الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة والضفة والموت المجاني

عطا مناع

2009 / 12 / 26
القضية الفلسطينية



من تابع الجريمة التي ارتكبتها القوات الاحتلاليه الخاصة في نابلس والتي راح ضحيتها ثلاثة فلسطينيين ذبحوا بدم بارد في وسط عائلاتهم وعلى مرأى من صغارهم.
وتأتي جريمة نابلس وما سبقها من جرائم ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني لتؤكد أن دولة الاحتلال ماضية في سياسة القتل المبرمج، وان السنوات القادمة تحمل الكثير للشعب الفلسطيني وخاصة في ظل حالة التشظي السياسي الداخلي والانقسام على الذات، هذا الانقسام الذي شرع بشكل أو بأخر قتل الفلسطيني.
إن جريمة نابلس تؤكد وبالملموس فشل خيارات السلطة الفلسطينية سواء كانت السياسية أو الأمنية، والاعتراف بفشل المفاوضات وانهيارها يتطلب البحث عن مخرج داخلي حتى لا يتحول شعبنا لأهداف مستباحة للدولة العبرية وجيشها المتسلح بالايدولوجيه العنصرية.
والأكيد أن القيادة الفلسطينية تعيش الفشل المركب الذي افقدها إمكانية المناورة لتصبح متلقية للفعل ألاحتلالي سياسياً كان أو عسكرياً، ولهذا الوضع تداعياته الإستراتيجية على حياة المواطن الفلسطيني التي افقدها الانقسام وتداعياته الخطيرة التي خلفت ولا تزال الضحايا الذين يفقدون حياتهم مجاناً ودون هدف رغم أن بعضهم يتسلحون بالقناعات الوطنية التي يسميها القاموس الفلسطيني الحديث إرهابا.
واليوم ونحن نحي ذكرى محرقة غزة التي راح ضحيتها الآلاف الشهداء والجرحى من أبناء شعبنا الذين حصدتهم العنصرية الصهيونية لا زلنا نعيش المذبحة في كافة أرجاء الوطن، وهذا تأكيد واضح أن اله الموت الإسرائيلي تلاحق الفلسطينيين أينما كانوا وان الصراع اخذ شكل التطهير العرقي والاستيلاء على كل ما هو فلسطيني.
وقد لا يكفي أن نُحي ذكرى شهداء المحرقة بالشعارات والخطابات لان حجم التضحية كبير، وحتى لا تفقد التضحية معناها يفترض التقدم خطوة إلى الأمام باتجاه الذات، والمقصود هنا إعادة الاعتبار للقضية الوطنية والعودة عن الانقسام السياسي المرفوض من كل شرائح الشعب الفلسطيني.
ما يرتكب بحق الشعب الفلسطيني من جرائم يؤكد أن أصحاب الانقسام لن يستطيعوا الهرب من الاستحقاق التاريخي والوطني، وان مرحلتهم زائلة لا محالة لان الشعب الفلسطيني لا يقبل القسمة على اثنين رغم أن القناعة والاستسلام للواقع تسلل إلى قلوب قطاع واسع من الفلسطينيين الذين يتابعوا شعارات التضليل المنادية بالوحدة والعودة إلى الشعب.
إن تسويق الشعارات الاستهلاكية في زمن الموت لن يحقق إلا المزيد من التيه، ومع كل الاحترام للدكتور مصطفى ألبرغوثي الذي ردد ما قاله الزعيم العربي جمال عبد الناصر بقولة ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة لا يتناسب مع النخبة الفلسطينية العاجزة عن الحركة والمستسلمة لمصيرها.
وقد يكون المطلوب من القيادة الفلسطينية التقاط الفرصة التاريخية بالعودة إلى الوعي الشعبي المطالب بالحد الأدنى من التوافق الوطني على شعارات وطنية تحقق مصالح الشعب الفلسطيني الذي فقد القدرة على المقاومة والمفاوضات جراء سيطرة المصالح والأجندة الخاصة.
جريمة اليوم في الضفة وغزة رسالة واضحة لكل فلسطيني مفادها لا فرق بين غزة والضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 48، وان الفتاوى الإسرائيلية بذبح الفلسطينيين لا تستثني أحدا، وان الفلسطيني الجيد كما قالت غولدا مائير وهي رئيسة وزراء إسرائيلية سابقة هو الفلسطيني الميت، ولا فرق بين فلسطيني وفلسطيني من عندهم، فالكل مستهدف، وأول المستهدفين كان ياسر عرفات والعشرات من القادة الذي اغتالتهم اذرع الموساد الإسرائيلي.
نحن لا زلنا نعيش مسلسل الموت المجاني، والمقصود الموت بلا هدف، الموت الذي لا يراكم الانجازات الوطنية، والأكيد أن للموت في زمن الانقسام طعم أخر، فالانقسام افقد الأشياء مضمونها.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وهل يطير الفيل يا فلسطيني ؟؟؟
صلاح يوسف ( 2009 / 12 / 27 - 08:22 )
صدام حسين صمم على مواجهة أمريكا عسكرياً والنتيجة كما رأيناها ونراها. من قبل قام عبد الناصر بتحدي الغرب كله قبل أن يستكمل بناء الدولة والماكنة الصناعية وبلا تحالف مع المنظومة الاشتراكية وبدلاً من ذلك قام بتطوير الأزهر وفن تخريج الدراويش .. فما هي حال مصر الان ؟؟؟؟
من قبل عبد الناصر قام أمين الحسيني بالإفتاء بأن من يسكن عند اليهود في دولتهم هو كافر ولن يدخل الجنة فنزح السكان خوفاً من عقاب الله في النار.
عقليتك يا حضرة الكاتب لم تتعلم شيء من التاريخ فتراها تخبط خبط عشواء في اسطوانة مشروخة حول عنصرية إسرائيل التي لا ننكرها، ولكن هل سألت نفسك يوم قام هؤلاء بقتل مستوطنة في سيارتها أيضاً بدم بارد ؟؟؟ هل القتل مسموح في اتجاه واحد فقط أم أن الحرب العسكرية سجال ومن صالح الأقوى ؟؟ هل قتل من يقوم بالقتل إرهاب عنصري أما تفجير جسد في باص بين النساء والشيوخ والأطفال عمل مقدس وبدم ساخن ؟؟؟؟ ألا تريد مشاهدة الصورة بشكل متكامل لكي يتوقف الذبح والقتل عن الشعب الفلسطيني ؟؟؟

اخر الافلام

.. حسن نصر الله يلتقي وفدا من حماس لبحث أوضاع غزة ومحادثات وقف


.. الإيرانيون يصوتون لحسم السباق الرئاسي بين جليلي وبزكشيان | #




.. وفد قيادي من حماس يستعرض خلال لقاء الأمين العام لحزب الله ال


.. مغاربة يجسدون مشاهد تمثيلية تحاكي معاناة الجوع في غزة




.. فوق السلطة 396 - سارة نتنياهو تقرأ الفنجان