الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق, وتوّسع دروبه الوطنية

عزيز العراقي

2009 / 12 / 25
كتابات ساخرة


يستكثر الكثير من العراقيين على بعض قيادات الأحزاب الشيعية سكوتها على تجاوزات النظام الإيراني للعراق , ولعل التجاوز الأخير في احتلال بئر النفط في الفكة , كان الأكثر استفزازاً للمشاعر الوطنية العراقية , لأنه اعتداء صريح ولايمكن التمويه أو السكوت عليه , مما اثارالكثير من ردود الأفعال الغاضبة من الموقف المتغاضي لهذه القيادات . وجاء هذا الموقف ليعيد حالة التشكيك والاتهام بالعمالة لإيران , ليس من القوميين والبعثيين فقط , بل ومن الكثير من الشيعة العراقيين .

المتنفذون في الأحزاب الشيعية , وبعضهم وزراء , أكدوا : بأن المشكلة ليست في احتلال البئر النفطي , بل في التوقيت غير الملائم لهذا الاحتلال . والقصد هو التوجه للانتخابات البرلمانية القريبة , وهذا الاحتلال سيحرم هذه الأحزاب من الأصوات الانتخابية , وهو الأهم من كل آبار الفكة وليس البئر رقم أربعة فقط . ويبدو ان هذا التدارس للوضع , هو الذي استدعى الإيرانيين لمراجعة حساباتهم والانسحاب ولو لخمسين متراً وإنزال علمهم من فوق البئر .

وتتساءل اغلب قيادات الأحزاب الشيعية عن : سخافة الربط بين التشكيك بوطنيتهم والولاء للنظام الإيراني , وهو النظام الوحيد الذي ساعد المعارضة العراقية بالمال والسلاح لإسقاط النظام ألصدامي , وايران كانت الملاذ الآمن لعوائل وقيادات هذه الأحزاب, ومنح اغلبهم الجنسية وجوازات السفر الإيرانية , وليس هذا فقط , بل كون بعض هذه الاحزاب , تأسست في ايران , وشكل المجلس الاعلى ليكون الهيئة الموجهة لكل نشاطات الاحزاب الشيعية العراقية المعارضة , وشكل فيلق بدر كذراع عسكري للمجلس , واطلق سراح التوابين من الأسرى العراقيين ليكونوا خيرة مقاتلي فيلق بدر , والمؤتمنين بعد ازاحة نظام صدام , على تطبيق الديمقراطية وتحقيق الامن بعد اخذ مواقعهم في وزارة الداخلية , عندما كان بيان جبر القيادي في المجلس الاعلى وزيراً للداخلية – رغم ان احد الحاقدين رسم صورة (الدريل) على مقر المجلس الاعلى في البصرة , اشارة للآلة التي استخدمتها قوات بدر في تعذيب وتصفية المعارضين – فهل يعرف العراقيون كم صرفت ايران من الاموال والتدريب والخدمات منذ تأسيسها ولحد الآن , وقد تجاوزت الربع قرن ؟! وعند اندلاع الانتفاضة عام 1991 سارعت ايران لإرسال الدعاة والمتطوعين لدعم المنتفضين وتنسيق حركتهم المشتتة . هذا جزء من المساعدات التي قدمتها ايران للعراق , قبل السقوط وبعده , وهل يدرك المتقولون حجم التلاحم المذهبي بين الشعبين الشقيقين , والفائدة التي يجنيها العراقيون من الزوار الإيرانيين ؟! ويؤكد احد هذه القيادات : لو عرفوا كل هذا لطالبوا بالوحدة الفورية مع ايران .

نعم هناك من يجد في الوحدة مع ايران طريقاً للنهوض بالعراق . ويؤكد القائد الذي تطرق لهذا الموضوع : مثلما يوجد عند القوميين والبعثيين من يطالب بالوحدة العربية لحد الآن , فلماذا يستنكرون علينا المطالبة بالتلاحم مع ايران , وهي الأقوى والأكثر تحضر , وعلاقات اجتماعية وروحية بين الشعبين أكثر بما لا يقاس بما بين العراق وباقي الدول العربية .
ان اغلب عوائل وأبناء هذه القيادات ان لم تكن نشأت في ايران , فقد عاشت فيها لفترات طويلة , وظلت تتردد عليها طيلة الخمسة والعشرين عاماً التي سبقت سقوط النظام , مما ولد لديها مشاعر الانتماء للوطن البديل , واغلبهم يتكلم الفارسية بطلاقة , ان لم تكن لغتهم الأم مثل السيد عمار الحكيم . فهل من العدالة ان تسلب هذه الأجيال من انتمائها الوطني البديل ؟! وهل من الشرف بشئ ان تتنكر هذه الأجيال للأوطان التي احتضنتها ؟! ولا اعرف كيف يطالبوهم بالإخلاص للعراق قبل ان يتأكدوا من إخلاصهم للوطن الذي فتحوا أعينهم عليه ؟!

ويستطرد القائد بحماس : يطلبون من الأستاذ هادي العامري رئيس منظمة بدر ان يدين التوغل الايراني , وقد فاتهم ان الاستاذ العامري انسان بسيط وطيب , ولا اعرف احداً يحب الخير للناس مثله . ولولا الرعاية الايرانية لعاش ومات ولم يعرفه احد , إلا أن هذه الرعاية في تطوير إمكانياته السياسية , هي التي كشفت قدراته القيادية , وانتخبه العراقيون الى عضوية البرلمان , وانتخب من قبل البرلمانيين ليكون رئيس أهم لجنة برلمانية , وهي اللجنة الأمنية . والسؤال هو : كم من العراقيين الشرفاء الذين تطورت امكانياتهم بمساعدة الاخوة الايرانيين ؟! ولولا هذه المساعدة لكان العراق قد حرم من خدمة اشرف ابنائه , فهل ينسى العراقيون فضل الايرانيون عليهم ؟!ويؤكد هذا القائد : مثلما يقول المثل (كل الطرق تؤدي الى روما ) فأن كل الطرق تؤدي الى الوطنية , وأولا وآخراً هو لخدمة هذا الشعب المنكوب .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا


.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم




.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب