الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العوده... إلى الماضي

قاسم طلاع

2009 / 12 / 25
الادب والفن


1

قبل أكثر من ثلاثين سنة كان لي بيت، هناك،
في زقاق يجاور مقبرة الشيخ عبد الرحيم
ومسجد عبد القادر الكيلاني
وعمال شارع الشيخ عمر،
وعلى بعد 30 دقيقة مشيا على الإقدام
من مديرية الاستخبارات العسكرية،
وبيت ناظم كزار.1

2

أمام بيتنا،
وعلى بعد لمحة بصر،
كانت، أو ربما لازالت، هناك شامخة، مقهى حمادي الحشاش1..
مقهى بنائه من طين وأحجار من مقبرة كانت مهجورة...!
ولها سقف خشبي،
ومسجل تسمع منه، في الليل والنهار، صوت أم كلثوم
" الأطلال ".
سماسرة حماة الوطن كانوا يأوون إليها
يمارسون فيها طقوسهم،
( ربما لازالوا...!! )
ولكن برداء آخر.

3

في أزقة محلتنا وفي شوارعها ودروبها، الملتوية، الضيقة،
خرائب فيها غرف مظلمة
يسكنها الفقراء.
أمل ...
أمها وأبيها الشرطي
كانوا في واحدة منها.

4

أمل...
لازالت تأتي في الحلم
بشعرها الطويل،
وعيونها العسلية،
بثوبها الممزق
وفم أسنانه بيضاء مرصعة،
تبتسم,
ـ آخر مرة رأيتها بعباءتها السوداء...
على ذراعيها
مسرعة،
كأنها ـ كانت ـ تريد احتضان الهواء ـ
قطعة من أشلاء ثوبها عثرت عليها أمها...
ألوان باهتة
إلا اللون الأحمر.

5

رأيتها،
رأيت الضوء
ووجه مضغوطا على واجهة من الزجاج،
رأيت وجهها عند عتبة أبواب الخريف،
شمس يحتضنه الضباب.

6

من ملامح وجهها
سمعت الرياح تغني
رذاذ من مطر،
ربما، ينتظر الشتاء عند أبواب النهار
ينتظر الطريق
بيتنا البعيد عند حقل يمتد على طوله الغبار
في الصباح
هناك إلى جانب شجرة الزيتون
تنمو الأعشاب
هناك لازال بيتنا ينتظر.


1. وهي واحدة من المقاهي التي كان زوارها يتناولون فيها المخدرات ( الحشية ) وتحولت عام 1963 ( ردة شباط الاسود ) إلى مقر للحرس القومي وبعد عام 1968 صار روادها يكتبون التقارير على كل من لا يريد التعاون أو الإنضمام إلى حزب البعث
2. كان ناظم كزار مديرا للأمن العامة وكان يشرف هو وصدام حسين على عمليات التعذيب والقتل التي كانت تجري في قصر النهاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد السقا يروى كواليس تعرضه للخطر في أفلامه ونجاته من الموت


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 13 مايو 2024




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: حفني مش بيعمل جناس عا


.. عوام في بحر الكلام-الريس حفني ترك المعمار واتجه إلى الغناء..




.. عوام في بحر الكلام - أسطورة شفيقة ومتولي .. الشاعر محمد العس