الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدية عيد الميلاد لمسيحيي العراق!

كمال يلدو

2009 / 12 / 25
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لايحتاج هذا العنوان الكثير من التفصيلات خاصة لذوي الحكمة والفطناء ، وللساسة العراقيين وللارهابيين ايضا . تتوالى الاحداث ليصبح شهر كانون اول من عام 2009 من اكثر شهور السنة سخونة بالنسبة لمسيحيي العراق وخاصة في الموصل . كانت حصيلة الشهر ثلاث تفجيرات منفصلة وكل منها استهدف اكثر من كنيسـة او دير ، واغتيالات في الشوارع وخطف ينتهي دائما بالقتل ، ورغم ان الشهر لم ينته بعد فقد هدد ( البعض) من عدم استخدام معالم الزينة لعيد الميلاد ، ويبدو ان هذا " البعض" قد نفذ وعوده على الاقل في مدينة (برطلة) يوم 25 – 12 والذي يحمل الكثير من الدلالات للمسيحيين ومشـاعرهم .
يعود هذا الموضوع ليحتل خبرا منزويا في اخبار العراق المحلية، ولا يهم الضحايا، طالما كانت الدولة العراقية مشــغولة بتوفير الامن والامان لمجموعة عراقية اخرى في طرف البلاد الثاني ، حتى وان كانت قوات بلد اجنبي تحتل بقعة عراقية ، لا يهم فالدولة تؤدي واجبها هناك .
يا لها من مهزلة!
في تموز من هذا العام ، وضعت الحكومة العراقية مرة اخرى امام المحك والاحراج بخصوص سياستها الامنية بحماية ابناء القوميات والاديان الصغيرة ، مما دفع برئيسها للتصريح بأنه سيضع حراس امام الكنائس ، فماذا كانت النتائج ؟ المزيد من التفجيرات والمزيد من القتل . وطرحت القضية من جديد في هذا الشهر بأعتباره شهر الاحتـفالات بعيد الميلاد ، فصرح رئيس الوزراء مرة اخرى بأنه ســيوفر لهم حمايات خاصة لأداء مراسيم الاحتفالات ، فماذا كانت الحصيلة ؟ مزيدا من التفجيرات والقتل في الموصل . اما في البصرة المسكينة فحالها يرثى لها واترك تفاصيل القصـة للفطناء !

لايعقـل ان تجري كل هذه التفجيرات ، والتهديدات وعمليات القتل والخطف في وضح النهار دون ان تقدم الحكومة العراقية تبريرا لما يجري ، ودون ان يجري القاء القبض على مجرم واحد او مجموعة اجرامية ، امام هذا الحشــد الكبير من :
قوى وزارة الدفاع ، وزارة الداخلية ، الامن الداخلي ، القوات الامنية التابعة لمحافظة نينوى ، الحمايات الخاصة بالأحزاب في نينوى ، الميليشيات في نينوى ، قوات البيشمركة في نينوى ، منتســبي الاحزاب في نينوى، تــرى كيف يمكن امام كل هذا الحشــد الهائل أن تفجـر الكنائس ويقتل المسيحين في نينوى من دون حســـاب ؟

الدم المسيحي ليس اغلى من دم اي عراقي ، بأي لون او دين او قومية كان ، لكـــنه يجـب ان لايكون الارخص بين مكونات العراقيين ، وحتى تضمن العدالة والمســاوات ، يجب على الحكومة العراقية ان تتحمل مســؤليتها كاملة ، وعلى مجلس المحافظة المنتخب ان يتحمل مســؤليته في حماية امن ابناء نينوى ايا كان دينهم ، وأن يقدم المجرمين والجناة وكل من يتجاوز على حرمـة المواطنيين الآمنين الى العدالة ، لا بل ان يقـدم المســؤلين المقصرين للحســاب ايضا خشـــية ان يكون لهم دور فيما يجري .
قـد يجهل البعض قرأة التأريخ القديم ، لكني اعيب عليهم كثيرا لو جهلوا دروس التأريخ القريب جدا جدا ، فما من ظالم دام ، ولا من ظـلم اســتمر ، ليس لقدرة قادر بل لأنـه منطق الحياة وحركة التأريخ ، فربما تســود (لحين) بعض القيم والافكار وحتى قوى شـاذة عن حركة التطور ، وســـرعان ما تجرفها قيم الحضارة والتجديد والبحث نحو الافضـل .
يقينا ان العراق الجديد ســوف لن يبنى بالقتل والدمار ولا بالعقليات الجاهلة والمتخلفة التي تريد العودة بـه الى عصور الظلام والعنف والاحقاد . العراق بحاجة الى اناس يؤمنون بأبنائه كلهم ، ويضعون مصلحة الوطن والمواطن فوق الدين والطائفة والقومية ..

يمر هذا العيد ، وتمر اعيادا اخرى ، البعض يفرح ، فيما الكثيرين حزانى على هذا الوطن الغالي ، وعســـى ان يستيقظ السياسيون العراقيون ، ورجال الدولة ، والوزراء والبرلمانيون من كبوتهم ويلتفتوا الى حال العراق ..فحـل مشـــكلة العراق ســـتعني بالنهاية حل مشــكلة المسيحين وكل اقوام العراق الاخرى .
وفي كل عيد ميلاد ، وفي كل عام جديد ...اتمنى ان يكون العراق والعراقيين بألف ألف خير .

25-12-2009










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين المسؤوليه الأخلاقيه
مسلمه عراقيه ( 2009 / 12 / 25 - 23:11 )
تحية لك عزيزي الكاتب ولقلمك وروحك العراقيه الجميله ..كل عام وأنت بخير وأخواننا المسيحيين داخل وخارج الوطن بألف خير أعاد الله أعياد الميلاد عليكم وأنتم مطمئنين في مدنكم..أن مايحصل يدمي قلب كل عراقي شريف ...يوم الثلاثاء الدامي حصد أرواح أكثر من خمسمائة عراقي قتلى وجرحى لايجدون مستشفيات تمتلك الأمكانات المناسبه لحالاتهم ..ماهو ذنبهم ..هل فرق قاتلهم بين أديانهم أو طوائفهم ..أنها الجريمه من أجل الجريمه ومن أجل قتل العراق قبل كل شيئ ..دم المسيحيين هو دم أخوتنا ..يجب أن ترتفع المطالبات لتوفير الأمن للكنائس والمدن التي يتواجد فيها المسيحيين ..يجب أن تتوقف هذه المأساة الأنسانيه ..ويجب علينا كمسلمين عراقيين أن يكون لنا موقف وطني لأنهاء مايحصل ..لاعراق بدون كنائس ومصلين ومحتفلين ..جميل أن يشترك المسلمين في تزين الكنائس والمشاركه الوجدانيه مع أخوانهم بأن يوفروا الأمان والحمايه ،لابد من دور حكومي وشعبي معاً ..أمنياتي بعراق آمن يجمعنا ....وعيد ميلاد مجيد ..


2 - حارس(هدف) للكنيسة
فد واحد ( 2009 / 12 / 26 - 14:25 )
سوءالي للعارفين و اهل الحكم الفاضلين .هل حراسكم للكنائس من اجل حمايتها ام من اجل تشخيصها كهدف قادم؟ و هل اطلق الحارس النار من سلاحه لحماية الكنيسة(الهدف) وباي اتجاه ؟

اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة