين يتعاملون بالعملات .ويفتخرون بين الناس البسطاء هؤلاء من وعاظ السلاطين وكأنهم يمدحون اسيادهم ومسؤوليهم بان فلان لايعرف شيئا من العملات والفئات .
معظم المدن العراقية تعاني من قلة المحروقات وانعدام الكهرباء غير كهرباء المولدات الاهلية والتي تتحكم برقاب الشعب حيث الاسعار الفاحشة والابتزاز الكبير الذي يتعرض المواطن على ايديهم وكهربائهم التي لا تغني عن شئ سوى الانارة وكل السلطات المحلية تساندهم ولا يتم اقامة اية مشاريع للكهرباء رغم المبالغ العملاقة التي تدر على المحافظات والاقاليم . ان سعر برميل النفط الابيض الذي يبلغ 140 مائة واربعين دولارا يساوي راتب موظف لشهر كامل في بداية تعيينه ،فكيف يمكن للمواطن ان يعيش في ظل هذا الغلاء الفاحش ليس في قطاع المحروقات فقط بل كل المجالات الاخرى ،والسلطات لا تتدخل تحت مبرر ان السوق هو راسمالي ولن تتدخل السلطة في السوق تاركة الشعب ينهش جسده من قبل التجار الذين لايهمهم سوى ملأ الجيوب والحصول على الفوائد والثروة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلى أي مدى يشكل الاقتصاد ملفا حاسما في الانتخابات الأميركية؟


.. كلمة أخيرة - قطع الكهرباء 3 ساعات مش هيتكرر تاني.. اعرف التف




.. كلمة أخيرة - مصر تستورد شحنة جديدة من الغاز.. متحدث -البترول


.. كلمة أخيرة - سداد 25% من مستحقات شركات البترول هذا الأسبوع..




.. كلمة أخيرة - الغاز عاد لمصانع الأسمدة تدريجيا.. متحدث وزارة